السبت, يوليو 27, 2024

نُشر في: 24 مارس، 2024

القسم الثقافي

من هو الشاعر الكردي سيداي تيريج

سيداي تيريرج، أحد أبرز شعراء الكرد الكلاسيكيين،  “تيريج” كان الاسم الذي أطلقه علية رفاقه وأصدقاؤه في جمعية “خويبون” أما اسمه الحقيقي فهو (ملا نايف حسو) وهو من مواليد “نجموك” في ريف قامشلو عام 1923م.

وبحسب مقالة ل عبد الرحمن محمد منشورة في صحيفة روناهي أمضى تيريج شطرا من عمره في قرية “توكي” التي انتقل اليها عند بلوغه السادسة من عمره، وفي قرية “سي متكي نواف” التي تلقى فيها علوم القرآن والدين، وتتلمذ على يد “ملا إبراهيم كولي” في علوم الشريعة والصرف، والنحو وبدا بتعلم الكردية؛ فأبحر في الأدب الكردي

.
في عام 1938 ترك الدراسة الدينية، والتحق لخمس سنوات بمدرسة حكومية، فانضم فيما بعد إلى جمعية خويبون، التي أُسِّست عام 1927م. ونادي كشافة كردستان، وكان معه (جكر خوين، ورشيد كورد، ويوسف حرسان، والشاعر قدري جان وحمزة بك مدير معارف الجزيرة، وآخرون)، وكانت بداياته مع الشعر باللغة الكردية وبدعم ومساندة من الشاعر القدير جكر خوين.


استطاع سيداي تيريج أن يكتسب مكانة مرموقة بين أوساط المثقفين الكرد في أكثر من مجال؛ لأنه كان ملازما معهم بإحساسه الوطني، وجاداً وحازما في قضية شعبه المظلوم، كان معطاءً بلا حدود، وعلى الرغم من ظروفه المعيشية القاسية وتنقله الدائم والمتكرر من مكان الى آخر، ألا أنه أثبت حضوره كشاعر بجدارة من خلال قصائده القوية وأسلوبه الأدبي الجميل والبعيد عن المدح والمجاملة، وحنكته في تعامله مع شرائح واسعة من المجتمع الكردي، كونه استفاد من قراءته العميقة لأدب وشعر من سبقوه، كملاي الجزيري، وأحمد خاني، نالي، فقي طيران، وبيره مرد، وعاصر في تلك الفترة الفئة فطاحل في الأدب الكردي (الأمير جلادت بدرخان، والأمير كاميران بدرخان، والدكتور نور الدين زازا. والأميرة روشن بدرخان ورشيدي كرد، وحسن هشيار).
أدرك سيداي تيريج مدى أهمية الأدب في تحرير الشعوب المضطهدة ورفع شأنها. وفي إحدى الحوارات معه: إذا كانت القصيدة الكردية تفتقر إلى القافية، والوزن، والموسيقا، فلا تدخل في خانة الشعر، مع ذلك إذا كانت في خدمة القضية الكردية فلا باس. .!!
كان لقصائد سيداي تيريج مكانة مرموقة في عالم الغناء الكردي وقد غنى له كبار الفنانين الكرد أمثال محمد شيخو، وسعيد كاباري، ورمضان نجم أومري، والعديد من الفرق الفنية الكردية، غنت العشرات من كلماته.


يحسب لسيداي تيريج سعيه الدؤوب لإحياء التراث الكردي، والموروث الشعبي، وهو الذي عمل على جمع وتوثيق، وإحياء الكثير من القصص، والأساطير الكردية، وحول القصة الكردية الخالدة “سيامند وخجي” إلى ملحمة شعرية من 335 بيتاً شعرياً، كذلك صاغ رواية “سيبان وبروين” شعريا فيما يقارب 400 بيت، بالإضافة إلى مؤلفاته في الشعر والنثر ومنها:
1ـ خلات – عام 1984م، وأعيدت طباعته عام 1990م في السويد.
2ـ زوزان – ديوان شعر سنة 1990م.
3ـ جودي ديوان شعر سنة 1998م وقد طبع في بيروت.
4ـ طرائف كردية، الجزء الأول – ترجمة الشيخ توفيق الحسيني إلى العربية – دمشق 1996م.
5ـ المولد الكردي.. قدم له دلاور زنكي. من إصدارات بيروت – لبنان سنة 2006م.
6-طرائف كردية، الجزء الثاني، وقد نُشر بعد وفاته بسنوات – قدم له دلاور زنكي. من إصدارات بيروت – لبنان سنة 2009.


استمر الشاعر القدير سيداي تيريج في عطائه المتواصل حتى عام 2001، حيث لبى دعوة الجالية الكردية في ألمانيا بزيارتها، وشارك مع نخبة من الفنانين بإقامة أمسيات وفعاليات أدبية فنية مشتركة، لاقت جميل الصدى، وفي ليلة السبت 23 آذار2002م. أغمض عينيه مودعا الوداع الأبدي، فشيع في مدينة الحسكة يوم 25 آذار 2002م، ودفن في قرية كركفتار في ريف الحسكة حسب وصيته.

شارك هذا الموضوع على