السبت, يوليو 27, 2024

نُشر في: 9 مارس، 2024

القسم الثقافي

محمد شيخو ينادي: إذا بقيت ضعيفاً وهشاً لن تنير الشمس هذا الظلام

قامشلو / سيما بروكي
يعيش الفنان الكردي الشهير محمد شيخو الذي رحل في سن مبكرة، في المجتمع الكردي، بصوته وألحانه منذ 35 عاماً، ولا تزال أغنيته ” Bê Xebat” تُردد في الذكرى السنوية الـ 35 لرحيله.

محمد شيخو، هو أحد الفنانين الذين ظلت ذكراهم حية بأغنياتهم وألحانهم، حتى بعد رحيلهم، إذ لا تزال أغنياته تُردد حتى اليوم، وحافظ محمد شيخو على مكانته في مجتمعه ولدى معجبيه بأغنياته العاطفية والوطنية والنضالية، على الرغم من رحيله منذ 35 عاماً.

ولا تزال أغنياته حية في جميع أنحاء كردستان وخارجها، إذ تذاع عبر الراديو، والتلفزيون والانترنت، وتخاطب مشاعر المجتمع وكيانه.

وهذا ما تظهره أغنيته الشهيرة ” Bê Xebat” اليوم.

فنان منذ الطفولة

وُلد محمد شيخو في قرية خجوكي التابعة لمدينة قامشلو عام 1948، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية، وبدأ فنه بالعزف على آلة الناي، وتعلم إلى جانب العزف على الناي العزف على آلة البزق، والعود، والكمان، الأكورديون والغيتار.

انتقل محمد شيخو إلى قامشلو عام 1965 لمواصلة دراسته، وشارك في المدرسة في العديد من الأمسيات الفنية وأدى أغانٍ عربية أيضاً.

الأغاني الكردية من لبنان إلى بغداد

سافر محمد شيخو أواخر عام 1969، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ليصبح عضواً في اتحاد الفنانين اللبنانيين عام 1972، ويتعرف إلى الفنانين العرب كنصري شمس الدين، وفيروز، ووديع الصافي وعاصي الرحباني. ودرس الموسيقا في بيروت لعامين وانضم إلى فرقة سركفتن الموسيقية لفترة من الزمن.

وفي عام 1972 عاد إلى روج آفاي كردستان، ليعمل في بلدة رميلان كموظف، ويقوم إلى جانب ذلك بقيادة فرقة موسيقية، وخلال هذه السنوات، طلب منه حزب البعث المشاركة في حفلاته لكنه رفض، واستقال من وظيفته، ليؤسس مع عددٍ من زملائه لاحقاً، فرقةً موسيقية ويشارك في احتفالات نوروز، ليشتهر شيئاً فشيئاً بين الناس.

السفر إلى جنوب كردستان

سافر محمد شيخو إلى جنوب كردستان عام 1972 بسبب ملاحقة النظام له، وتوجه من هناك إلى بغداد، ليسجل أغنيته الأولى ” Baxçê Gula(حديقة الورد)” هناك، ويعود إلى قامشلو مجدداً، ويواجه ملاحقات ومضايقات النظام من جديد ويتعرض للاعتقال من قبله، بعدها وتحديداً في عام 1973، توجّه محمد شيخو إلى بغداد مرة أخرى، وواصل عمله الموسيقي، وسجل ألبومه الغنائي ” Gewrê” الذي يضم أكثر من 10 أغنيات.

وبدأ الاستماع لصوت الفنان محمد شيخو، في جميع أنحاء كردستان عبر إذاعات صوت كردستان، بغداد وكرمانشان، وفي عام 1974، توطدت علاقته بالفنانين الكرد المعروفين، محمد عارف جزيري، وعيسى برواري، وشمال صائب، وتحسين طه، وبشار زاخوي، وخلال هذه السنوات (1975) تأثر بالانتفاضة الكردية في جنوب كردستان وألّف عنها عدة أغنيات.

