بير رستم
هل من مصلحتنا نحن كشعب وقضية كردية أن نؤجّج الصراع مع دمشق؟! إننا نتوجه بهذا السؤال لكل النشطاء والفاعلين على منصات التواصل الاجتماعي حيث وللأسف هناك من يريد تأجيج الصراعات.. نعم نحن معهم بأن على الإدارة الانتقالية في دمشق أن تقوم بما عليها من واجبات لوقف كل الانتهاكات التي تحصل في سوريا، وبالأخص في المناطق الكردية المحتلة تركياً إخوانياً ميليشاوياً، وذلك من قبل الجماعات والفصائل المتطرفة.
لكن خلينا نكون واقعيين في قراءتنا للواقع ونتساءل؛ هل الشرع والقيادة الحالية لها السلطة الفعلية على تلك الفصائل، أم أنها تركيا هي التي لها كلمة الفصل؟ بقناعتي كلنا يعلم؛ بأن هذه الأخيرة -أي تركيا- هي من تدير مناطقنا المحتلة من قبلها وقبل الميليشيات الخاضعة لها، هلق ربما تكون الحكومة الانتقالية هي الأخرى موافقة على تلك السياسات التركية وذلك لأسباب منها أيديولوجية تتعلق بالخلفية الإسلامية المشتركة بينهما! وأخرى تتعلق بضعف الإدارة في دمشق أما تركيا، مما تجبرها على الموافقة على سياساتها!
وهكذا وبكل الأحوال يجب أن يكون صراعنا الأهم مع أنقرة وحكومتها وليس مع دمشق والشرع، بل بقناعتي يجب أن نجعل اتفاق آذار بين عبدي والشرع أساس لكل حواراتنا القادمة وبالتالي البناء عليه لنيل حقوق شعبنا وخاصةً مع وجود دعم دولي وعلى رأسهم فرنسا.. أرجو أن يساهم النشطاء الكرد في دفع العلاقة بين الحكومة الذاتية والإدارة الانتقالية نحو التعاون والشراكة وليس نحو الصدام والعداوة، كون مصلحة شعبنا يكمن في الحوار مع الآخرين وتكون شراكات حقيقية وليس خلق عداوات جديدة.
ما نطلبه بالأخير؛ هو أن يقدر الإخوة في قيادة قوات سوريا الديمقراطية يقنعوا الفرنسيين، وبمساعدة من الأمريكيين والأوروبيين، بأن يضغطوا على كل من حكومة دمشق في عقد حوارات جادة وحقيقية مع مختلف الأطراف في سوريا وصولاً لبناء دولة ديمقراطية اتحادية لا مركزية والاتفاق على دستور جديد يضمن حقوق كافة المكونات الوطنية السورية وهذا يستدعي من الطرف الكردي الإسراع في تشكيل الوفد المشترك والجلوس مع القيادة الحالية بدمشق وتحت رعاية دولية.. هذه فرصتنا جميعاً كسوريين للخروج بمشروع وطني سوري ديمقراطي.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=68518