الإثنين, ديسمبر 23, 2024

السعوديون ينوون القتال في سوريا والعراق

ذكرت صحيفة “فزغلياد” أن “التحالف الإسلامي”، الذي تتزعمه السعودية، ينوي المشاركة بفعالية في القتال ضد “داعش”. غير أن خطورة ذلك تكمن في محاولة بلدان الخليج تقسيم سوريا بما يناسبها.

جاء في المقال:

أعرب التحالف الإسلامي، الذي تتزعمه السعودية، عن رغبته بالمشاركة بفعالية كبيرة في محاربة “داعش”. وصرح مستشار وزير الدفاع السعودي اللواء الركن أحمد عسيري في مقابلة، يوم الأحد 15/01/2017، بأن التحالف مستعد للانضمام إلى التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، في القتال ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق.

وقد أدلى الجنرال السعودي بتصريحه هذا على خلفية الاجتماع، الذي عقد في الرياض يوم الأحد15/01/2017، والذي ضم رؤساء أركان 14 دولة مشاركة في التحالف الدولي، الذي تتزعمه واشنطن. وقال عسيري” إن قوات التحالف الإسلامي سوف تساهم في القضاء على “داعش” في الرقة والموصل خلال الفترة المقبلة”.

هذا، ومن الجدير بالذكر أن السعودية أعلنت عن إنشاء “التحالف الإسلامي” في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2015، حيث تدخل 34 دولة إسلامية في قوام هذا التحالف العسكري. وقد أعلن رسميا عن إنشائه “لمحاربة تنظيم “داعش” والإرهاب العالمي”. وبحسب ما ذكرت وسائل الإعلام، فإن هذه البنية الجديدة يرأسها القائد السابق للقوات البرية الباكستانية الجنرال رحيل شريف.

على أبواب اللقاء في أستانا

ما يثير الفضول أن من المقرر، عقد لقاء، في العاصمة الكازاخستانية أستانا يوم 23 من الشهر الجاري، لمناقشة الأزمة السورية. وسيحضر هذا اللقاء ممثلون عن العديد من جماعات المعارضة المسلحة، حيث يفترض التوصل إلى رؤية محددة للوضع “على الأرض”. ومن المعروف أن روسيا وإيران وتركيا، كانت الدول الرئيسة المبادرة إلى عقد هذا اللقاء، وليس واضحا بعد، هل ستشارك دول أخرى في هذه المفاوضات.

بيد أن جذب لاعبين جدد في الصراع السوري إلى مفاوضات أستانا، يمكن تقييمه بشكل مزدوج. من ناحية كرغبة فعلية بالمشاركة في المفاوضات للبحث عن حل للأزمة السورية. ومن ناحية أخرى كخوف من التأخر في الحصول على حصة من الكعكة السورية.

“السعوديون وحلفاؤهم يريدون المشاركة في تقسيم سوريا”

المحلل السياسي والمستشرق ألكسندر سوتنيتشينكو، علق على قرار التحالف الإسلامي المشاركة في الحرب ضد “داعش” بالقول إن السعودية وغيرها من دول التحالف الاسلامي شاركت سابقا في عمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب و”داعش”، ولكن “مشاركتها اقتصرت على غارات جوية نادرة العدد، وفي المناطق الأكثر مناسبة لها نفسها، كما فعلت في ليبيا، وشنت عددا من الغارات في العراق”.

وقال الخبير للصحيفة إن الولايات المتحدة وحلفاءها مهتمون الآن بجذب قوات أجنبية من أجل تقسيم سوريا في المقام الأول. ولعل تفعيل دور دول التحالف الاسلامي الآن يشي برغبتهم في مواكبة التقسيم، والحصول على حصة.

غير أن الخبير لا يعلق آمالا على استعداد هذه الدول للدخول في مواجهة عسكرية جدية إلى جانب الأمريكيين، لأن “السعودية والعديد من حلفائها (وخاصة الإمارات العربية المتحدة) غارقون في حرب اليمن. أما البلدان الأخرى، فإما أن إمكانياتها محدودة، أو أنها “فضلت الاعتزال” ولا تشارك واقعيا في الأزمة السورية حاليا مثل قطر. وأكد الخبير أن مشاركة هذه الدول في عملية برية، ممكن فقط في حال ممارسة الولايات المتحدة ضغطا شديدا على حكوماتها.

وأضاف المستشرق ألكسندر سوتنيتشينكو أن “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يشكل الكرد غالبيتها إلى جانب بعض العشائر العربية المساندة، لن تشارك “كتفا لكتف” في حرب برية، إلى جانب جيوش دول الخليج، التي كانت في السابق هي الممول الرئيس لتنظيم “داعش”، من أجل تحرير الرقة من تنظيم “داعش”. والقول نفسه ينطبق على الكرد والشيعة العراقيين. لهذا يستبعد الخبير “مشاركة عسكرية برية لقوات بلدان التحالف الإسلامي في سوريا والعراق”، ويؤكد أن الامر سيقتصر على الأرجح على زيادة عدد الطلعات الجوية التي على العموم لن يكون لها تأثير جدي على الوضع.

“يجب القضاء على “داعش” في سوريا بقوانا الذاتية في أسرع وقت ممكن”

في غضون ذلك، يعتقد الخبير بوجود خطر حقيقي يهدد وحدة الأراضي السورية، بما في ذلك في حال القضاء السريع على تنظيم “داعش” في الموصل العراقية. آنذاك. وبحسب اعتقاده، فإن “قوات التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة، وبخاصة قوات بلدان الخليج ستعبر الحدود العراقية-السورية وتبدأ الهجوم ضد “داعش” من الشرق نحو الغرب، وبالتالي ستحكم السيطرة على جزء كبير من الأراضي، التي سترفض إعادتها إلى الدولة السورية”.

ويرى الخبير أن على روسيا وسوريا أن تفكرا مليا بمن سيقوم بتحرير سوريا من تنظيم “داعش”. فإذا ما كان الكرد هم من سيقومون بذلك تحت إشراف واشنطن ومساندتها، فإن سوريا ستتحول إلى Fale-state “دولة فاشلة” على الطريقة العراقية. أي أن تفكك سوريا، واستمرار الحرب الأهلية على أرضها، يصبحان أمرا لا مفر منه لعدة سنوات لاحقة.

وكذلك الأمر في حال إتمام عملية تحرير البلاد من الشرق، من العراق على يد الكرد بمساندة الولايات المتحدة أيضا ودول الخليج، فإن هذا سينتهي أيضا بتقسيم البلاد وفقدان القيادة السورية غالبية حقول النفط في منطقة دير الزور. وعلى الأرجح، فإن التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة يوجه أنظاره إلى هناك.

لهذا، يخلص المستشرق إلى القول إن “من مصلحة روسيا وسوريا في الوقت الراهن، وبأسرع وقت ممكن تطهير البلاد من تنظيم “داعش”، بالاعتماد على قواهما الذاتية”.

RT

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *