الجمعة, نوفمبر 22, 2024

ما أكثر الجوائز الأدبيّة والثقافيّة وما أبخس قيمتها

آلان بيري

ما أكثر الجوائز الأدبيّة والثقافيّة التي يتم تقديمها من قِبل المعاهد والجمعيّات الكُرديّة في المهجر الأوروبي على وجه الخصوص. وقد استهلك أصحاب هذه الجمعيّات (تعود ملكية الجمعيّات والمعاهد الثقافيّة الكُرديّة في المهجر الأوروبي عادةً إلى شخصٍ واحد، أو مجموعة مُتحكّمة أو حزب سياسي معين؛ لم يعرف الكُرد في المهجر بعد المعنى الحقيقي لمفهوم العمل الجماعي، وكيف يتم) أسماء عددٍ كبيرٍ من الشخصيات الثقافيّة الكُرديّة القديمة والحديثة والمُعاصرة، التي كان لها أثر في اللغة والثقافة الكُرديّة بشكل عام.

هذه الجوائز كرتونيّة في أكثرها (أي لا وجود لقيمة حقيقيّة للجائزة؛ في أحسن الحالات هُناك بضعة مئات من اليوروهات تُعطى للحائز على الجائزة). يتم تقديم هذه الجوائز لعددٍ من الشخصيات الكُردية – مِمّن يُفترض أنَّهم خدموا الثقافة والأدب واللغة الكُرديّة – في حفل مهيب، وأمام كاميرات التصوير الخاصّة والعامة. المُهم، هو توفر هذه العناصر الثلاث: جائزة (من الكرتون المقوى، وفي أحسن الحالات من مادة أخرى غير قابلة للصدأ)، وحفل تكريم، وشخصيّة ثقافيّة في الترند.

إن توجهت لهؤلاء بالسؤال: لماذا لا توجد قيمةٌ ماديّةٌ لهذه الجائزة، فهذا هو التكريم الحقيقي لأي كاتب أو باحث؟ الإجابة: هذه حدود إمكانياتنا القصوى، ليس في قدرتنا أن ندفع مبلغاً كبيراً من المال لأحدهم، نحن لا نملك دولة تدعمنا.

المُشكلة أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، وكل هذه المُبررات لا تساوي خمسة قروش. لو كان أصحاب وداعمي هذه الجمعيّات الثقافيّة الكُرديّة في المهجر الأوروبي جادين حقاً في عملهم، وصادقين في نواياهم (دعم اللغة والثقافة والأدب الكُردي) لسارعوا إلى عقد لجنة توزيع جوائز مُشتركة. تكمن مُهمة اللجنة في مُتابعة أعمال الباحثين والكتاب والمؤلفين الكُرد في الداخل والمهجر، وتقييمها على شكل تقارير سنويّة، ومُناقشتها فيما بعد. بحيثُ يتم في كل سنة توزيع عددٍ مُعينٍ من الجوائز ذات القيمة الماديّة على المُرشحين.

لفعل ذلك لا نحتاج لدولة قومية، كل ما نحن بحاجة إليه هو التفكير في آليات وفوائد العمل الجماعي؛ لأن الأعمال الفرديّة تظل مهما كانت محدودة الأثر.

لدينا في المهجر الأوروبي عددٌ لا يُعد ولا يُحصى من الجمعيّات والمعاهد التي تَدّعي بأنَّها مُهتمةٌ باللغة والأدب والثقافة الكُرديّة؛ باستطاعة هذه الجمعيّات تشكيل لجنة كهذه، وتخصيص ميزانية جيدة للجوائز. حينها فقط يُمكن القول أنَّ الجوائز الكُرديّة ذات قيمة حقيقيّة، وليست مُجرد جوائز كرتونيّة.

كُنتُ في هذا النص مُباشراً بعض الشيء، الأمر الذي أتجنبه قدر الإمكان، فأنا أميل في طبيعتي إلى كتابة النصوص التجريديّة والنظريّة. ولكن، المُباشرة في بعض القضايا مُفيدة، وقد تأتي بنتائج أفضل.

​المصدر: اتحاد مثقفي روجآفايي كردستان

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية