د. جواد إبراهيم ملا
في القرن التاسع عشر قال الفيلسوف الالماني جورج هيغل Georg Hegelفي كتابه: دستور ألمانيا، أن أي مجموعة إنسانية لا تستحق دولة، إلا إذا كانت متحدة لأجل الدفاع الجماعي عن ممتلكاتها وحسب نظرية هيغل فإن الشعب الكوردي لا يستحق الدولة لأنه في السابق كانت العشائر الكوردية تتقاتل واليوم القيادات الكوردية الحزبية تتقاتل أيضا.
وان ممتلكات الشعب الكوردي:
1. أرض كوردستان وما عليها وما تحتها… ولقد باعت القيادات الكوردية الحزبية كركوك وشنكال وعفرين وغيرها من أجل تعميق الهوة فيما بين الكوردي وأخيه الكوردي…
2. تاريخ الشعب الكوردي وحضاراته وتراثه… ولقد تعاونت القيادات الكوردية الحزبية مع الكيانات التي تحتل كوردستان على تزوير تاريخ الشعب الكوردي وحضاراته وتراثه…
3. وأهم ممتلكات الشعب الكوردي هي الارادة الكوردية الحرة والتي لا تزال أسيرة الكيانات التي تحتل كوردستان وكذلك أسيرة لفلاسفة القيادات الكوردية الحزبية من أجل الحكم الذاتي والفيدرالية وغيرهم من فلاسفة الاممية الدينية والعلمانية والتي فبركت فلسفاتها على انها الحرية والاستقلال والدولة الكوردية أيضا…
فالحرية والاستقلال والدولة الكوردية وحدة واحدة لا يمكن تجزئتهم أو الاستعاضة عنهم أو تجييرهم لأية فلسفات أو شعارات… وإن الدولة الكوردية تعني الدولة الكوردية واي تسمية أخرى ليست سوى مؤآمرة على الشعب الكوردي من أجل خداعه وتضليله.
وفي أواسط القرن الماضي أكد الفيلسوف الألماني إيرنست كاسيرار Ernst Cassirer، على أن الدولة تمثل أحد عناصر التطور الثلاث وهي: الفرد والمجتمع والدولة… أي حينما لا يكون للشعب الكوردي دولة خاصة به يعني انه قد تم حرمانه من التطور الطبيعي واتجه في طريق التطور المزور في تبعيته لدول تنكر وجود الفرد الكوردي والمجتمع الكوردي… وبذلك سيتطور الشعب الكوردي كجزء من شعوب أخرى ومع الزمن سيتلاشى كشعب وهذا ما نراه حينما يغدر فصيل كوردي بفصيل آخر في احتلال وتشريد شعبنا الكوردي في كركوك وخانقين ومندلي وشنكال وكوباني وعفرين وسريكانيه… نرى الذي غدر لا يحرك ساكنا ويقف متفرجا بل فرحا في سره لتوجيه ضربة لأخيه الكوردي… وهذا هو بداية التطور المزور…
والجدير بالذكر بصدد الدولة فإن مؤتمر الجمعية الدولية لعلم السياسة، الذي انعقد في ريودي جانيرو عام 1982، كان من أهم المؤتمرات الخاصة في تعريف الدولة… حيث اتفق معظم فلاسفة علم الاجتماع والسياسة والاقتصاد في ذلك المؤتمر على ضرورة أن يتمتع كل شعب بدولته الخاصة.
كما انه للكورد فلاسفة عمالقة في مستوى الفلاسفة العالميين أو أكثر… تحدثت عن الحرية واستقلال كوردستان إلا إني لا أذكر كلماتهم مثل الفيلسوف الكوردي الكبير أحمدي خاني والمفكر والشاعر الكبير كامل زير والبروفيسور جمال نبز والبروفيسور جمال رشيد أحمد وغيرهم… حيث أبدعوا في قضايا حرية الكورد واستقلال كوردستان ولكني لا أذكر ما قالوه لسبب واحد وهو لأن الشعب الكوردي قد تم سلخه وابعاده عن ثقافته وتم إلباسه ثقافات غريبة عنه… فبدأ يؤمن بكل ما هو غير كوردي ويفقد الثقة بفلاسفته العظام وهذا هو بداية التطور المزور ايضا…
أما الاتحاد والشراكة مع الآخرين يتم عادة فيما بين الاحرار فقط ومن المستحيل تحقيق الاتحاد والشراكة فيما بين السادة والعبيد… لأن الاتحاد بين السادة والعبيد يتم على قهر وظلم العبيد وفي كثير من الاحيان لا يعلمون انهم من العبيد…
بدون وجود الدولة القومية الخاصة لكل شعب يتم مسخ اي شراكة أو تعايش… ولا بد من التأكيد على انه بدون وجود دولة كوردية لن يتحقق إتحاد الشعب الكوردي وتعايشه مع أي شعب من شعوب الشرق الاوسط لأن أي اتحاد وتعايش بدون وجود الدولة الكوردية هو تزوير وتضليل الهدف منه حرمان الشعب الكوردي من التطور الطبيعي كفرد ومجتمع ودولة ضمن ثلاثية التطور الطبيعي…
فمهما تقوم به الكيانات التي تحتل كوردستان وعملائهم من أجل إطالة أمد احتلال كوردستان وتضليل الشعب الكوردي بشعارات طنانة مثل الديمقراطية وتقرير المصير وحقوق الانسان والمدنية والاممية والعلمية والواقعية والمنطقية والمناطقية والاقليمية والحزبية وعلي رأسها الحكم الذاتي والفيدرالية وإلى آخره من طنين الشعارات العالمية والتي أقرها فلاسفة كبار إلا إنها لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تكون بديلا عن الحرية والاستقلال والدولة الكوردية على الاطلاق.
وان ما سبق يدل دلالة قاطعة الى ان اي شعب لا دولة له هو كالطفل اللقيط الذي يعيش مشردا ويأكل من نفايات موائد اللئام…
وهنا أتذكر القول الشعبي الذي يقول: من يضع خبزه في معجن الجيران يأكل بالمنية.
إن الدولة الكوردية المرتقبة قادمة لا محالة وان كره الكارهون.
عاشت كوردستان دولة مستقلة
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=67384