الأحد 01 حزيران 2025

أزمة مياه خانقة في قامشلو: ارتفاع أسعار الصهاريج وغياب حلول جذرية وسط مخاوف صحية

تواجه مدينة قامشلو في روج آفا أزمة مياه متكررة مع بداية كل صيف، تزداد حدتها هذا العام بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتوقف الآبار عن العمل، ما اضطر الأهالي إلى الاعتماد على صهاريج المياه المتنقلة بأسعار مرتفعة، وسط تزايد المخاوف من جودة المياه المتداولة.

وأوضحت بلدية الشعب أن العاصفة الغبارية الأخيرة تسببت بانهيار أبراج الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع الخط السادس المغذي لمحطات الكهرباء في مقاطعة الجزيرة، وأثر بشكل مباشر على عمل آبار المياه. وأشارت إلى أن سياسة التقنين الكهربائي ساهمت أيضاً في تعطيل محطات الضخ، مؤكدة وجود “قصور في الأداء”، وقدّمت اعتذارها للأهالي.

وتتأثر أحياء واسعة من المدينة بهذه الأزمة، من بينها أجزاء من شارع منير حبيب والكورنيش وحيّ الموظفين ونهاية شارع القوتلي والحي الغربي، لتعود المشكلة إلى الواجهة للمرة الثانية خلال شهر واحد، في ظل غياب أي حلول ملموسة.

ومع استمرار الانقطاع، يلجأ السكان إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار تتراوح بين 50 إلى 100 ألف ليرة سورية لتعبئة خزان منزلي بسعة خمسة براميل. ويُجمع الأهالي على أن هذه المياه غير مضمونة المصدر، ما يزيد من المخاطر الصحية، خصوصاً بين الأطفال.

ANHA

يقول بسمان دهام المخلف (65 عاماً)، من سكان نهاية شارع القوتلي، لوكالة هاوار الكردية: “لا تأتينا المياه سوى ساعة واحدة يومياً، ونضطر لشراء المياه بأسعار خيالية، تفوق قدرة المواطن العادي”. وأضاف: “المياه غير المعالجة تتسبب بأمراض خطيرة مثل الإسهال، ونطالب البلدية بتأمين مصدر مياه آمن بدلاً من ترك الناس ضحية لجشع الصهاريج”.

وفي حي الموظفين، تتكرر الأزمة كل صيف، بحسب محمد محمد (45 عاماً)، الذي أكد أن “المياه لم تتدفق في الحي منذ 25 يوماً، في حين أن الحي المجاور لا يبعد سوى أمتار قليلة وتتوفر فيه المياه بشكل طبيعي”، واصفاً الوضع بـ”المفارقة المحبطة”. وأضاف: “كلما راجعنا دائرة المياه نسمع تفسيرات متناقضة، بين صمام مغلق وشبكة بحاجة لضغط قوي. نريد ضخاً منتظماً من محطتي الهلالية والعويجة كل أربعة أيام كما في الأحياء الأخرى”.

وأشار إلى أن “بعض أصحاب الصهاريج يستغلون الأزمة لرفع الأسعار، بل إن بعض المياه المباعة تنبعث منها روائح كريهة”، مضيفاً: “تشاجرت اليوم مع أحد الباعة، لكن لا خيار أمامنا سوى الشراء رغم معرفتنا بالمخاطر”.

وتعتمد مدينة قامشلو على ثلاث محطات رئيسة: الهلالية (تضم 52 بئراً)، العويجة (16 بئراً)، وجقجق (6 آبار)، إضافة إلى خط سد سفان الممتد من ديرك، الذي يوزع المياه عبر شبكة طولها 474 كم. ويتم توزيع المياه بالتناوب بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة كل 24 ساعة.

ANHA

ويطالب السكان الجهات المعنية بإيجاد حلول عاجلة ومستدامة، تشمل صيانة الشبكات القديمة، وتحسين نظام التوزيع، وزيادة ساعات الضخ من المحطات، إلى جانب مراقبة جودة المياه الموزعة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب خلال فصل الصيف.

وفي غياب تدخل فوري، تبقى معاناة الأهالي مستمرة، في أزمة مائية تتجدد كل عام، وسط استياء متزايد من غياب خطط حقيقية للتعامل معها.