فرهاد شامي: تعيين “المجرم أبو حاتم شقرا” في منصب رسمي خطوة سلبية.. مكانه خلف القضبان

وصف فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تعيين أحمد إحسان فياض الهايس، المعروف بلقب “أبو حاتم شقرا”، في منصب عسكري رسمي بأنه “خطوة سلبية وغير مقبولة”، معتبراً أن هذه الخطوة “من شأنها تلويث مؤسسات الدولة السورية”.

وقال شامي في تصريح نشره عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إن “المجرم أبو حاتم شقرا، الذي ارتكب الكثير من الجرائم بما فيها جريمة اغتيال الشهيدة هفرين خلف، مكانه خلف القضبان وليس في المؤسسات الرسمية”، داعياً الجهات المعنية إلى “اتخاذ خطوات جريئة لمحاكمته على جرائمه ضد السوريين”.

وأضاف: “لا يمكن لمجرم مطلوب داخلياً ومُعاقب دولياً بسبب سمعته السيئة أن يشغل مكان مجرمين سابقين، بل لا بد أن يلحق بهم ويلاقي مصيرهم”.

 


ويأتي تصريح شامي في أعقاب تقارير إعلامية تحدثت عن تعيين وزارة الدفاع في حكومة “الشرع” أحمد الهايس قائداً للفرقة 86 في المنطقة الشرقية من سوريا، والتي تشمل محافظات دير الزور، الحسكة، والرقة.

ويُعد الهايس شخصية مثيرة للجدل، خاصة بعد اتهامه بالتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال قيادته لفصيل “أحرار الشرقية”، أحد فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا. وقد أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسمه في تموز/يوليو 2021 على قائمة العقوبات، متهمة إياه بالتورط في جرائم تشمل القتل والتعذيب والاتجار بالبشر، ودمج عناصر من “داعش” في صفوف فصيله.

وأشار بيان للخزانة الأميركية إلى أن “شقرا متورط بشكل مباشر في تهريب النساء والأطفال الإيزيديين، وتجنيد عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، وقيادة سجن أحرار الشرقية قرب حلب، حيث تم إعدام المئات من المعتقلين منذ 2018”.

كما ارتبط اسمه بجريمة اغتيال السياسية الكردية هفرين خلف، الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وأظهرت أدلة مرئية آنذاك لحظة اعتقالها قبل أن تُسحل وتُقتل مع عدد من مرافقيها. وقد أكد الحارث رباح، وهو مسؤول إعلامي سابق في الفصيل، أن شقرا كان حاضراً أثناء تنفيذ الجريمة.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن فصيل “أحرار الشرقية” نفذ حملات اعتقال وتعذيب، ومنع المهجرين من العودة، وصادر ممتلكات خاصة، وأدار سجوناً سرية خارج حلب استخدمت لتصفية معارضين وتجار مدنيين.

ورغم كل هذه الاتهامات، حصل الهايس في حزيران/يونيو 2023 على شهادة عليا في العلوم السياسية من جامعة تركية، في خطوة وصفها ناشطون بأنها “مكافأة سياسية” من أنقرة.

وسبق للهايس أن قاد فصيلاً عسكرياً يحمل اسم “حركة التحرير والبناء”، وهو كيان نتج عن اندماج عدد من الفصائل المدعومة تركياً، من بينها “أحرار الشرقية” و”جيش الشرقية” و”الفرقة 20″ و”صقور الشام”.

وأثار قرار تعيينه في موقع عسكري رسمي رفيع قلقاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والدبلوماسية، في ظل ما وُصف بأنه “تكريس للإفلات من العقاب” في قضايا جرائم الحرب بسوريا.