أردوغان والمتاجرة بحرق القرآن
حكومات النفاق والضحك على الشعوب والغوغاء وفي المقدمة تركيا ورئيسها أردوغان يستغلون كل صغيرة وكبيرة ليخرجوا على القطعان المنقادة بخطابهم الشعبوي الكاذب وآخرها حادثة إقدام أحد الأشخاص على حرق كتاب القرآن، مع أن المسألة لا تتعدى عن سلوك شخصي وليس توجه سياسي لحكومة السويد والغرب عمومًا ضد الاسلام والمسلمين، بل وكما قلنا سلوك شخصي يحميه القانون حيث لو خرج ذاك الشخص وأحرق أي كتاب آخر -الانجيل مثلاً- لحماه البوليس أيضًا ورغم ذلك يخرج أمثال أردوغان ليقول؛ “سنُعلم رموز الغطرسة الغربية أن إهانة مقدسات المسلمين ليست حرية فكر”! ولا نعلم أين الغطرسة في الموضوع وأي رموز يقصدهم أردوغان
ثم من يريد أن يعلم الآخرين دروسًا في احترام “مقدسات” الآخرين عليه أن يحترم مقدساتهم وذلك قبل أن يطالبهم باحترام مقدساته وأن لا يحول أحد أهم رموز المسيحية؛ كنيسة “آيا صوفيا” إلى جامع، أم أن فقط رموزكم هي الغالية، ثم هل حرق كتاب -أي كتاب- ولا حتى هدم جامع وكنيس وكنيسة أو مزار ديني بوذي ولا إيزيدي زردشتي أو أي مزار آخر مهم ويجب تحريمه وإدانته، بل إخراج المظاهرات من أجله وكتابة البيانات والخطابات ومطالبة الحكومات بمعاقبة المرتكب وادانته وربما حتى اعدامه ورجمه، أن قتل شعوب وأمم وليس فقط أشخاص وأفراد أبرياء داخل مناطق الاحتلال وفي أقبية السجون والزنازين العائدة لهذه الحكومات الديكتاتورية القروسطية.. فعلًا إننا نعيش زمن الانحطاط الأخلاقي بكل تجلياتها الشعبوية والنخبوية.
-أرجو أن لا يفهم بأنني أبرر لقضية الحرق حيث وبالرغم من إنه عمل فردي يندرج في إطار حرية التعبير، إلا إنه عمل استفزازي وربما مقصود من البعض ولغاية الشهرة الشخصية، يعني لا يستحق حتى الوقوف عنده وليس خروج المظاهرات لأجلها وتحريك الديبلوماسيات، إلا إذا كانت الغايات والنوايا سياسية شعبوية لاستغباء الحمقى واشغال الشارع عما تحاك من سياسات ومؤامرات، كما حال تركيا مؤخراً حيث تبحث عن مثل هذه القضايا لاشغال الاتباع السوريين عما يحاك ضدهم من مؤامرات في غرف أستانة الخلفية.
بير رستم
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=26803