الدكتور محمد تقي جون
أول ما سمعت عنه من صديقي العزيز الدكتور (عباس عبيد) كان حديثه اخباريا وشعوريا معا، فنقل لي الاحساس بالبطولة اكثر من الفعل البطولي الذي قام به نائب العريف حسن سريع، وهو من السماوة قاد مجموعة من الابطال لانقاذ العراق من زمرة البعثيين الذين اغتالوا الجمهورية وقتلوا زعيمها، الذي كان يستحق التبجيل على ما قدمه للعراق وشعبه مؤثرا اياهما على نفسه، وليس الاعدام بمحاكمة صورية. ولكن كان جهده فرديا أو أفراديا، فقتل.. فكانت هذه القصيدة.
رأيتُ عريفا يقود الجيوش وكم ضابطٍ لا يقودُ قطيعْ
يمينا عليكم بأن تذكروه فأسطورةٌ حسَنُ بن سريعْ
أتى حاملا عبء كل العراق قديرا على حمله مستطيعْ
كمثل هرقل يشيل الصخور الى جبَلٍ مستحيل منيعْ
يجرّ من الهمم العاليات جيشا كيوم الحساب مريع
منَ اقصى الجنوب أتى.. عرفوه بسيماه للمجد وعدٌ يضوعْ
بعينين كالنيزكين وقلبٍ كشمّ الجبال وعزم رفيعْ
محا الآثمون صباح العراق فخيَّم ليلٌ كئيب ذريعْ
وأصبحتِ الشمسُ خلف الحجاب فجاء يعيد اليها الطلوعْ
انه البعثُ مصدرٌ للشرور فكم من دمٍ سفكوه نجيعْ
وكم خرَّبوا عامرات الديار وكم فعلوا كل جرم فظيع
هم كالأفاعي في غدرها وفي فمهم سال سمٌّ نقيعْ
أتى حسن منقذا للعراق وعهد الزعيم لكي لا يضيعْ
لقد أخجل الامس.. أني رأيتُ بعنترة ذلة وحشوعْ
تقحَّم كالأسد المستَفَزّ يزمجرُ حيث الضباعُ هُلُوعْ
ويعزف لحن الرصاص انتصارا على الاثمين انتصارا نصوعْ
رأيتُ حديد السجون يذوبُ على ناره مثل ذوب الشموعْ
خطا خطواتٍ الى الانتصار وظلت له خطوة لا تُطيعْ
وعثَّره سوء حظ العراق وحظ أعادية نجم سطوع
وحرملةٌ وهو في طفه رماه بسهم فخوَّ صريعْ
لتبكوا رثاء بأغنيَّةٍ فان الغناء يَزيد الدموعْ
وان ضمائرنا الداميات عليه لتحتاج بعض الهجوعْ
ويبقى العراق أبو الثائرين ولودا لهم، للأعادي قريعْ
31/ 10/ 2024
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=56050