السبت, يوليو 27, 2024

نُشر في: 3 أبريل، 2024

آراء

حرب أم انتخابات؟ تركيا خاسرة في الإثنتين!!

بير رستم

إن فوز حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) بأغلبية البلديات في المدن والبلدات الكردية في باكوري كردستان (جنوب شرق تركيا) وبنسبة بلغت 5.9% بالمائة، أي ما يقارب الخمسة ملايين من صوت أبناء شعبنا وكذلك ما شاهدناه قبلها بأيام إحتفالات الكردستانيين وبالملايين بعيد نوروز في تلك المدن والبلدات وتحت رايات الحزب والمنظومة العمالية الكردستانية وذلك على الرغم من كل الظروف السياسية والاقتصادية القاسية لشعبنا هناك وما شهده الحزب وقياداتها من اعتقالات تعسفية وحتى الاستيلاء على البلديات التي فازوا بها عام 2019م، يؤكد مجدداً على حقيقة مفادها؛ أن المنظومة الكردستانية ما زالت تملك قوة ضاربة في الشارع الكردي وذلك على عكس ادعاءات حكومة العدالة والتنمية وتوابعها من بعض الجماعات الراديكالية بفرعيها الإسلاموي والقوموي وكذلك أتباع الأتباع من بعض الجماعات الكردية.

وبالتالي أي هجوم واعتداء عليها من قبل تركيا، كما كانت تدعي قبل الانتخابات وربما كانت بروباغندا انتخابية تتخلى عنها أو بالعكس تدفع بأردوغان للمغامرة لكسب بعض ما خسره من خلال تحشيد إعلامي عنصري مع تلك الحملة ضد الكردستاني، لكن وبكل تأكيد فإن الحملة العسكرية تلك في شنگال وقنديل لن تكون مثل حملاتها في روژآڤا حيث ستكون قضية حياة وموت بالنسبة للجميع، ثم إن قضية امتلاك الكردستاني لدفاعات جوية من صواريخ وكذلك مسيرات، إن كانت صنعتها أو حصلت عليها من جهة ما، ستقلب الكثير من موازين القوى ولذلك نأمل أن لا تنجرّ بعض القوى والأطراف الكردستانية في الإقليم إلى جانب تركيا في مقاتلة إخوتهم من الگريلا، ليس فقط تحنباً لاقتتال أخوي أخوي والتي ستكون كارثية على شعبنا وقضايانا، بل لأنها ستكون كارثية على عموم الحركات الكردستانية وفي المقدمة منها ذاك الطرف الكردي الذي سيشارك إلى جانب تركيا!

توضيح موجز نقوله لتركيا وقياداتها السياسية وكل توابعها وتابعيها من التابعين: ليكن درس الانتخابات البلدية في البلاد عبرة لكم جميعاً؛ بأن الحروب وتهميش وحتى سياسات القمع والإضطهاد التي تمارسونها ضد الكرد والمنظومة العمالية لن تجدي نفعاً وبالتالي ليس من خيار، إلا العودة للحوار والجلوس على طاولة المفاوضات ومع ممثلي شعبنا هناك وليس كما صرح أردوغان قبيل الانتخابات بأيام، بأنهم لن يجلسوا مع “الإرهابيين” مع أن لو وجد إرهابي فهي هذه الحكومات والدول التي تستعبد الشعوب وليس تلك القوى والحركات التي تحاول نيل بعضاً من حقوق شعوبها المقهورة والمغلوبة على أمرها!

 

شارك هذا الموضوع على