المجلس الوطني الكردي: نداء بشأن إعادة تدريس اللغة الكردية في منطقة عفرين

بيان:

انطلاقًا من المبادئ القانونية والمواثيق الدولية، فإن اللغة الأم تُعدّ حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، وركيزة جوهرية من ركائز الهوية الثقافية. وقد أكدت منظمة اليونسكو مرارًا على أهمية التعليم المتعدد اللغات، واعتماد اللغة الأم في السنوات الأولى من التعليم، لما لذلك من أثر إيجابي في تعزيز قدرات الأطفال الاجتماعية والثقافية والمعرفية.
وفي هذا السياق، كانت اللغة الكردية تُدرّس في مدارس منطقة عفرين خلال فترة الإدارة الذاتية، واستمر ذلك في ظل الحكومة السورية المؤقتة، حتى عام 2024. وخلال تلك الفترة، تم تحقيق خطوات مشهودة على طريق تطوير تعليم اللغة الكردية، من خلال إقامة دورات تدريبية في “جامعة حلب الحرة” في أعزاز، ثم إدراج تعليم اللغة الكردية ضمن مديرية التربية في عفرين، وصولًا إلى افتتاح معهد لإعداد مدرسي اللغة الكردية في “جامعة عفرين”، وهي جهود نعتز بها، ولا تزال مستمرة حتى اليوم.
لكننا، ومع التغيير السياسي الأخير في البلاد، وتشكيل الإدارة الانتقالية الجديدة برئاسة السيد أحمد الشرع، فوجئنا بتوقف تعليم اللغة الكردية في المدارس الواقعة ضمن المناطق ذات الغالبية الكردية، ومنها منطقة عفرين، وهو ما نراه خطوة تتعارض مع مبادئ الثورة السورية التي نادت بالحرية والكرامة والعدالة، وتتعارض أيضًا مع مبدأ المساواة بين المواطنين، واحترام التنوع الثقافي واللغوي الذي يُغني النسيج الوطني السوري.
إننا في المجلس الوطني الكردي في منطقة عفرين، نؤمن بأن حماية اللغات القومية جزء لا يتجزأ من مسار بناء دولة سورية ديمقراطية تعددية، تقوم على الحقوق والحريات. ومن هذا المنطلق، نرفع هذا النداء إلى سيادة الرئيس أحمد الشرع، وإلى الجهات المعنية في الإدارة الانتقالية، داعين إلى إعادة النظر في قرار إيقاف تدريس اللغة الكردية، وندعو لاعتماد تدريسها مجددًا في المناطق الكردية، إلى جانب اللغة العربية واللغات الأخرى، بما يضمن احترام التنوع الثقافي ويوطّد أسس التعايش الوطني.
كما نقترح، في هذه المرحلة الانتقالية، العودة مؤقتًا إلى العمل بمقررات اللغة الكردية التي كانت معتمدة سابقًا خلال فترة سلطة الحكومة السورية المؤقتة ، وذلك إلى حين التوصل إلى صيغة توافقية بين الوفد الكردي المنبثق عن الكونفرانس وحدة الصف الكردي في٢٦ نيسان والإدارة الانتقالية في دمشق بشأن منهاج معتمد موحد للغة الكردية، يراعي الأصول التربوية ويحترم الخصوصيات الثقافية.
إن إعادة تدريس اللغة الكردية لا تمثل فقط استجابة لمطلب مجتمعي عادل، بل هي أيضًا خطوة مهمة على طريق تعزيز اللحمة الوطنية، وترسيخ قيم الحرية والكرامة التي ناضل السوريون جميعًا من أجلها.
عفرين ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
المجلس الوطني الكردي – منطقة عفرين

Scroll to Top