بير رستم

بما أن النظام السابق قد سقط وباتت كل المناطق محررة وتدار من قبل الإدارات المحلية والقوات التابعة لكم، فإننا نأمل أن تعملوا بأسرع ما يمكن على ملف عودة النازحين والمهجرين بحيث يعود كل نازح ومهجر لمنطقته، ونقصد المدنيين بالأخص، أولئك الذين لم يحملوا السلاح ولم تتلطخ أيديهم بدماء الآخرين؛ يعني أن يخرج أبناء المناطق الشرقية والغوطة وريف حماة وحمص من عفرين، مثالاً، ويعودون لمناطقهم المحررة وكذلك الآخرين من كل المناطق ولدى كل الفصائل.

طبعاً لا نستثني مناطق الإدارة الذاتية أيضاً وعلى حد علمي الإدارة لم تمنع أحد من العودة لبيته وكذلك لم تفرض أتاوات وضرائب تكسر الظهر على المواطنين، كما الأمر في بعض مناطق الاحتلال التركي للمناطق الكردية ولذلك على “حكومة الإنقاذ” أن تعمل على هذا الملف بحيث تبرهن إنها فعلاً إدارة لكل السوريين وعلى مختلف طوائفهم وأعراقهم وأديانهم وليست جزء من المشروع التركي لتغيير ديموغرافية المناطق الكردية ولكي تؤكد على ذلك فعليها بسط سيطرتها على كل الشمال السوري والذي يعيش حالة تعدد الفصائل والقوى حيث الفلتان الأمني وتعدد السلطات وكأن كل فصيل دولة بحد ذاتها وكل “أمير حرب” رئيسها!

وبالتالي يتطلب الأمر أن تبسط حكومة الإنقاذ سيطرتها في تلك المناطق وتتشكل إدارة من أبناء المنطقة ليديروا مناطقهم وقراهم، مثل باقي المناطق وبالتالي تنهي الحالة الميليشاوية المتعددة والفلتان الأمني وإنهاء معاناة المدنيين من الأتاوات التي تقصف ظهورهم بحيث تدفع الكثيرين لبيع ممتلكاتهم لأجل دفع الخوات والضرائب لهذه الميليشيات التي تأتمر بأوامر تركية، وإلا فإننا أمام إدارتين في مناطق حكومة الإنقاذ إحداها بإدارة هيئة التحرير والأخرى تحت إدارة حكومة الإئتلاف للمعارضة والخاضعة للإستخبارات التركية.

وبالتالي فإن كان هناك توزيع للمناطق، وبما أن تم تسليم كل من منبج وتل رفعت والشهباء لحكومة الإئتلاف، بالإضافة لاحتلالهم لعفرين، فعلى الجانب الكردي وبالأخص قوات سوريا الديمقراطية أن تطالب الأمريكان بإعادة كل من سري كانية وتل أبيض لتحت نفوذ الإدارة الذاتية ويتم تسوية وضع عفرين كما أشرنا بأن تدار من قبل أبنائها، بل يتطلب بأن يتحرك المجلس الكردي لمرة واحدة كقوة سياسية لها شخصيتها وتطالب بإدارة عفرين وتُدخل قوات بيشمركة روچ لتحافظ على الجانب الأمني بدل كل هذه الميليشيات الغريبة عن عفرين وأهلها وثقافتها وتذيق مواطنيها الأمرين.

بالمناسبة نطالب الإدارة الذاتية وقسد بأن تفعل الشيء نفسه، وأعتقد هو المعمول به في تلك المناطق، بحيث تكون المناطق العربية التي تحت نفوذهم تدار من قبل أبنائها بمؤسساتها المدنية والعسكرية وكذلك مناطق الأخوة الآشوريين.. فقط للتنويه كي لا يفهم بأن القضية عنصرية وبأننا فقط منحازين لشعبنا الكردي، بل نطالب بدولة مدنية ديمقراطية علمانية فيدرالية لكل السوريين.

​