الأربعاء 02 تموز 2025

غضّ طرف أميركي – روسي: تركيا تنفّذ وعيدها ضدّ الأكراد

%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af-%d9%86%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86

محمد نور الدين
انتظرت تركيا أقلّ من أسبوع للردّ على تفجير شارع الاستقلال في اسطنبول، والذي جاء اتهامها لـ«حزب العمال الكردستاني» و«قسد» بالوقوف وراءه، بمثابة «فرصة» ذهبية لتدشين حملة أو نصف حملة في شمال سوريا، تسعى، منذ الربيع، إلى شنّها. لكن «الفيتو» الأميركي – الروسي الذي حال، حتى الآن، دون وقوعها، بدا، ممّا بيّنته جملة مؤشرات، قابلاً للتضييق، إذ غضّ البلدان الطرف عن الغارات التي استهدَفت الأكراد في شمال العراق وشمال سوريا، حيث لا يزال ممكناً أن يتوسّع نطاق العمليّة الجويّة في حال قرّرت السلطات التركية المضيّ قُدُماً في ترميم هيبتها على مسافة أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية

قبل اكتمال أسبوع على ذكرى التفجير الذي ضرب شارع الاستقلال في مدينة إسطنبول، كانت تركيا تنفّذ عمليّة جوية واسعة ضدّ قواعد مفترَضة لـ«حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق، ولـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا. وبدأت العملية، التي أُطلق عليها اسم «المخلب السيف»، منتصف ليل السبت – الأحد، وشملت قواعد في العراق، وفي كل من تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني) السورية، حيث استُعملت، بحسب وسائل الإعلام التركية، جميع أنواع الأسلحة من مقاتلات وطائرات مسيّرة وصواريخ مختلفة. وعن ملابسات العمليّة، أوضحت وزارة الدفاع التركية أنها نُفّذت «انتقاماً للاعتداءات الآثمة التي استهدفت شارع الاستقلال». وأتت تصريحات مسؤولي حزب «العدالة والتنمية» في هذا السياق، إذ رأى الناطق باسم الرئاسة، إبراهيم قالين، أنه «حان الوقت للانتقام للاستقلال»، فيما لم يَفت الناطق باسم الحزب، عمر تشيليك، القول إن الغارات التركية استندت إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يمنح الدولة المعتدَى عليها حقّ الدفاع المشروع عن أمنها وأراضيها. أمّا وزير الدفاع، خلوصي آقار، فلفت إلى أن «دفْع الإرهابيين ثمن اعتداءاتهم سيتواصل». وكان بيان وزارة الداخلية التركية الذي أعقب تفجير إسطنبول مباشرة، رسم «خريطة طريق سهلة» تُحدِّد الجهة التي تقف وراء الهجوم، والمكان الذي جاءت منه المرأة المتّهمة بتنفيذ العمليّة. واتهم البيان «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» بالضلوع في تنفيذ الهجوم، مشيراً إلى أن المرأة المتّهمة قدمت إلى إسطنبول من عفرين، وتلقّت التعليمات من مسؤول في «الكردستاني» موجود في عين العرب، وأن مصدر القنبلة إدلب.

ولم يتّضح بعد ما إذا كانت تركيا ستكتفي بالغارات الجويّة أم أنها ستقوم بعملية بريّة، علماً أن مراسلي التلفزيونات التركية لم يلحظوا أيّ استعدادات عسكرية لهجوم برّي. وفي كلتا الحالتَين، لا يزال قرار القيام بعملية عسكرية موضع شكوك، كونه يتطلّب موافقة مبدئيّة من كل من روسيا والولايات المتحدة، اللتَين اعترضتا، إلى جانب إيران، في الربيع الماضي، على مثل هذه العملية. ويمكن، في هذا الاتجاه، التوقّف عند مؤشّرات «ليونة» أميركية – روسية: الأوّل هو بيان أصدرته القنصلية الأميركية في أربيل، يوم الجمعة الماضي، قالت فيه إن الأتراك يمكن أن يقوموا بعمليّة عسكرية ضدّ «العمال الكردستاني»، مطالبةً المواطنين الأميركيين بتوخّي الحذر في تنقّلاتهم، وهو ما يفضي إلى احتمال المعرفة المسبقة للأميركيين بنيّة الأتراك القيام بعملية عسكرية. ويُشار، في هذا الإطار، إلى أن الغارات التركية حيّدت مناطق الوجود الأميركي (إلى جانب قوات «قسد»)، ما يشي بتوافق تركي – أميركي ما.

المصدر: الأخبار اللبنانية