الجمعة, نوفمبر 22, 2024

ماذا يجري في عفرين المحتلة؟

عفرين – خاص

بناء قرى استيطانية جديدة.. إبادة الغابات الحراجية.. قطع الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون.. فوضى وفلتان.. تهديد بالقتل وأتاوات.. التعدي على ممتلكات المواطنين الكرد ومصادرة الحقول والبساتين.

مازال الاحتلال التركي يمارس السياسة العدائية ضد منطقة عفرين وأهلها، لأنها سياسة ممنهجة بالأصل.. وأصبحت سلوكاً يومياً معتاداً لمرتزقة الاحتلال (جيش الائتلاف السوري الإخواني) دون أي رادع أخلاقي أو سياسي أو إنساني أو قانوني.

فصيل (العمشات) بدلاً من محاسبة عناصره على جرائمهم بحق المواطنين، مازالت هذه العناصر تسطو وتسرق وتفرض أتاوات وترتكب جرائم بشعة بحق المواطنين الكرد في منطقة عفرين، وتقيم مستوطنات جديدة. فقد قامت منذ أيام بتسوية أراضي بيادر بلدة معيطلي، وهي ممتلكات خاصة، وقامت بهدم غرف مبنية على البيادر لتنفيذ مشروع بناء قرية استيطانية لأجل توطين مستقدمين من الداخل السوري وترسيخاً للتغيير الديموغرافي الذي يجري في عفرين، وبلغت مساحة الأراضي المصادرة ٤٫٥ هكتارات، نصب عليها سابقاً ١٥٠ خيمة للمستقدمين، كما قامت ميليشيات (لواء سمرقند) بقطع غابة حراجية أخرى قرب مزار قازقلي (جنديرس) بمساحة ٦٠ هكتاراً وتحولت الغابة إلى أرض قاحلة، وذلك لبناء قرية استيطانية جديدة.

وفي ٢٥ شباط الماضي بدأت السلطات التركية بالتعاون من منظمات خليجية بإنشاء أكثر من خمسين وحدة سكنية في قرية (سنديانكة) التي تقع شمال شرق بلدة جنديرس لتوطين عوائل مرتزقة الشرقية.. وقد بلغ عدد المستوطنات في منطقة عفرين أكثر من ٤٠ مستوطنة وجميعها على حساب ممتلكات المواطنين. وأقدمت ميليشيات الجبهة الشامية على مداهمة منازل المواطنين في ناحية شران، وقامت بسرقة مبالغ مالية وسيارات من منازل المواطنين دون رادع، وقامت ميليشيات هيئة تحرير الشام بإلغاء وتفكيك خمس محطات وقود بالقرب من قرية غزاوية ونقلها إلى قرى أخرى لاستثمارها من قبلهم.

واقتحمت ميليشيات أحرار الشرقية بعض منازل المواطنين في ناحية راجو واعتقلت كثيرين، وقامت بضربهم وتعذيبهم، وأفرجت عنهم بعد دفع فدية.. كما قامت ميليشيات فرقة (السلطان سليمان شاه) بفرض أتاوات بنسبة ١٥ ٪ على قيمة ورق العنب الذي بدأ موسمه في ناحية شيخ الحديد والقرى التابعة لها.

إن جميع المستقدمين إلى منطقة عفرين والقاطنين في القرى يقومون بتربية قطعان من الأغنام والماعز على حساب المواطنين، ويتعدّون بطريقة الرعي الجائر على المحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة والإضرار الكامل بإنتاجهم الزراعي.

إن جميع ممارسات المحتل التركي ومرتزقته التي أوردناها، وغيرها كثير، تثبت للجميع أن النظام التركي المحتل يظهر أن لديه انعدام الحد الأدنى من الفهم السياسي والأخلاقي للتعامل مع الأزمة السورية، لأن النظام التركي كان وما يزال جزءاً من تفجيرها واستمرارها وانخراطه بمشروع تقسيمي لا يخدم سوى مصالح أمريكا والغرب وإسرائيل، وطلبه بإنشاء منطقة آمنة في شمال سورية، الهدف الأساسي منه استعماري ويساعد بشكل أساسي على تنفيذ المخططات الإرهابية الموجهة للشعب السوري.

إن خروج الجيش التركي من شمال سورية وغربها وإنهاء احتلاله لمناطق سورية عديدة ومنها عفرين، وإنهاء وجود الميليشيات الإرهابية المرتزقة، يعد خطوة أساسية في طريق إنهاء الأزمة السورية، وبالتالي السير نحو حل الأزمة السورية عموماً.

* جريدة النور – العدد /1057/- الأربعاء 10 أيار 2023م – يصدرها الحزب الشيوعي السوري الموحد.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية