ترامب يرشح دان كين لمنصب رئيس هيئة الأركان المشتركة في خطوة غير تقليدية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترشيح الجنرال المتقاعد دان كين لمنصب رئيس هيئة الأركان المشتركة، في خطوة مفاجئة تعكس اختياراً غير تقليدي لقيادة الجيش الأمريكي. جاء الإعلان عبر منصة “تروث سوشيال”، حيث وصف ترامب كين بأنه “جنرال حقيقي، وليس جنرالاً تلفزيونياً”.

كين، الذي تقاعد برتبة ثلاث نجوم، سيتولى المنصب خلفاً للجنرال تشارلز براون، الذي أنهى ترامب مهامه بشكل مفاجئ بعد أقل من عامين في المنصب. إذا وافق مجلس الشيوخ على تعيين كين، فسيحصل على ترقية إلى رتبة جنرال بأربع نجوم وسيتولى قيادة الجيش في فترة تشهد تغييرات كبيرة.

لقاء في العراق وعلاقة مع ترامب

يرجع اهتمام ترامب بكين إلى لقائهما الأول في العراق عام 2018، عندما كان كين نائب قائد قوة العمليات الخاصة التي تقاتل تنظيم داعش. وذكر ترامب في عام 2019 أن كين أخبره بأن داعش يمكن القضاء عليه في غضون أسبوع واحد فقط. ومنذ ذلك الحين، أشاد ترامب بكين في عدة مناسبات، معتبراً إياه “طياراً مؤهلاً، وخبيراً في الأمن القومي، ورجل أعمال ناجحاً، ومحارباً يتمتع بخبرة واسعة في العمليات الخاصة”.

مسار غير تقليدي

يتميز كين بمسار مهني غير تقليدي مقارنة بمن سبقوه في هذا المنصب. فقد تقاعد دون أن يصل إلى أعلى الرتب العسكرية، وهو ما علق عليه ترامب قائلاً إن الرئيس السابق جو بايدن “تجاوزه في الترقية”. كين، الذي تخرج من المعهد العسكري في فرجينيا عام 1990، طار أكثر من 2800 ساعة في طائرات إف-16، وكان أحد الطيارين الذين حموا واشنطن خلال هجمات 11 سبتمبر 2001.

سيواجه كين مهمة شاقة في الحصول على موافقة مجلس الشيوخ، خاصة في ظل التغييرات الواسعة التي يجريها ترامب في قيادة الجيش. كما سيرث هيئة أركان مشتركة هزتها إقالة براون، الذي كان ثاني أمريكي من أصول إفريقية يتولى المنصب. وقد أثار براون الجدل بعد حديثه عن معاناته من التمييز في الجيش، مما جعل إقالته مثاراً للانتقادات.

خبرة كين العسكرية والمدنية

بالإضافة إلى مسيرته العسكرية، شغل كين مناصب مدنية بارزة، منها مساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية للشؤون العسكرية، ومدير سياسة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الداخلي التابع للبيت الأبيض. كما كان عضواً في الحرس الوطني وعمل كرائد أعمال ومستثمر بين عامي 2009 و2016.

وصف مسؤول عسكري كبير عمل مع كين لأكثر من 10 سنوات بأنه “يسعى إلى إبعاد الجيش عن السياسة”، مؤكداً أن كين “يعلي شأن المهمات والقوات فوق شؤون السياسة”. ومع ذلك، قد يكون من الصعب على كين الحفاظ على هذا النهج في ظل إدارة ترامب التي جرت الجيش إلى قضايا حزبية في الماضي.

يُتوقع أن يبدأ كين مهامه قريباً إذا حصل على موافقة مجلس الشيوخ، ليصبح القائد الرسمي للقوات المسلحة.

إقالات واسعة في البنتاغون

جاء ترشيح كين ضمن سلسلة تغييرات أجراها ترامب في قيادة الجيش، حيث أعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث أيضاً عن بحثه عن بديل للأدميرال ليزا فرانكيتي، أول امرأة تقود البحرية الأمريكية. ولم يتم تقديم تفسيرات واضحة لهذه التغييرات، مما أثار تساؤلات حول دوافعها وتأثيرها على استقرار المؤسسة العسكرية.

وكالات

شارك هذه المقالة على المنصات التالية