الجمعة, نوفمبر 22, 2024

هل تتحول المخيمات إلى مدن؟

 يرى الباحث الحقوقي في اللجنة الكردية لحقوق الإنسان “راصد”، جوان اليوسف أن “التاريخ يحكي أن المخيمات لا تزال، وإنما تتحول مع مرور الزمن إلى مدن وقرى وأماكن للإقامة الدائمة، بعد أن تتوفر لها ظروف حياة دائمة، بخاصة مع استمرار الحرب والعنف في البلدان التي ينتمي إليها ساكنو المخيمات. ومن الأمثلة على ذلك ما حدث في سوريا ولبنان والأردن، حيث تحولت مخيمات اليرموك وفلسطين مع مرور الوقت إلى شبه مدن، وإن كانت -ولا تزال- تفتقد المقومات الإنسانية من البنية التحية والخدمات على رغم مرور السنين”.
ويفضل اليوسف البحث في “تنظيم هذه المخيمات وإعداد البنية التحية فيها، وتوفير شروط الحياة لقاطنيها، من طرق وشبكة اتصالات وكهرباء، لأن من يعيش هناك فقد الأمل في العودة إلى دياره نتيجة استمرار الصراع في سوريا والعراق. فمثلاً إن ثلث سكان مخيم الهول، وهم 24 ألف عراقي، يعيش بعضهم فيه منذ عام 1991، في ظل عدم وجود حل في المدى المنظور”.
ومن جملة الحلول التي يطرحها اليوسف “أن تعمل المنظمات الدولية والمحلية على تنظيم هذه المواقع وربطها بمحيطها وترك خيار البقاء أو المغادرة لقاطنيها، مع التشديد على حق الجميع بالعودة إلى بيوتهم ومدنهم”.
يأتي ذلك وسط تجاهل كل النداءات التي أطلقتها الإدارة الذاتية الكردية و”قوات سوريا الديمقراطية” للمجتمع الدولي، بخاصة أن “قسد” كانت شريكاً فعالاً مع الولايات المتحدة وقوى التحالف لمحاربة التنظيم المتشدد. ومع وجود مقترحات لمحاكمة المتشددات الأجنبيات على الأراضي السورية تمتنع الدول الأوروبية عن تطبيق هذا الحل وتقلقها استعادة أعداد كبيرة منهن، مما ينتج منه تهديدات أمنية كبيرة.

قبل ظهور “داعش”

ويعد مخيما “الهول” و”روج” أكبر مخيمين تديرهما الإدارة الذاتية، ويضمان العدد الأكبر من زوجات وأطفال مسلحي “داعش”. وأنشئ مخيم الهول بالأساس للعراقيين في عام 1991، وأضيف إليه الهاربون بعد سقوط بغداد في عام 2003. وبعد عام 2013 لجأ إليه السوريون الهاربون من مدن ومناطق دير الزور والرقة، لكن بعد تحرير الرقة ومعركة الباغوز في 2019، صار مكاناً لتجميع الدواعش، وكان العراق قد استعاد 650 شخصاً منهم في نهاية العام الماضي.

ويستعرض الباحث في لجنة “راصد” الحقوقية، جوان اليوسف ما يضمه المخيم من أجانب من مختلف دول العالم تمت استعادة نحو 3100 منهم خلال العامين السابقين. وأضاف “آخر إحصاءاتنا تقول إن العدد الموجود حالياً في الهول هو بحدود 57000 ألف نسمة، وهو عدد متغير نتيجة عوامل وأسباب مختلفة، منها الولادات ومحاولات الهرب المتكررة. وما زال هناك قادمون إليه على رغم الظروف السيئة”.
ويبقى من اللافت أيضاً أن المقيمين في المخيم ليسوا كلهم من المرتبطين بـ”داعش”، إذ يضم أسواقاً وأماكن صيانة ومكتب تحويلات مالية ومطاعم تدار من قبل سكانه، والمعاملة مختلفة تماماً بين من هم في قسم المتهمين بالانتماء إلى “داعش”، ومن هم لاجئون سوريون وعراقيون، فلهؤلاء حرية الحركة.

عن الاندبنتت العربي

الصحفي مصطفى رستم

​Kurdish Committee for Human rights  

Read More 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية