السبي العثماني والمشرق المتوسط
عطا درغام
المُلفت للنظر أن من يحاولون إعادة التاريخ للوراء ، ليس لهم أية علاقة بإدراك معني التاريخ والحياة والحاضر الذي نعيشه. هم فقط عبارة عن عبيد يأتمرون لكهنتهم وخليفتهم العثماني الجديد أردوغان ، من غير أن يعلموا أن المرحلة العثمانية التي عشناها لمدة قرون أربعة أو أكثر لم تكن سوي رحلة مظلمة من تاريخ الحضارة الإنسانية ،وكأن شعوب المنطقة كانوا في كهف نائمين طيلة تلك المدة ،وليست لهم علاقة بما حصل من تطور ومستجدات في الخارج.
الآن يريدون إعادتنا لنفس تلك المرحلة ، ويزينونها علي أنها كانت مرحلة نهضة وعمران في أوهامهم فقط ،بل نُدرك من مسعاهم هذا أنهم فاقدو البصر والبصيرة،وليس لهم أية علاقة لا بالحاضر ولا بالمستقبل.تاريخ العثمانية بقرونه الأربعة ومعظم سلاطينهم لم تكن إلا كابوسًا حلَّ علي شعوب المنطقة ومجتمعاتها بكل أطيافهم وألوانهم من دون تمييز.العثمانيون الذين استغلوا الدين الإسلامي لينتشروا في المنطقة، هاهم يُعيدون نفس السيناريو ثانية باسم الدين محاولين استعادة أمجاد الماضي علي حساب شعوب المنطقة بأكملها.
ولطالما انشغل الكثير من المؤرخين في كتابة تأريخ بني عثمان والعثمانيين مذ استيطانهم منطقة مشرق المتوسط في العهد العباسي وحتي انتشارهم كإمبراطورية حكمت المنطقة تحت راية التدين الإسلامي.ويعد ذلك وخاصة بعد الحرب العالمية الأولي ،وما حدث فيها من انهيار بفعل عوامل موضوعية دولية أو ذاتية محلية وإقليمية ،مما أدي إلي تشتيتها وتقسيمها بعد فرض معاهدات واتفاقيات دولية والتي كان من نتائجها تشكل الجمهورية التركية علي الدول العربية بعد رسم حدودها من قبل القوي العظمي في تلك الفترة ،وهي فرنسا وبريطانيا وأمريكا إن كان بشكل أقل.
كانت الحرب العالمية الأولي، والتي ألقت بظلالها علي المنطقة هي بنفس الوقت صراع ما بين مساندة للعثمانيين علي أساس تمثل الخلافة الإسلامية ،وكان شعارهم حماية الدين الإسلامي عبر العثمانيين من جهة ،ومن جهة أخري ماهو معارض لها ومدعوم من فرنسا وبريطانيا ،والذين كان شعارهما هو قومي عروبي مناديًا لإقامة الدولة العربية والتخلص من الاحتلال العثماني للمنطقة
يتضمن الكتاب الذي ألفه الدكتور جلال زناتي و معه الأستاذ محمد علي أرسلان فصولًا كل فصل يحمل عنوان “ورقة” ،وعبر سبع عشرة ورقة يقدم مؤلفا الكتاب قراءة للمجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق شعوب المنطقة، فليس الأرمن وحدهم من عانى من المجازر العثمانية، لكن هناك شعوب عدة تأثرت بهذا الاحتلال الطويل، ويقدم المؤلفان في هذا السياق العمل في سبعة عشرة ورقة (فصل)، يسبقها مقدمة، وتوطئة حول نسبة ما وصل إلينا من المعرفة التاريخية علي النحو التالي:.