التوجّه إلى شرق كردستان

بعد إبرام اتفاقية الجزائر، وفشل انتفاضة الكرد في جنوب كردستان، توجّه محمد شيخو إلى شرق كردستان ليستقر في مهاباد بعد قضائه فترة في مخيم للاجئين، وهناك تعلم شيخو اللغة الفارسية، وواصل عمله الموسيقي والوطني إلى جانب ذلك، كما واصل النضال في أورمية ومهاباد سائراً على خطا قاضي محمد وسمكو، لذلك نفاه النظام الإيراني إلى محافظة أوستان مازندران.

عاد الفنان محمد شيخو إلى قامشلو عام 1983، وافتتح استديو تسجيل عام 1987، لكن النظام السوري صادر جميع معداته واعتقله عدة مرات وقام بتعذيبه، وفي إحدى المراكز الفنية في المدينة، قام الفنان شيخو بتعليم الأطفال والشبان الموسيقا والغناء، لا سيما الأغنيات الشعبية والقومية والوطنية.

وبعد مسيرةٍ فنية حافلة، فارق الفنان محمد شيخو الحياة في 9 آذار عام 1989، عن عمر يناهز 41 عاماً، متأثراً بمرضه، ليُشيّع إلى مثواه الأخير بحضور نحو 70 ألف شخص.

تأثير محمد شيخو في الموسيقا الكردية

ألّف محمد شيخو الذي ناضل أيضاً في سبيل القضية الكردية أكثر من 120 أغنية وسجّل 14 ألبوماً، لذلك أثّر في الموسيقا الكردية بأغنياته وأسلوبه وألحانه بشكل كبير، حيث أدى العديد من الفنانين الكرد أغنياته وشرحوها، لقد أثرى الفنان محمد شيخو حياة الشعب الكردي وفنه بصوته وألحانه، وانتشرت أعماله الفنية في جميع أنحاء كردستان، من أبرز أغنياته وأشهرها: ” Ay lê Gulê، Ay Gewrê، Sînem، Ey Felek/Kewê، Êmê، Dil Perîşanim، Nesrîn، Nalinêk، Bê Xebat”.

ومن الفنانين الذين تأثروا بفن محمد شيخو، بانكين آدم (58) من مدينة ديرك، وهو الآن إداري في مركز آرام تيكران للثقافة والفن في بلدة رميلان.

ويؤدي بانكين آدم الذي يتشابه صوته مع صوت الفنان محمد شيخو إلى حد ما، أغنيات الفنان شيخو من شبابه، وعلّق على لوكالة هاوار الكردي: “إننا نشكل قطرة فقط في محيط محمد شيخو، لذا سنحيي فنه دائماً، إن أغنياته عبارة عن قصائد وملاحم، وهذا هو سر خلودها”.

 

تحقيق أحلامه

وعبّر الفنان الذي كان يتوق إلى رؤية كردستان حرة عن شوقه هذا قائلاً:

إذا مت أنا فالشعب حيّ

لا تدفنوني كالجميع

بل ادفنوني تحت ظل الجبل

ولتكن شاهدة قبري من جديلتين

وأيقظوني في كل آذار

لنحتفل معاً جميعاً”

Gava ez mirim gelî zindiya

Min neveşêrin weku hemiya

Gora min çêkin li bin siya çiya

Kêlên min çekin ji du keziyan

Hemî Adaran hûnê min şiyar kin

Da bikime şênî bo me hemiya

وكُتبت كلمات الفنان الشهير محمد شيخو هذه، على شاهدة قبره.


ومع ثورة روج آفاي كردستان، بدأت أمنية الفنان الخالد محمد شيخو تتحقق، وإحياءً لذكراه، افتُتح في قامشلو مركز ثقافي باسم “مركز محمد شيخو للثقافة والفن” واتخذت خطوات مهمة في سبيل الحفاظ على أعماله الفنية وإحيائها.

ويُستذكر الفنان الشهير محمد شيخو في الذكرى السنوية الـ 35 لرحيله (9 آذار) على ضريحه في مدينة قامشلو اليوم.

 

شارك هذا الموضوع على