اتفاقات سرية وأخرى علنية مع سلطات دول إقليمية. انتقال سريع إلى القيادة، دون “تاريخ جهادي”. فرار مع تزايد الانهيار وخسارة معظم المناطق. هي اعترافات لأحد القياديين المنضمين لتنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ سرد القيادي البحريني الجنسية، والذي اعتقلته قوات سوريا الديمقراطية خلال عملية فراره مع قادة وعناصر آخرين وعوائلهم وآخرين من جنسيات عربية وأوربية، كانوا متواجدين في آخر مناطق التنظيم بريف دير الزور، حوادث جرت في داخل مناطق تنظيم “الدولة الإسلامية” وخلال فترة سيطرته، متحدثاً أمام عدسة المرصد السوري لحقوق الإنسان عن شخصيات قيادية في التنظيم من جنسيات إقليمية لعبوا دوراً كبيراً في تمدد التنظيم، وتحقيق ما لم يمكن قادراً على تحقيقه وزيادة عناصره وأنصاره من السوريين وغير السوريين.*
القيادي البحريني تحدث عن وزير إعلام تنظيم “الدولة الإسلامية” وعن قيادي تركي بارز، وعن عملية صك العملة النقدية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وعملية الفرار من آخر جيب للتنظيم على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، واعتقالهم خلال الهروب نحو الشمال السوري، واستهل القيادي -بحريني الجنسية المعتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية، حديثه للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن اعتقال زوجة وزير الإعلام وكيفية الإفراج عنها قائلاً:: “”في نهاية 2015 وردنا اعتقال زوجة أبو محمد فرقان وهو قيادي بارز في تنظيم “الدولة الإسلامية”، ويشغل منصب وزير الإعلام في التنظيم، حيث اعتقلت في مدينة اسطنبول بتركيا، وهي تحمل الجنسية البريطانية، وكان القيادي أبو عبيدة التركي، هو الوسيط الأول بين تنظيم “الدولة الإسلامية” والسلطات التركية، حيث تفاوض معهم وتمكن من إطلاق سراح زوجة أبو محمد فرقان””.
البحريني تابع حديثه حول محاولة الفرار من الجيب الأخير على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بعد فرار القادة حيث قال:: “”كنا محصورين في مناطق ضيقة جداً في الضفاف الشرقية لنهر الفرات مثل بلدات هجين وغرانيج والشعفة بريف دير الزور الشرقي، كنا دائماً نتساءل عن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا قادة في تنظيم “الدولة الإسلامية” وكانوا رموزاً له، وفيما إذا كان يوجد من يضبط هذه المناطق بعد ان حدث فيها فوضى وفلتان، وكلما نسأل عن أحد من القادة، يقولون أنه خرج إلى ولاية أمنية، لحين اكتشافنا أن كل القادة نسقوا مع تركيا وخرجوا إلى تركيا وإدلب””، وتابع القيادي البحريني حديثه:: “”من المحتَّم أن المخابرات التركية ساعدت القادة ومن خرج من دير الزور، على اجتياز هذه المسافات الطويلة من دير الزور إلى إدلب وتركيا، حيث كان هناك جرحى ومصابين ونساء مهاجرات، فيما نسق أبو عبيدة التركي مع الدولة التركية لأخذ هؤلاء المصابين والمهاجرات من النسوة، وأخرجوهم عبر قافلة من أراضي التنظيم، نحو إدلب إلا أن قوات سوريا الديمقراطية ألقت القبض على من كان متواجداً في هذه القافلة خلال محاولتهم الفرار””.
وفيما يتعلق بعملية صك تنظيم “الدولة الإسلامية” تحدث القيادي في التنظيم من الجنسية البحرينية قائلاً:: “”بعد الإصدار الذي بثه تنظيم “الدولة الإسلامية” حول صك عملة خاصة بتنظيم “الدولة الإسلامية”، وهي عبارة عن ذهب وفضة ونحاس، وبعد مضي سنة لم يتم صك هذه العملة، فتحرك أبو عبيدة التركي وقام بالتنسيق مع الدولة التركية وادخل كمية من الذهب والفضة والنحاس تقارب ستة أطنان من الذهب وكميات من الفضة والنحاس لصك هذه العملة، ومن ثم جرى إصدار العملة في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن ثم باتت رواتبنا بهذه العملة””.
كذلك تحدث القيادي في حديثه أمام عدسة المرصد السوري لحقوق الإنسان عن هوية أبو عبيدة التركي ومنصبه قائلاً:: “”أبو عبيدة التركي تساءلنا ما الذي جعله قيادياً في تنظيم “الدولة الإسلامية”؟! فهو لا يحسن التكلم باللغة العربية، كما أن ليس لديه سيرة جهادية، وهو شخص عادي، وما عرفناه هو أنه هو من جاء ببيعة المقاتلين الأتراك إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، فأصبح رمزاً للتنظيم بأنه جاء بأعداد كبيرة من المقاتلين الأتراك المبايعين للتنظيم، بعدما جلس مع أبو محمد العدناني المتحدث السابق باسم التنظيم، وكان أبو عبيدة التركي هو الفتى المدلل لأبو محمد فرقان بشكل خاص ولأبو محمد العدناني، والأول هو من صدر القيادي التركي ليكون مثلما أصبح””
المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق بالصوت والصورة اعترافات القيادي البحريني، والمتواجد لدى قوات سوريا الديمقراطية، والذي سجل اعترافاته إلى جانب الاعترافات التي سجلها قياديون آخرون من جنسيات عربية أخرى، حول تفاصيل تخص تنظيم “الدولة الإسلامية” في فترة قوته وخلال انهياره في الأراضي السورية، حيث أن تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي كان يسيطر في منتصف العام 2015 على أكثر من نصف مساحة سوريا بنسبة تتجاوز 50%، وتهاوى بعدها إلى 3% فقط من مساحة سوريا، عاود بعد تهاويه وانحسار سيطرته بشكل كبير، للتقدم ليوسع سيطرته إلى مساحة 6778 كلم مربع بنسبة 3.7% من مساحة الأراضي السورية، حيث يسيطر التنظيم في الضفاف الشرقية لنهر الفرات على 5 قرى وبلدات هي البحرة وهجين وأبو الحسن والشعفة والباغوز، كذلك يتواجد التنظيم في الجزء الواقع بريف دير الزور الشمالي الشرقي، والمتصل مع ريف الحسكة الجنوبي الذي لا يزال يضم 22 قرية ومنطقة من ضمنها تل الجاير وتل المناخ، أم حفور، الريمات، فكة الطراف، فكة الشويخ، الحسو، البواردي، الدشيشة، وبادية البجاري المتاخمة لبادية الصور والتي تشمل الحدود الإدارية بين دير الزور والحسكة، كما تمكن التنظيم من التقدم على محورين أحدهما على حساب قوات النظام والآخر على حساب هيئة تحرير الشام، وسيطر على نحو 80 قرية على الأقل في مثلث حماة – حلب – حمص، كما لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يفرض سيطرته على مناطق واسعة في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، في أجزاء واسعة من مخيم اليرموك ومن حي التضامن ومناطق واسعة من حي الحجر الأسود، كما يتواجد التنظيم في 14 تجمع في البادية الشرقية لمدينة السخنة بالريف الشرقي لحمص وفي منطقة الطيبة بشمال السخنة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان
رابط الفيديو
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=863






