طاقة الرياح في كردستان..  فوائدها وتحدياتها !! وما هي الخطوة الأولى؟؟

محي الدين كردي

في السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بالاستثمار في الطاقة المتجددة كوسيلة لتحقيق الاستدامة وتنويع مصادر الطاقة و أصبحت خيارًا استراتيجيًا للعديد من الدول الراغبة في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخاصة بعد تحديات بيعها وتكريرها ومشاكل تصديرها ومشاركة وارداتها المالية في الصندوق السيادي للدول المصدرة.
يتميز إقليم كردستان بتضاريس جبلية وهضاب مرتفعة، مما يخلق ظروفاً مثالية لاستغلال طاقة الرياح. تتراوح سرعة الرياح في هذه المنطقة بين 6 و8 متر في الثانية، وهي سرعة كافية لتشغيل التوربينات الهوائية بفعالية. إضافة إلى ذلك، فإن توفر مساحات واسعة غير مستغلة يعزز من إمكانيات تركيب مزارع الرياح
وتعد الرياح واحدة من أهم المصادر الواعدة للطاقة نظرًا لطبيعة المنطقة الجبلية وجغرافيتها المتميزة ومناخها الملائم، وامتلاكها لإمكانيات كبيرة لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة.

فوائد طاقة الرياح:

1 – الاستثمار الاستراتيجي.

تعتبر طاقة الرياح من أرخص مصادر الطاقة المتجددة على المدى الطويل والاستراتيجي، طبعاً بعد الاستثمار الأولي في الدراسة الهندسية واستيراد التوربينات المناسبة وانشاء محطات توليد الطاقة وايصالها للمستخدم النهائي.

أما الخطوة التالية فتكون تكلفة التشغيل والصيانة المنخفضة نسبيًا، وبوجود مواقع مثالية بناءً على الدراسة والقراءات الريحية الأولية والتي يمكنها توفير تكاليف الطاقة وتحقيق استقلالية أكبر عن مصادر الطاقة الأخرى.

2 – تقليل الانبعاثات الكربونية .

حسب موقع  ده روالإعلامية فإنه “يوجد في إقليم كوردستان( 15 محطة لتوليد الطاقة الكهربائية) تعمل بالغاز والديزل والنفط الأسود والمياه ويمكنها معا إنتاج( 6.939 ميغاواط ) من الكهرباء”

 ووفقا لبيانات المديرية العامة لتوزيع الكهرباء بالإقليم في شهر كانون الاول 2023، فإن جميع هذه المحطات أنتجت (2.715 ميغاواط ) أي أنتجت نحو( 39٪) من الكهرباء”
يضاف إلى هذا الرقم المهول تشغيل محركات الديزل والبنزين العشوائية في المدن في فترات الانقطاعات المستمرة للكهرباء في الاقليم . وللعلم فإن لتر واحد من البنزين عند استخدامه كوقود ينتج 1.3 متر مكعب من الكربون. وخلال عملية الاحتراق، يتم تحويل عناصر الكربون والهيدروجين الموجودة في الوقود الأحفوري بشكل رئيسي إلى غاز ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون الناتج عن الاحتراق غير الكامل والمركبات العضوية المتطايرة التي تعمل على تدفئة الغلاف الجوي وتغيير أنماط الطقس ودورة النظام البيئي وازالة الغابات والجفاف وأمراض عديدة مثل السرطان والربو.
فالاعتماد على الطاقة البديلة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات الكربونية، مما يسهم في مكافحة التغير المناخي في كردستان التي تواجه تحديات بيئية متعددة ، والتي يمكنها أن تستفيد على المدى القريب من التحول إلى مصادر طاقة أنظف وأكثر استدامة.

3- توفير فرص العمل.

إن أي  تطويرفي قطاع الطاقة يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة في مجالات مختلفة مثل الهندسة، البناء، والصيانة. هذا يمكن أن يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة وتوفير فرص عمل للشباب . إضافة إلى جذب الاسثمارات الأجنبية .

4- الاستفاد من الموارد الطبيعية .

تتمتع كردستان بموارد طبيعية غنية تجعلها مكانًا مثاليًا لاستثمار الطاقة البديلة. الرياح القوية والمستدامة على مدار العام في المناطق الجبلية الشاسعة والمجانية توفر إمكانيات كبيرة لتوليد الطاقة بكفاءة.

