آلدار خليل: بين السيادة والخيانة عفرين تُباد والصمت ذنب لن يُغتفر

25d825a225d9258425d825af25d825a725d825b12b25d825ae25d9258425d9258a25d92584-3732534

على مدى أيام وبشكل متواصل تشهد مقاطعة عفرين هجوما بربريا مصدره الدولة التركية وعملاؤها بهدف واضح يتجلى في النيل من إرادة شعبنا التي جابهت الإرهاب وناضلت بكل إمكاناتها في سبيل انتقال حُر يضمن الديمقراطية والحرية ويعيد الكرامة السورية التي باتت في أدنى اهتمامات الدول والأطراف التي تتواجد في سوريا، يبدو أن قرار شعبنا في ١٩ تموز عام ٢٠١٢م وانطلاق ثورته الحرة، وعدم قبوله لأن يكون ورقة ضغط أو طرفاً في الحرب والتناحر داخلياً، وتبنيه لرؤية المقاومة حتى تحقيق معايير العدالة المجتمعية، ورفضه لأن يكون في صفوف القوى كما الائتلاف الترك- سوري وقبله المجلس الوطني بخياره المعادي لطموحات السوريين وانطلاقه من مواقع التآمر – أنقرة – لتحقيق حرية الشعب السوري – حسب الزعم – جعل منه هدفاً طويل الأمد لم يكتفِ بدفع داعش نحوه ونحو سوريا فتابع وبات اليوم وفي شكل واضح وعلني أمام العالم وأمام كل من يرى أنَّ العالم محكوم بقوانين ومعايير وأنظمة فهو يتدخل في شؤون المناطق السورية ويحتلها لصالح إدخال مجموعات تكفل له تحقيق مصالحه وتضمن له مندوبية الحرب في سوريا وتركيا هنا هو بيت القصيد بكل تأكيد.
إن المقاومة التي تشهدها مقاطعة عفرين دفاعاً عن الكرامة السورية تستحق التقدير وتؤسس لأرضية متحدة مع ما ظهر في كوباني من بسالة في العام ٢٠١٤م حيث تسمو المقاومة اليوم في روج آفاي كردستان إلى أن تكون بدون منافسة في العصر الحديث، فأمام انبهار العالم بمقاومة وعنفوان الشعب المقاوم في كوباني وتوحد أجزاء كردستان في التصدي لتلك الهجمات الشرسة تقود عفرين اليوم نوعاً آخر يزيد دهشة المنبهرين ليكون شعبنا بذلك ورغم التخاذل والخيانة في صفوف السوريين من المتآمرين والدول الصديقة – حسب زيفهم- عنواناً صعباً يصعب التغلب عليه وتجاهله حينما يتم الحديث عن سوريا كدولة أو كجغرافية.
ما يجري في عفرين خرق واضح وتحد موجه لكل الذين يطبلون ليل نهار ويتحدثون عن السيادة السورية، والتساؤل هنا أين السيادة أمام جولات لأكثر من سبعين طائرة حربية في أقل من ساعات على منطقة سورية؟ أين السيادة التي تتمسك بحق الدفاع عن سوريا ووحدتها أمام قطعان من المسلحين المرتزقة الأتراك ومعهم ثلة خونة من السوريين الذي يدخلون التراب السوري بأسلحة ودعم ودبابات من تركيا في جهود واضحة لضرب وحدة الشعب السوري ومنع تحقيق حل وطني سوري.
إن مناطق جرابلس، الباب، إعزاز، مناطق محتلة، – كما اليوم تتعرض عفرين لهجوم من الاحتلال التركي- وبالتأكيد إن وجود هؤلاء المرتزقة في مناطق سورية يعكس عدم الاعتبار لأي طرف، وبخاصة ممن يتحدثون عن مفهوم الحل والاستقرار والسيادة ووحدة الأراضي السورية، فخيانة الشخصيات في المؤسسات السياسية التابعة للمعارضة تمتد اليوم إلى محاولات النيل من سوريا، والذين اليوم يدخلون عفرين ويرفعون العلم التركي في إعزاز وجرابلس والباب هم خونة مرجعيتهم الائتلاف وتوابعه.
ندرك أننا حققنا خطوات نوعية تهدد مصير هؤلاء وتفضح زيف مواقفهم وتعاملاتهم مع الدول التي سفكت دم الشعب السوري وإلا لما هاجمونا، هم يهاجمون شعبنا لأنه صاحب موقف وكلمة ودور، وكل من لم يدافع عن السوريين أو عن تحقيق الاستقرار تحت عباءة نهجهم الخائن والمعادي للسوريين فهو موضع ترحيب بالنسبة لهم وهنا تأتي داعش أكبر مثال على ذلك فأين المواقع التي حارب فيها مرتزقة «الجيش الحر» داعش؟!! وأين الدلائل العينية على محاربة الدولة التركية وأردوغان لداعش في سوريا؟!!.
إن من يتجاهل دوره اليوم في عفرين يهيئ الأرضية لامتداد نفوذ الدولة التركية ويسهل تمركزها في الداخل السوري، وبالتالي هذا مؤشر على أن الفوضى والحرب والصراع سيزداد، فحيثما كانت تركيا هناك فوضى، كما أن التنصل من الأدوار يدفع بأردوغان إلى تحقيق مطامعه العثمانية في سوريا وأهمها استعادة ما فقدته الدولة العثمانية البائدة من نفوذ في حلب وما حولها إثر اتفاقية لوزان في العام ١٩٢٠م.
من غير الأخلاق أن تتم مواجهة شعب كامل بالطائرات والمدافع وليس لديه إلا ما يحمي به نفسه لكن مع هذا فإن عزيمة شعبنا لن ينال منها هدير الطائرات ولا وقع قنابلها وصواريخها، وستكون عفرين نقطة تحول منقطعة النظير في الشأن السوري.
“روناهي”

أضف تعليق