“الورقة الأولى: “التاريخ والعثمانيين.”. غزو أم فتح؟ إشكالية أرَّقت المؤرخين وهل ما حدث غزو أم فتح..؟ وبقيت ،ولا تزال مسألة “القرون الأربعة لحكم الدولة العثمانية لأغلب الدول العربية” محل جدل ومثار خلافٍ بين المؤرخين تبعًا للأهواء ،عمَّا إذا كان يمكن اعتبارها “خلافة عثمانية أم غزوًا واحتلالُا. فيذهب الدكتور عاصم الدسوقي ‘إلي أن العثمانيين ليسوا سوي غزاة ومستعمرين احتلوا بلاد العرب لمدة أربعة قرون ،مثلهم مثل الاستعمار الفرنسي والبريطاني ،واستنزفوا ثروات العرب وأورثوهم الضعف والتخلف.وهم ليسوا فاتحين، إذ لا يمكن اعتبار دخول شعب مسلم لأرض شعب مسلم آخرفتحًا ،هذا منافٍ للعلم والتاريخ. ومن يتحدث عن الفتح العثماني ،فإن حديثه قائم علي العاطفة والحماسة الدينية، وذلك كما يذهب الدكتور عبد العزيز الشناوي الذي يُشير إلي مصطلح “الحامية العثمانية” الذي ظهر ليعكس طلب الدول الخاضعة تحت الحكم العثماني للحماية؛مضيفًا :”أما حركات التمرد لن تكن استقلالية انفصالية،بل كان يتزعمها أصحاب عصبيات أو قادة عسكريون أو زعماء دينيون من أتباع مذاهب دينية، استهدفوا الانفراد بشؤؤن الإدارة والمال علي أن تكون الولاية في الأعم الأغلب في نطاق الدولة العثمانية ،وذلك في إشارة إلي إعلان علي بك الكبير الاستقلال بمصر والنزاع بين الزيدية والعثمانيين في اليمنز
الورقة الثانية: السبي العثماني للجزيرة العربية :علي الرغم من حب السلاطين من آل عثمان الهيمنة باسم “الخلافة”، لم تكن الجزيرة العربية محل اهتمامهم الفعلي في توفير خدمات الدولة من الأمن والعيش الكريم لسكّانها، إلا بالقدر الذي يوَّظفون الحرمين الشريفين في اكتساب الشرعية الدينية، وموانئ بحار العرب في تأمين تجارتهم، وإدارة حروبهم مع القوى المنافسة،. وتبعاً لذلك وجد كثيرٌ من أبناء الجزيرة العربية في فترات مختلفة الإمبراطورية العثمانية عبئاً عليهم، فلا هي تقوم بعمارة أرضهم التي تتسلط عليها، ولا هي بالتي تترك شأنها لأبنائها لينهضوا بها كما فعلوا في القرون السابقة، ما شجّعهم على المبادرة بإدارة شؤونهم، كما فعل ابن سعود في الدرعية، وآل عايض في عسير، والشريف في الحجاز، وغيرهم، فكان ذلك مبرراً عند العثمانيين كافياً للعدوان بحجة البقاء تحت “عباءة الخلافة”.
وفي نجد، منشأ الدولة السعودية منذ أربعينيات القرن الثامن عشر الميلادي على سبيل المثال، يُشير العقل إلى أنّ “الدولة العثمانية لم تكن تأبه بالمنطقة وأحداثها، وليست عندها ذات شأن، ولذلك لم يكن لها على نجد سلطة مباشرة، بل كانت مهملة تتنازعها الإمارات المحلية أو المجاورة، وكان يقتصر وجودها في جزيرة العرب على اليمن والحجاز والبحرين والإحساء، وقد يكون لوالي الإحساء من قبل الأتراك شيء من الإشراف غير المباشر على نجد واليمامة بخاصة، وقد انقطع ذلك باستقلال زعيم بني خالد براك بن غرير بالأحساء عن الدولة العثمانية سنة 1080 هـ”.و إلى أن ما كان من تبعية في بعض المراحل، كان “مجرد الاعتراف بالسيادة وجلب الضرائب أو تأمين السُّبل وتوفير المؤن ونحو ذلك، ولم يكن لها تدخل فعلي في الشؤون الداخلية، فكانت ولايات الإمارة والقضاء والحسبة والمرافق تُجرى من قِبل أهل الأقاليم أنفسهم، لا للدولة العثمانية وولاتها فيها حل ولا عقد،
غير أنّ الجرائم العثمانية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تجاوزوا ما كانت تقوم به “داعش” في السنوات الحالية، وتعاملوا مع أسراهم العرب باعتبارهم عبيداً، على الرغم من حظر الشريعة الإسلامية التي يرفعون لواءها استعباد المسلم مهما ساءت الظروف.وليس هذا ضمن ما ترويه المصادر السعودية في ذلك الوقت، لكن أيضاً المصرية المحسوبة على العثمانيين في ذلك الوقت، فيوَّثق المؤرخ المصري الجبرتي أن “عسكر المغاربة العرب (مجندون ضمن الجيش العثماني) الذين كانوا ببلاد الحجاز كان بصحبتهم من أسرى الوهابية نساء وبنات وغلمان، أنزلوا عند الهمايون (مجلس وزراء بني عثمان في إسطنبول)، وطفقوا يبيعونهم على من يشتريهم مع أنهم مسلمون أحرار”.كما ذكر الكابتن الإنجليزي فورستر سادلير، في مذكراته “رحلة عبر الجزيرة العربية”، أنه حين رافق بعض الجنود في أثناء عودتهم نحو مصر، شاهد معهم “الجمال والخيول والنساء والأطفال والعبيد الذين سلبوهم خلال غاراتهم”.ويقول بوركهاردت المُطّلع من كثب على سير الحملة، إن هؤلاء الجنود “قتلوا ونهبوا في الطريق غالبية الوهابيين، وأرسلت إلى القاهرة 4 آلاف أذن اقتطعت من الوهابيين، وأعدت لإرسالها إلى الأستانة”.
و الورقة الثالثة: الانتشار التركي في المشرق المتوسط،،وتطرح الورقة تساؤلًا مؤداه؛ ما هي المشروعات التي تتنافس، لتفرض خريطتها علي المنطقة؟ والمتتبع للأحداث في المنطقة يلاحظ أنها تزخر بنوع من الصراع بين ثلاثة مشروعات- سوق أردوغان سلطان الإرهاب المتأسلم لأولها،تنتناحر فيما بينها بين مشروع رجعي يرتدي عباءة دينية قدر له أن يفشل في نصر علي أيدي جماعة الإخوان المسلمين، وليس له الآن سوي امتداد فكري بين تركيا أردوغان وملالي إيران وبين مشروع قومي اتسم أتباعه في يومنا بالخطابات الرنانة دون الفكرة التي ربما يتكيب منها جلَّ المنتمين إليه في هذا المشروع القومي وبين مشروع ثالث يهتم بالضرورة بالحقوق والمصلحة المشتركة بين دول المنطقة،وبعد فشل المشروع الأردوغاني في مصر اتجه إلي ممارسة إرهابه في سوريا ،ثم ليبيا بعد دعم ذراع إرهابيي داعش الذين هم بالفعل من ميليشيات أردوغان
الورقة الرابعة: الإبادة العثمانية للأرمن، ويُشير المؤلفان إلي أن أي اعتراف بالإبادة الأرمنية أو تراخ في الحفاظ علي الكبرياء الوطني من قبل أردوغان وحزبه سيعرِّضهما لخسائر فادحة في صفوف الرأي العام التركي.فالشباب الأتراك تربوا علي مقولة :”إن الأرمن كانوا خونة ،وإن الإبادة كذبة كبري ،والذين رأوا معاناة الأتراك علي أيدي المسلحين الأرمن معروضة في المتحف العسكري التركي في إسطنبول لن يتقبلوا من قادتهم أن يمسوا شعورهم الوطني،وهذا أمر مستبعد الحدوث سيمنح المعارضة اليمينية ذخيرة كافية في الانتخابات المقبلة للنيل من معسكر أردوغان الساعي إلي تأسيس جمهوريته الجديدة.
الورقة الخامسة: الكرد والأرمن جيران وضحايا العقلية العثمانية،إنَّ خير دليل علي مدي عُمق جذور الصداقة بين الشعبين الأرمني والكردي في مؤتمر الصلح؛أي بعد المجازر بمدة قصيرة عندما أعلن الوفدان الكردي برئاسة شريف باشا والأرمني برئاسة نوبار باشا عن اتفاقهما علي حل مشاكلهم بينهم دون تدخل الدول الكبري،ويطلبان مطالبهما في بنود معاهدة سيڤر.ثم مذكرة مشتركة باسم الشعبين الكردي والأرمني إلي رئاسة مؤتمر الصلح في باريس يتضمن مطاليب الشعبين.
والورقة السادسة: عفرين وصراع الآلهة، وتتناول الورقة صمود عفرين في مواجهة الغرور الأردوغاني وغطرسة القوي الرأسمالية ،ومن يقف خلفهما من كافة القوي والدول الأخري،أرادت أن تكون هي الفيصل في توزيع وتهجير من تريد أينما تريد ،إلا أن الحقيقة الجغرافية والتاريخية لا تقبل بمنطق مهندسي التقسيمات الحالية..فمنطق القوي الرأسمالية يقتضي أن يحجِّموا أو حتي يقضوا علي بارقة أمل لأصحاب النفوذ علي الأرض ويفرضوا الواقع الذي يختارونه؛كي يفرضوا الحلول التي يرون أنها مناسبة لمطامعهم وليذهب الشعب والمجتمع إلي الجحيم.
و الورقة السابعة:” العرب والكرد والأرمن والتاريخ التركي الملطخ بالدماء”، وتذهب الورقة إلي تناول الألاعيب التي حِيكت بحق الشعوب العربية وشعوب المنطقة،وحدوث أكبر عملية تهجير وتغيير ديموجرافي حصلت في التاريخ الإنساني بيد القوي المحتلة من أجل تشكيل وطن متجانس يُسمي بعد ذلك تركيا،هذا الوطن الدخيل والمفترض تحول لعصي غليظة بيد القوي المهيمنة الدولية لتربية دول وشعوب المنطقة ، وكل من يقف أو يفكر يومَا ما بالحرية والكرامة. وكل ذلك حدث بعد مجازر كان ضحيتها بالملايين من الأرمن والكرد والسريان في بدايات الحرب العالمية الأولي ،بعد أن وعدتهم إنجلترا وفرنسا وروسيا بدولة إن هم ساندوهم وساعدوهم في دك الخلافة العثمانية والقضاء علي الرجل المريض الذي بات يعاني من تراكمات التاريخ
و الورقة الثامنة: “أردوغان والعثمانية الجديدة”، وتعرض الورقة إلي محاولات أردوغان إلي إعادة التاريخ من جديد بلبوس معاصرة متوافقة والمرحلة التي نعيشها ونحن في القرن الحادي والعشرين.،وتلفت الورقة النظر إلي أن أردوغان مازال يتم التعويل عليه دوليَا وخاصة من القوي المهيمنة العالمية لنشر الفوضي في باقي المناطق والدول، وأنَّ المهمة الموكل بها لم تنته لا في سوريا ولا في العراق، بل ربما ستشمل الشمال الأفريقي أيضًا بعد أن عاث فسادًا في الشمالين السوري والعراقي؛ مستغلًا سذاجة الشعوب التي وصلت لمرحلة القطيع كيف يقودها من دون عناء يذكر مستغلًا جهلهم بالدين وجشعهم بالمال ،وبذلك يجرهم هنا وهناك كبنادق مأجورة بزجهم في حروب عبثية وأوهام تدغدغ مخِّلة خليفتهم فقط..والمشكلة الكبيرة ليست في أردوغان بقدر ماهي عند الكهنة المعاصرين الذين ارتدوا العمائم والجلباب جاعلين من أنفسهم ظل الله علي الأرض وراحوا يفتون باسم الرب في الجهاد بكل أنواعه مدغدغين يذلك غرائز القطيع المنجر ورائهم
