الأربعاء, نوفمبر 6, 2024

من ادب المهجر / ثلاث قصائد مغتربة

 بدل رفو

غراتس \ النمسا

 

1 ــ

مدينة وفيضان

 

مدينة تتدلى من عنقها فيضانات..

ترسم الأوجاع حكايات ..

تسرح فيها أحلام الطفولة مساحات

 في أكباد الرعب،

ومصائرٌ مجهولةٌ في مهب الريح.

لا أحدٌ يصيغ السمع

لحزن الشطآن ..

لنهر (هشكه رو)* ودهشة الفقراء،

ملامح أرواحهم أحزان

 بحجم خارطة وطن..

يلاعبه التاريخ

كي يتعرى من ملاحم النضال،

لكنه!! يأبى الخنوع فيورقُ بالحياة والبدايات ..

 وللفقراء موال إغتراب ،

توقظ فيهم رحلة تاريخٍ بشراهة.

فالحلم غدا كابوساً ..مقصلة لاترحم

لجرح يَكبر ويَكبر في جوف الانسان

طالما لاحقه الفقر على شواطئ

(هشكەرو) الغادر.. !!

 

هشكە رو .. نهر صغير في مدينة دهوك \كوردستان العراق ، يجف في فصل الصيف ولكن في الشتاء والربيع يجرف دون رحمة مساكن الفقراء على شواطئه .

2 ــ

(نوروز)* وحسناء واغتراب

 

نوروز..

ضحكة غضة لنهارات الكورد..

للجبل والشجر..

رقصة حسناء ..

تُفكِكُ صمت الأرض بأغاني الحرية

من دنس الحروب والابادات وأصوات البوم .

حسناء تحتضن الطبيعة مع بقايا العمر

واغتراب الذات والمكان،

تصغر الدنيا في عينيها لتشمخ  كوردستان

في عيون الكون معجماً

                       حضارةً

                         انساناً

وعلى عتبة دارها في بلدان الغربة

اقتفت أثر درب الرحيل..

توارى صوتها الرخيم في شرايين الدنيا حزناً

وارتعدت الارض زلزالاً ..

شواطئاً منسية!!

 

نوروز ..عيد راس السنة الكوردية ويوافق الحادي والعشرين من مارس في التقويم الميلادي ويرمز للكورد بانه عيد الحرية وله مغزى روحي عظيم ،يرمز الى اليوم الجديد وانتصار كاوة الحداد وبيده شعلة .

 

 

3ــ

 (المشاهدة)* رحيق طفولة

 

المشاهدة..

عطرك ملأ أحياء المدن العتيقة،

بصمت وعشق كتبت بين جدرانك

وفي أزقتك الضيقة اولى قصائدي،

رغم الفقر وقساوة الحياة ..

كنت الموج الهادر..

     نشوة حياة ..

     دبكات شعبي .. جبلي ..

إحتفالية أساطيل شعر وإلهام وإبداع.

رسمتك خارطة لطفولةٍ تتكسر أشعتها

في ساحة مدرسة (الخالدية)**

تزداد حيرتُها في حلي وترحالي .. !

أنت المشاهدة ..

حقيبة سفري في كل المواسم..

ديوان قصائد طفولةٍ تسرحُ في افكاري،

فأنت في مروج غربتي رحيق حرية

لقصائدي وسكرة دمعي

وحنيني وشوقي ووداعي الاخير  !!

 

 

المشاهدة ..حي من احياء الموصل القديمة وقد امضى الشاعر طفولته وشبابه في هذا الحي.

الخالدية..المدرسة الابتدائية التي تعلم فيها الشاعر واول رحلة له  بين احضان اللغة العربية.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية