أن تأتي متأخراً ليس دائماً خيراً!

بير رستم

نقدم لكم الخطاب السياسي الجديد لأحد أكثر خصوم قسد والإدارة الذاتية؛ ألا وهو القيادي في البارتي وأحد رجالات الرعيل الأول في تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا ، ونقصد السيد أمين شيخ گولين، والذي دخلت معه في صراع سياسي وصل لدرجة أن يشتمني بأسلوب موارب، أي تلميحاً وليس تصريحاً وذلك لكوني كنت أدافع عن قسد والإدارة ، بينما هو كان يعتبر نفسه من جماعة المعارضة “الإئتلاف” ولواحقها ، لكن ها هو اليوم وبعد أن تأكد بأن عداء هؤلاء ليس لطرف كردي وإنما للكرد وبأن الترويج وشيطنة قسد والسيد مظلوم عبدي ليس إلا ضحك على بعض السذج الكرد، بينما الممارسة الواقعية فهي معاداة كل كردي وحق الكرد في حياة كريمة، ناهيك عن المشاركة السياسية، كما كانوا يحاول البعض الترويج له، لضرب الوحدة الكردية. وها هي الأيام تثبت لهؤلاء كم كانوا تائهين مخدوعين، إن أحسنا النية ولم نتهمهم بأمور أخرى بحيث بدؤوا يدركون حجم الكذب والخديعة التي أوقعوا أنفسهم بها وها هم يعودون من تلك المتاهة التي كانوا فيها وليصبحوا من المدافعين عن قسد والإدارة الذاتية وقادتها!

طبعاً مرحب بهذه العودة، لكن وبنفس الوقت يبقى لنا عليهم وعلى أحزابهم عتب كبير وخاصةً لأمثال مثالنا هنا ونقصد السيد أمين حيث كان يفترض بهؤلاء السياسيين والقادة أن يقرؤوا المشهد السياسي منذ اللحظات الأولى وليس بعد وقع الفأس بالرأس، كما يقال، كون دور القيادات السياسية هي قراءة المسارات وتكون لها القدرة على استشفاف القضايا قبل الآخرين، لا أن تنتظر المآلات والنتائج ومن ثم تأتي وهم يلطمون ولذلك يمكن القول؛ بأن مقولة أن تأتي متأخراً ليس دائماً خيراً من أن لا تأتي أبداً حيث تأخيرك هذا ربما يكون سبباً لويلات شعب وأمة كاملة، كما حصل معنا في الكثير من مناطقنا والتي تحتلها تركيا وجماعاتها وميليشياتها المرتزقة والتي وجدت في تأخير هؤلاء حجة وتبريراً لاحتلال تلك المناطق وللأسف فإن هؤلاء قدموا لهم الحجة والذريعة… لكن وبالرغم من كل ما سبق، علينا أن نرحب بعودة الجميع حيث السياسة والمصالح الوطنية والكردستانية تتطلب منا أن نرحب بالجميع وبالأخير يمكننا القول؛ إن كان للخصوم والأعداء من خير لنا، فإنهم يجعلون الكرد يتوحدوا حول مشروع سياسي مشترك.

Scroll to Top