آلدار خليل: حلفاء السلطة .. شركاء العداء للسوريين .. ثنائية النظام- المعارضة

آلدار خليل: حلفاء السلطة .. شركاء العداء للسوريين .. ثنائية النظام- المعارضة
25d825a725d9258425d825af25d825a725d825b12b25d825ae25d9258425d9258a25d92584-9093817

في تكرار خطابها الذي لا يحتوي منذ أكثر من ست سنوات على أي شيء جديد تدخل المعارضة السورية – كما تسمي نفسها – عاماً جديداً وتخلف وراءَها سنوات من الصراع كانت سبباً مهماً فيه كما حال النظام البعثي، حيث دخلت تلك المعارضات منذ بداية الثورة في سوريا ساحة الصراع من أجل الحفاظ على نفس الشكل الذي لازمه النظام طوال الأربعة عقود التي مضت بحيث طالبت هذه المعارضات بالسلطة ولا تزال، لتحدث تغيراً فقط في التوارث السلطوي في سوريا دون أي اعتبار لا لتضحيات الشعب السوري ولا لنضاله ولا لحالة المواجهة الأولى التي كسر فيها أبناء الشعب السوري جدار الخوف ليكونوا بصدور عارية أمام آلة قتل النظام في إحياء تام للبذور التي وضعها الشعب الكردي عام ٢٠٠٤م عندما هز الكرد أركان النظام ليخالفهم سياسة المصالح آنذاك فيصبحوا ضحية لتلك السياسات دون التراجع أو العدول عن المبادئ تلك حتى اللحظة، إن حال المعارضة اليوم وأمام حالة الاتحاد مع النظام السوري والدول التي تعادي مصلحة السوريين وتعارض ولادة مستقبل جديد ملؤه السلام والحرية والديمقراطية تدخل في صف الأطراف التي تخون السوريين لا بل وتشارك القوى الظالمة في إبادتهم وقتلهم ونفيهم للسوريين وإصرارهم على بقاء الذهنية ذات اللون الواحد والتي يراد منها أن تكون مستعبدة لا حرة من خلال معاداتهم للمشروع الديمقراطي الذي يقوده الكرد مع باقي المكونات السورية لا بل وتمضي في مبتغاها المعادي لإرادة السوريين من خلال وقوف هذه المعارضات مع كل الدول والقوى التي تقصي شعبنا من المفاوضات والحوار من أجل الحل في سوريا.
في جنيف بمحطاته المختلفة ومن ثم أستانة كانت المعارضة مجردة من إرادتها وكانت تمثل موقف وسياسة تركيا تحت غطاء المعارضة حيث التدخل التركي وقبول المعارضة بتلك الإملاءات ساهم في تعطيل جميع تلك المحاولات والآن تريد المعارضة تكرار ذلك التواطؤ ضد السوريين في سوتشي من خلال الاعتراض على مشاركة أهم القوى التي ساهمت في حماية السوريين ونبذ الإرهاب حيث تصر المعارضة على إثبات كل الدلائل الدامغة والتي لا تحمل شكاً في إنها طرف مهم في إعادة تدوير السلطة وإنتاجها تحت مسميات ديمقراطية بغية تحقيق أجنداتها الشخصية دون أي اكتراث بعمق المعاناة التي يعانيها أبناء سوريا، وتتشابه هذه المعارضات مع النظام بكل تفاصيله وتختلف معه فقط في الاسم، فالأجدر بها أن توقف هذه المسرحية التي تصر فيها على الاستخفاف بعقل السوريين فدلائل فكرها الواحد وسياستها ونهجها الذي لا يتقاطع مع ذهنية وفكر النظام لم تعد خفية، فما تسميه الجماعات الإرهابية بمسميات وتطلقه على شعبنا ومؤسساته الوطنية يسميها النظام بنفس المعنى ولكن بغير مصطلح وكذلك المعارضة تطلق نفس المصطلحات التي تختلف عن النظام وعن الإرهابيين وتتفق معه وتوافقه في الجوهر إذا أين الفرق؟!!
بغياب أي دور مسؤول للمعارضة في الحل وبمعاداة النظام لأي حل يقضي بزوال هيمنته وفكره المستبد لن تكون هذه الأطراف بأي شكل من الاشكال أي عنصر من عناصر الحل خاصة في معارضتهم لأي مشروع يقضي بحرية وتوافق واتفاق السوريين، فمثلاً إن كان الكرد ومكونات المنطقة ينادون بضرورة بناء الإرادة الحرة للسورين، وتعزيز الروابط ما بين السوريين، وتحقيق أخوة الشعوب بشكل فعلي، وتعزيز الديمقراطية الشعبية، شكل إداري جديد مغاير للذي كان السبب في دمار سوريا وقتل أكثر من نصف مليون من أبنائها وتشرد الملايين منهم، إذاً ما الذي يقض مضجع النظام أو المعارضة؟ّ .. لا شك بأن الجواب يكمن في أنهم أعداء الشعب السوري وحلفاء السلطة التي يريدون من خلالها حكم السوريين بالنار والحديد فقط لإرضاء تعطشهم للانتقام ممن عادوا توجهاتهم هذه وإرضاء لجملة السياسات والمواقف التي تريد منهم أن يكونوا أدوات لتحقيق أجندات ومصالح غير سورية ويبقى السوريون بالنسبة لهم آخر هم، حتى الجزء الأخير من تفكيرهم يبخلون به في على السوريين وآمالهم في الحرية، حينما يطلق شعبنا مشروعاً ديمقراطياً جميع تفاصيله واضحة وفيها كل الشروط التي تعزز كرامة الشعب السوري وتنتقل به إلى مرحلة الخلاص من الدمار والحرب، فإن الجهود المعادية لهذا المشروع هو إصرار على الحرب والصراع وكذلك اتفاق علني مع النظام في الحفاظ على حكمه الفردي وبالطبع صرخة قبول لكل الدول التي تريد جعل سوريا حقلاً استثمارياً لمصالحها بالتقسيم وتفتيت الوحدة السورية وضرب كل أهداف السوريين في الوحدة الوطنية والحرية بعرض الحائط ونضالهم وعلى رأسهم تركيا حيث أن التعاطي مع تركيا في ظل سياستها المعادية للسوريين وبخاصة في ظل دعمها الحالي للإرهابيين من النصرة وتزويدهم بمعدات متطورة عسكرية ولوجستية وسابقاً لداعش يثبت بكل تأكيد حالة تآمر على الحل وخنقه عدا عن المتاجرة بمصير السوريين واستثمار دمائهم.
روناهي

Scroll to Top