الأحد, نوفمبر 10, 2024

مؤسس تيليغرام يعلن مخططا لتحسين مراقبة المحتوى

ذكر مؤسس تطبيق تيليغرام ورئيسه التنفيذي، بافيل دوروف، الجمعة، أن تطبيق المراسلة سيعالج أوجه الانتقاد الموجهة إليه فيما يتعلق بمراقبة المحتوى ويزيل بعض الخصائص التي أساء البعض استخدامها في أنشطة غير قانونية.

وأعلن دوروف الخطوة في رسالة على التطبيق لمتابعيه الذين يتجاوز عددهم 12.2 مليون مشترك، وفق رويترز.

وخضع دوروف، الأسبوع الماضي، لتحقيق رسمي في فرنسا فيما يتعلق باستخدام تيليغرام في جرائم مثل الاحتيال وغسل الأموال ونشر صور لاستغلال الأطفال جنسيا.

وكتب دوروف على تيليغرام يقول “99.999 بالمئة من مستخدمي تيليغرام لا علاقة لهم بالجرائم، لكن 0.001 بالمئة متورطون في أنشطة غير مشروعة يخلقون صورة سيئة للمنصة بأكملها، مما يعرض مصالح ما يقرب من مليار مستخدم للخطر”.

وأضاف “لذا، نحن ملتزمون هذا العام بتحويل مراقبة المحتوى على تيليغرام من مجال انتقاد إلى مجال إشادة”.

ولم يوضح دوروف أي تفاصيل عن كيفية تحقيق ذلك، لكنه قال إن التطبيق أوقف بالفعل إمكانية تحميل الوسائط إلى أداة تدوين منفصلة “يبدو أن جهات مجهولة أساءت استخدامها”.

كما ألغى التطبيق ميزة (الأشخاص القريبين) والتي لا تستخدم كثيرا ولكن “كانت بها مشكلات تتعلق بالروبوتات والمحتالين”، وسيتيح بدلا من ذلك أنشطة مشروعة وموثوقة في محيط المستخدمين.

وهذه التغييرات هي الأولى التي يعلن عنها دوروف منذ اعتقاله، الشهر الماضي، في فرنسا واستجوابه لمدة أربعة أيام قبل إخضاعه لتحقيق رسمي وإطلاق سراحه بكفالة.

وفي منشور سابق، الخميس، قال دوروف إن التطبيق ليس مثاليا “لكن مزاعم بعض وسائل الإعلام بأن تيليغرام أشبه بجنة للفوضويين غير صحيحة على الإطلاق.. نحذف ملايين المنشورات والقنوات المؤذية يوميا”.

وقال إن التحقيق في فرنسا كان مفاجئا، لأن السلطات الفرنسية كان بوسعها أن تتواصل مع ممثل تيليغرام بالاتحاد الأوروبي، أو معه شخصيا، وتوضح ما لديها من مخاوف.

وأضاف “إذا كانت هناك دولة غير راضية عن خدمة تقدم عبر الإنترنت، فالممارسة المعمول بها هي بدء إجراء قانوني ضد الخدمة نفسها”.

إرهاب ومخدرات ومواد جنسية.. كيف تحول تلغرام إلى “سوق للجريمة”؟

إلى ذلك خلص تحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن تطبيق تلغرام تحول لمركز للأنشطة الإجرامية المتنوعة، بما في ذلك نشر المعلومات المضللة ومواد الاعتداء الجنسي على الأطفال والإرهاب والتحريض العنصري وبيع المخدرات والأسلحة غير القانونية.

وكشف التحقيق، الذي استغرق أكثر من أربعة أشهر وشمل 3.2 مليون رسالة عبر أكثر من 16 ألف قناة على التطبيق، أن تجار المخدرات والمحتالين والمتطرفين القوميين يمارسون أعمالهم بشكل علني وينشرون خطابات الكراهية على المنصة بكل حرية.

على سبيل المثال، تقول الصحيفة إن مجموعات من المتعصبين البيض جمعت ما يقرب من مليون عضو عبر 1500 قناة، كما قام تجار المخدرات بالإعلان عن مواد مثل، الهيروين، للمستخدمين في أكثر من 20 دولة.

كذلك شهدت القنوات المرتبطة بحركة حماس زيادة ملحوظة في عدد مشاهداتها بعد هجمات السابع من أكتوبر، حيث حصدت أكثر من 400 مليون مشاهدة في شهر واحد.

تجعل ميزات تلغرام، بما في ذلك التراسل المشفر والاتصالات المجهولة، منصة مفضلة لأولئك الذين يسعون إلى تجنب سلطات إنفاذ القانون، وفقا لمسؤولين في الشرطة، أبلغوا الصحيفة.

سوق للجريمة

في ديسمبر 2022، بدأ هايدن إسبينوزا قضاء عقوبة بالسجن الفيدرالي لمدة 33 شهرا في لويزيانا بتهمة شراء وبيع الأسلحة النارية غير القانونية وأجزاء الأسلحة التي صنعها باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد.

ولكن ذلك لم يمنع استمراره في تجارته، حيث تمكن باستخدام هواتف محمولة تم تهريبها إلى السجن، من مواصلة تجارته غير القانونية عبر قناة على تلغرام وفقا للائحة اتهام صدرت في يونيو من قبل المدعي العام في منهاتن.

