أخي من الأخير؛ لا حل دون استقلال كردستان

بير رستم

نحن الكرد نعيش في وسط وبيئة معادية وللأسف حيث الشعوب الثلاث التي نتجاور معهم؛ ونقصد العرب والترك وبدرجة أقل الفرس، هم يعادون الكرد وقضاياهم، قلنا الشعوب وليس فقط الدول، طبعاً إلا القلة منهم والذين تخلصوا بطريقة ما من عقدة الكرد، أما الأغلبية الساحقة من شعوب هذه الدول هم يحملون من الحقد والكراهية ما يجعلهم على استعداد لإبادة الكرد وقد عاشه شعبنا خلال مراحل تاريخية عدة من مجازر تركيا في ديرسم وزيلان مع انتفاضات وثورات شعبنا للمطالبة بنيل الحرية والاستقلال وصولاً لجرائم تركيا الأخيرة مع الميليشيات التابعة لها وهي تحتل المناطق الكردية في روژآڤا (شمال سوريا).

وكذلك جرائم النظام العروبي البعثي في العراق بحق إخوتنا في باشوري كردستان (العراق)، بما معناه أن العلة ليست فقط في الأنظمة الحاكمة وإنما في الموروث الثقافي الفاشي لهذه الشعوب وبالتالي لا حل للقضية الكردية من دون حرية واستقلال كردستان، أما هذه المشاريع في الحلول الجزئية من الدولة الفيدرالية (العراق) أو الإدارة الذاتية (سوريا) أو الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، كما يطرحها أوجلان، فكلها حلول ترقيعية ولا يمكن لها النجاح في ظل هذه العقليات والذهنيات العنصرية؛ يعني بربكم كيف يمكن بناء “أمة ديمقراطية” في بيئة متخلفة عنصرية فاشية لا تجد في الكردي إلا ورم خبيث ويجب التخلص منه وذلك من خلال سياسات التذويب والانصهار تعريباً وتتريكاً وتفريساً!

نعم خوف هذه الحكومات وشعوبها من الكرد يفوق عشرات المرات من خوفهم من إسرائيل وذلك للحجم الديموغرافي لشعبنا ولمساحة كردستان الكبيرة ولكون الجغرافيا الكردية مع حرية شعبنا ستخرج من تحت نفوذ واحتلال واستعباد هؤلاء الجيران المعادين وبالتالي من الطبيعي أن يحملوا ذاك الخوف من شعبنا وقضيتنا وأن كل محاولاتنا لإفهام هذه الشعوب بأن استقلال كردستان هو حق طبيعي وقانوني هو نوع من العبث والضحك على أنفسنا، كما أن مشاريع الحلول الديمقراطية والفيدرالية مع هكذا ذهنيات فاشية هو نوع من الأحلام العبثية الطوباوية حيث نخدع به ذاتنا الحالمة الضعيفة؛ بأن يمكن من خلال الحوار ايجاد سبل ومخارج لحلول وطنية ديمقراطية، بينما في قرار أنفسنا -نحن وهم- ندرك تماماً بأن هذه المشاريع ليست إلا خديعة كاذبة ولعب على الوقت إلا أن نقلب موازين القوى لصالحنا!

وهكذا وانطلاقاً من هذه الحقيقة العارية نقول؛ بأن مصلحتنا مع الشعوب والأطراف التي هي متضررة من الشعوب الثلاث والتي ذكرناها في بداية المقال وفي مقدمة تلك المكونات المتضررة مثلنا هم إسرائيل والشعب اليهودي وبالتالي مصلحتنا نحن الكرد تقتضي أن نبحث عن سبل لعمل اتفاقيات استراتيجية معها ومع باقي المكونات المتضررة، وبقناعتي إسرائيل هي الأخرى بحاجة لمثل هكذا اتفاقيات وليس صحيحاً ما يروّج له البعض من أبناء شعبنا؛ بأن هذه الأخيرة لا تقبل أن تعمل مع الكرد اتفاقيات، بل وللأسف قياداتنا السياسية هي التي تخاف وتجبن من الاقدام على اتخاذ مثل هكذا قرار تاريخي وذلك لأسباب سياسية وثقافية، دينية وأيديولوجية وكذلك لاعتبارات اجتماعية، بينما الواقع يثبت لنا بأن مصلحة إسرائيل تتطلب قبل الكرد عمل هكذا اتفاقيات جيوسياسية واستراتيجية مع الكرد وذلك لم سيفتح أمام إسرائيل من آفاق في الشرق الأوسط!!

بايجاز؛ حرية شعبنا واستقلال كردستان لن يكون من خلال حلول طوباوية والفيدراليات، ناهيك عن المشروع المثالي الطوباوي للسيد أوجلان عن الأمة الديمقراطية والتي مصيرها لن تكون بأفضل من مصير الأمة الإسلامية والأممية الشيوعية، وإنما ستكون من خلال شراكة سياسية مع باقي المكونات المتضررة من الشعوب التركية والعربية والفارسية برسم حدود جيوسياسية جديدة تكون فيها كردستان حرة مستقلة.. وأخيراً نقول؛ كل هذه المشاريع الحالية ليست إلا مراحل انتقالية جزئية وصولاً لذاك الحل النهائي؛ ألا وهو استقلال كردستان.

Scroll to Top