التحديات :

أولاُ :التحدي اللوجستي

صعوبة نقل شفرات التوربينات من المصدرالى مكان التركيب حيث هناك طريقان لا ثالث لهما.
– عن طريق موانئ الخليج ومن بعدها براً إلى الاقليم.
– براً عن طريق تركيا إلى الاقليم.

والسؤال هنا هل الطرق داخل العراق/الاقليم مهيأة لنقل آليات تزيد طولها عن 85متراً

ثانياً: التكاليف الأولية العالية – البنية التحتية

بالرغم من انخفاض تكاليف التشغيل ، إلا أن التكاليف الأولية لإنشاء محطات توليد ريحية تعتبر مرتفعة وذلك لحاجة كردستان إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتكنولوجيا من محطات تحويل وشبكات توترعالي ومتوسط ، وهو ما قد يمثل تحديًا في ظل الظروف الحالية ،لذا فإن ضعف البنية التحتية الحالية يمكن أن يكون عائقًا أمام تحقيق الاستفادة القصوى من طاقة الرياح.

ثالثاً: التحديات التكنولوجية والفنية

تتطلب تكنولوجيا طاقة الرياح معرفة متقدمة وصيانة دقيقة. قد يكون هناك نقص في المهارات والخبرات اللازمة لإدارة وتشغيل محطات توليد طاقة الرياح بشكل فعال، مما يستدعي استيراد الخبرات الأجنبية وتدريب الكوادر المحلية.

رابعاً: التحديات الأمنية

الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة قد يؤثر على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية ولاسيما وقوع المناطق ذات المردود الريحي الفعّال في المناطق الحدودية المجاورة .

من المهم معالجة هذه المخاوف من خلال التخطيط السليم والتواصل الفعّال مع الجهات المحلية والاقليمية

ما هي الخطوة الأولى :

– وفقاً للخارطة الريحية العالمية فإن هناك مساحات شاسعة إلى الشرق من صوران و دهوك والسليمانية وزاخو ذوات معدلات ريحية أكثر 7.26 كم/ثا ويمكن نظرياً انشاء مزارع ريحية (أون شور) ،ومن حيث المبدأ يمكن تكليف فرق هندسية لزرع المناطق الممكنة بأجهزة الاستشعار الريحية ضمن المناطق الموافق عليها وجدولة متوسط سرعة الرياح السنوية لتحديد المواقع المثلى لمشاريع طاقة الرياح .

  • اجراء تقاطعات للجداول الميدانية و البيانات التاريخية والمعاصرة التي تم جمعها من محطات الأرصاد الجوية، بالإضافة إلى بيانات الأقمار الصناعية ونماذج المناخ العالمية. ويجب أن تشمل هذه البيانات سرعات الرياح واتجاهاتها على مدار السنة.
  • الدراسة اللوجستية والمالية لربط شبكات التوتر مع محطات التحويل الواردة من المزارع الريحية. ودراسة مدى إمكانية انشاء الطرقات لتأسيس وصيانة التوربينات في النقاط المقبولة مع وجوب البعد عن المناطق السكنية والمناطق الحساسة بيئياُ والقرب من شبكات الكهرباء الحالية.
  • التواصل مع موردي التوربينات الريحية ولا سيما نقل هذه التوربينات تحتاج الى موانئ واسعة أو شبكة طرقات مؤهلة يمكنها نقل الشفرات الذي قد تصل طول الواحدة منها إلى 70 متراً.
  • تدريب كادر متخصص نظرياً وعملياً في إحدى الدول المشغلة للمشاريع المماثلة لتشغيل وصيانة التوربينات بعد التركيب والاستثمار.
    وأخيراً :
  • ينبغي على الجهات المعنية تطوير سياسات وتشريعات تدعم الاستثمار في طاقة الرياح، وتقديم حوافز للمستثمرين في هذا المجال والاستثمار في تحسين وتطوير البنية التحتية اللازمة لمشاريع طاقة الرياح، بما في ذلك شبكات الكهرباء وأنظمة التخزين. تقديم برامج تدريبية وتوعوية للمجتمع حول فوائد طاقة الرياح وأهمية الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة

المصادر:

 

المصدر: مدارات كرد