أحد المنشورات في “متجر” القناة عرض قائمة بأسعار أجزاء الأسلحة، بما في ذلك مشابك الذخيرة والأجهزة التي تُعرف باسم “أوتو سير”، والتي تمكن من تفريغ مخزن الذخيرة بسحبة واحد للزناد. وجاء في المنشور أيضا: “للطلبات الدولية أرسل رسالة مباشرة”.

وبحسب الصحيفة فإن من السهل جدا البحث والعثور على قنوات تبيع الأسلحة والمخدرات والأدوية غير القانونية وبطاقات الصراف الآلي المزورة.

وكذلك يعمد المتاجرين بهذه المواد لنشر صور ومقاطع فيديو للبضائع المتاحة ومعلومات حول كيفية التواصل معهم مباشرة.

ووجدت الصحيفة أن هناك ما لا يقل عن 50 قناة تبيع علنا السلع الممنوعة، بما في ذلك الأسلحة والمخدرات وبطاقات الخصم المزورة.

بث مباشر لهجمات إرهابية

عندما هاجمت حماس إسرائيل صباح 7 أكتوبر، أعلنت الهجوم على تلغرام، وفي غضون ساعتين ونصف من بداية الهجمات، بدأت حماس في نشر مقاطع فيديو بشعة عن المجزرة.

في أول 72 ساعة من الحرب، نشرت القنوات المرتبطة بالجماعة ما يقرب من 700 مقطع، وحصلت على أكثر من 54 مليون مشاهدة، وفقا لتحليل الصحيفة.

وتضيف أن تلغرام أصبح مفيدا جدا لحماس لدرجة أن الجماعة اعتمدت على المنصة أكثر مما فعلت مع التطبيق الرسمي لحماس، تطبيق الأندرويد التابع لكتائب القسام، الذي أنشأته للتواصل مع أنصارها.

واستخدمت حماس تطبيق تلغرام هذا الشهر لنشر مقاطع فيديو عن الرهائن في غزة الذين تم قتلهم لاحقا.

في أحد هذه المقاطع، الذي شاهده أكثر من 100 ألف شخص، تضمن ترجمة باللغات الإنكليزية والعربية والعبرية لزيادة أعداد المشاهدين.

قوميون متشددون

في ولاية مونتانا تعتمد جماعة “حياة البيض مهمة” المتطرفة تطبيق تلغرام بشكل كبير من أجل التواصل والتجنيد والتنسيق.

على المنصة، هناك ما يقرب من 50 فرعا للحركة حول العالم، في أماكن مثل فلوريدا وألاباما ونيويورك وإيطاليا وروسيا وألمانيا وجمهورية التشيك.

يتشارك أعضاء المجموعة في الآراء المناهضة للهجرة والتعليقات وينظمون احتجاجات أو أعمال أخرى، مثل رفع لافتات عنصرية في الأماكن العامة.

وفي حين تركز المجموعات المحلية الصغيرة على التنظيم والتجنيد، يجري التنسيق والتخطيط للأنشطة، التي تكون أحيانا غير قانونية، في قنوات خاصة أصغر، وفقا لخبراء في الحركات المتطرفة.

وفي أيرلندا، يستخدم المناهضون للهجرة تلغرام لمشاركة مواقع مراكز الهجرة، حيث تم استهداف بعضها لاحقا من قبل مشعلي الحرائق، بحسب الصحيفة.

“مارك زوكربيرغ روسيا”

تقول الصحيفة إن منصة تلغرام تعمل وكأنها منظمة فوق القانون، ومع ذلك يمكن أن يتغير هذا بعد اعتقال مؤسس التطبيق بافل دوروف في فرنسا الشهر الماضي وتوجيه تهم إليه بعدم التعاون مع السلطات وتواطئه في الجرائم التي ارتُكبت عبر المنصة، بما في ذلك توزيع مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال وتهريب المخدرات والاحتيال.

وتضيف الصحيفة أنه في العديد من الدول الديمقراطية، بدأ الصبر ينفد تجاه التطبيق، حيث يستكشف الاتحاد الأوروبي إيجاد طرق جديدة للإشراف على المنصة بموجب قانون الخدمات الرقمية، الذي يجبر المنصات الكبيرة على مراقبة خدماتها بشكل أكثر حدة، وفقا لما قاله شخصان مطلعان على الخطط.

ولد دوروف عام 1984 في الاتحاد السوفييتي، وأصبح معروفا بأنه “مارك زوكربيرغ روسيا” بعد أن أسس شبكة التواصل الاجتماعي “فكونتاكتي” المشابهة لفيسبوك في عام 2006.

مع زيادة مستخدمي “فكونتاكتي” قال دوروف في حينه إن الكرملين ضغط عليه لإزالة المحتوى والإبلاغ عن المستخدمين، خوفا من قدرة الشبكة على تنظيم المشاعر المناهضة للحكومة.

ألهمت هذه المضايقات دوروف فكرة تأسيس تلغرام كوسيلة لحماية الاتصالات من أعين الكرملين المتطفلة.

وجرى إطلاق التطبيق في عام 2013، وبعدها بعام تقريبا، غادر دوروف روسيا، ومنذ ذلك الحين عاش متنقلا، يعمل من برلين وسان فرانسيسكو ولندن وأماكن أخرى قبل أن يستقر في دبي، بثروة تقدر بـ 9 مليارات دولار.

بعد توقيفه في فرنسا دافع دوروف عن تطبيقه، مشددا أن المزاعم القائلة إن تلغرام “أشبه بجنة للفوضويين” هي “كاذبة تماما”.

المصدر: وكالات + الحرة

شارك هذه المقالة على المنصات التالية