أما الورقة التاسعة: “ملف جرائم السبي العثماني والإبادة الجماعية التركية بحق الأقليات”، وتبرز الورقة الخلفيات السياسية والقومية والثقافية التي تبلورت في بداية القرن العشرين،ومهَّدت تدريجيا للمذابح التي ارتكبها العثمانيون بحق الأقليات في الدولة العثمانية والتي راح ضحتها الملايين..وقد لاحظ “برنارد لويس” أن الحكومة التركية كانت تُهييء لإجراء تغيير جذري متطرف في الهوية القومية والأيديولوجية لإيجاد قومية تركية تحل محل العثمانية،وهنا يقول لويس:” الأتراك شعب يتكلم اللغة التركية ويعيش في تركيا.للوهلة الأولي لا تؤخذ الفكرة كمضمون ثوري مبتكر ،ومع هذا فإن تقديم هذه الفكرة في تركيا وقبولها من الشعب التركي لإيجاد هويته ووطنه من الأسباب الرئيسية في ثورات العصر الحدبث المتضمنة التغيير في النواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية التقليدية في الماضي
والورقة العاشرة:” مذابح العثمانيين في مصر”،وتُظهر هذه الورقة وقائع ما جري من مذابح ومظالم في حق الشعب المصري بعد غزوه من قبل سليم خان العثماني،وتبرز الورقة المبررات التي ساقها المدافعون عن الدولة العثمانية ،وكيف أن الغوري سلطان المماليك تعاون مع الدولة الصفوية الشيعية التي كانت في حرب مع العثمانيين،وأنَّ سليم لم تكن لديه مخططات لدخول القاهرة لولا أنَّه أراد تأمين ظهر الدولة العثمانية
والورقة الحادية عشرة: “الدخول العثماني لمصر هل كان احتلالا؟”،وتطرح الورقة هذه الإشكالية ،وتجيب عليها من خلال آراء المؤرخين.. وفي مصر حتي بداية السبعينيات من القرن الماضي كانت الصورة التي رسمها الرعيل الأول من المؤرخين(محمد رفعت، عبد الكريم،السوربوني،شفيق غربال) ،ثم الجيل التالي من تلاميذهم( أحمد عزت عبد الكريم، وحسن عثمان،وغيرهما) عن مصر تحت الحكم العثماني(1517-1798)قبل حملة نابليون صورة قاتمة تتسم بالفوضي والقلاقل والفتن،وبالفقر في الزراعة،والحرف والصناعات،والتخلف علي كل المستويات الاقتصادية والعلمية والثقافية،وظلت هذه الصورة قائمة لعقود عند التطرق للحجيث عن مصر في هذه الحقبة.
و الورقة الثانية عشرة: “الدولة العثمانية وتركيا ودعمها للإرهاب”،ومن خلال الورقة يتراءي لنا الوجه القبيح للسياسة الأردوغانية التي ترِّوج لخلافة عثمانية جديدة من خلال التدخل في شؤؤن دول أخري وفرض النفوذ علي شعوب مقهورة، تراءي لنا أيضًا كيف ارتدي أردوغان ثوب الفاشية الخضراء “العثمانية الكبري” بعباءة دينية لكي يروِّج لمشروعه الديني، ويُحيي آمال دراويش الملالي،ولم يفلح، فتحول إلي فاشية بيضاء، كي يستقطب مريدين له ،ولم يفلح بسقوط هذا المشروع بقوي يقظة في المنطقة مثل مصر التي أسقطت حلمه و أسقطت جماعته الإخوان المسلمين ،ممن هو عضو فيها ولا يملك تقرير مصيرهم ثم تحول الي الفاشية السوداء منذ مسلسل الانقلاب، لكي يقضي علي معارضيه بالقوة ،ويتحول إلي مستبد ظالم، ويكتفي بعثمانية صغري يهدف بها إلي احتلال كردستان سوريا ،وبصورة أخري تتريك أو بسط نفوذ بقوات عسكرية غامة .
والورقة الثالثة عشر: “إرهاب أردوغان في سوريا”،وكشفت عن الدور التركي في صنع تنظيم داعش ؛ليكون سلاحه في نشر الإرهاب وارتكاب الجرائم الوحشية بحق السوريين في المناطق التي سيطرت عليها داعش في الرقة والحسكة من قتل للأبرياء وزهق للأرواح وسفك الدماء وهدمُا للآثار سار علي نفس الدرب أردوغان في قصفه لمدينة “عفرين”السورية”
والورقة الرابعة عشر: “مفهوم القومية التركية “الطورانية وجرائم الإبادة”،وتحدد الورقة مفهوم القومية الطورانية من خلال مقارنتها مع العثمانية والنزعة الإسلامية.وتذكر الورقة أن بدعة الدولة القوموية والدينونية ما هي إلا مصطلحات اخترعتها لنا الحداثة الرأسمالية ،وجرعتنا إياها علي أنها الدواء الناجع لما نعانيه ،لكنه تبين أنه الدواء القاتل لمجتمعاتنا وثقافتنا وهويتنا،ورحنا نبني المعابد القوموية والدينونية كي نتقرب من الله ونسينا أن الله موجود في داخلنا وليس في الخارج
الورقة الخامسة عشر: “جرائم العثمانيين.. التدين الإسلامي غطاء للمجازر والجريمة والدم المسال”،وتناولت الورقة التاريخ القذر وفظائع العثمانيين والأتراك بحق الشعب الكردي في عموم كردستان إبان كل ثورة أو انتفاضة قام لها الشعب الكردي.وبجانب الإبادة الجسدية بحق الشعب الكردي أقدمت تركيا علي إبادة الكرد ثقافًيا حيث أصدر مجلس تركيا في حزيران 1927 قانونًا ينص علي تتريك كافة المواطنين المقيمين في تركيا وذات الأقلية دينيًا وعرقًيا فيما انتفضت بعض المدن الكردستانية ضد القرار ،وارتكبت تركيا مجازر بحق بعض المدن الكردية منها مجزرتي ديرسيم وزيلان
والورقة السادسة عشر: “الكرد ودورهم في حماية المنطقة من التقسيم”،وتكشف عن الحيل والألاعيب التي تنتهجها الدول الكبري لخداع الكرد واللعب علي الوتر الكردي تحت مسميات عدة منها”حقهم في تقرير مصيرهم وحقوق الإنسان والمعايير الإنسانية”،والتي ماهي في النتيجة إلا أدوات في يد القوي الرأسمالية والغربية تستخدمها ما أرادت مصالحها ذلك ،وتخرس عنها حينما تتعرض مصالحها للتهديد. وما محاولات تركيا في الوقت الحاضر في تدخلها واحتلالها لبعض المناطق في شمالي سوريا والعراق إلا محاولة يائسة منها لتمرير أجنداتها في تحقيق الحلم العثماني في المنطقة، وأنه لا يهمها أبدًا مصلحة الشعب السوري،وهي من حاولت تقسيم سوريا تحت حجة محاربة الكرد لمنع التقسيم،مع أنَّ الشعب الكردي في سوريا أعلن منذ بداية الأزمة في سوريا أنه ضد التقسيم وأنه يرغب العيش ضمن سوريا الموَّحدة الواحدة،وأنه لن يرضي بأن تُقسَّم سوريا.
الورقة السابعة عشر: “التجديد الفكري وإصلاح الخطاب التاريخي في محاربة الإرهاب”،وتدعو إلي التجديد الفكري،وتعتبره الخطوة الأولي في حماية الوجود المجتمعي من أية هجمات يتعرض لها.فبدون التجديد الفكري لا يمكن لأي تجديد آخر أن يُكتب له النجاح مهما قمنا من أفعال أو خطوات ؛لأن التجديد سيكون منقوصًا ،وبجناح واحد يسير مشلول وبشكل غير متوازن. وعلي من يقومون بالتجديد الفكري أن يعلموا جيدًا أنه ينبغي إعادة تعريف الكثير من المصطلحات التي قبلناها،وكأنها تمثِّل الحقيقة، ومن غيرها لا تمت بصلة للحقيقة بشيء.الداء العضال الذي نعاني منه هو مرض التعريفات الجاهزة التي تشحنها لنا القوي الرأسمالية عبر العلوم الوضعية وإقناعنا علي أن هذه التعريفات يجب أن تكون من المسلَّمات وعدم التشكيك فيها أبدا..
وتطرح الورقة تساؤلا مؤده: هل ستنجح الخطوات التي يقوم بها من يقولون أنهم يعملون علي التجديد أم أنهم سيكررون ماهو موجود بلبوس جديدة ،ويخدعوننا علي أنه الجديد بحد ذاته؛لأن ما
نتعرض له من هجمات غربية ليس فقط عسكرية بقدر ماهي هجمات فكرية وأيديولوجية هدفها تصيير المجتمع عبارة عن مجتمع قطيع ومستهلك لا يفكر وينفِّذ ماهو مطلوب منه فقط وأي شخص يفكر خارج هذه الأطر سيعتبر من الخوارج وستتم محاربته.