الخميس, يناير 9, 2025

أيها الكرد السوريون اتحدوا ( ٤ )

صلاح بدرالدين

نحن في حراك ” بزاف ” أصحاب مشروع سياسي قومي ووطني في غاية الوضوح طرحناه للمناقشة منذ اكثر من تسعة أعوام ، وبناء على مخرجات اكثر من تسعين اجتماع للجان تنسيق الحراك، وأربعة لقاءات تشاورية افتراضية واسعة ، ومئات الاتصالات الفردية مع أصحاب الشأن ، تم تعديل المشروع لمرات أربعة ، وتقويم الوسائل ، والمبادرات نحو الأفضل ، ووكل ما نقوله الان موثق في موقع بزاف الالكتروني : www.bizav.org .
مشروعنا لم يوضع فقط لإزالة الاستبداد ماقبل التحرير ، بل اخذ بعين الاعتبار مرحلة البناء الديموقراطي ، والتغيير ، والعودة الى الشعب كماهو مطلوب الان بعد الثامن من كانون الأول / ديسمبر ، ففي كل المراحل هناك ضرورة لوجود حركة سياسية كردية موحدة ، تتسم بالشرعية الشعبية ، تكون مؤهلة لقيادة العمل القومي والوطني الكردي بالوسائل النضالية السلمية المدنية ، نحو الحرية ، والسلام ، والعيش المشترك ، ضمن سوريا جديدة ، تعددية ، تشاركية ، موحدة .
اعتمدنا من اجل الاتحاد ، وإعادة البناء ، واستعادة شرعية الحركة الكردية السورية ، والمصالحات القومية والوطنية ،وانتزاع الحقوق ، طريقا بغاية الشفافية وهو توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري ، وذلك بالتوافق في تشكيل لجنة تحضيرية بغالبية وطنية مستقلة زائدا الأحزاب ، للاعداد ، والاشراف ، وعقده في مدينة القامشلي ( كانسب مكان في الظروف الراهنة تحت مرأى ومسمع التحالف الدولي ) .
النجاح في عقد هذا المؤتمر الجامع للمناضل السياسي ، والمفكر ، والمثقف ، والناشط الشبابي والنسائي ، والمبدع ، والفنان ، والإعلامي ، سيفتح الكثير من الأبواب المغلقة ، وسيحل العديد من العقد ، والاشكاليات المزمنة ، بداية الامر سيكون المؤتمر مدخلا كما اسلفنا سابقا لاتحاد غالبية الكرد السوريين ولااقول مائة بالمائة ، وإعادة الاعتبار للحركة الوطنية الكردية السورية الواسعة وتقاليدها الديموقراطية الاصيلة منذ انبثاقها في ثلاثينات القرن الماضي ، وسيكون بمثابة خيمة تظلل الجميع ، وفرصة تاريخية لعودة أحزاب الطرفين للجذور ، وإعادة تاهيلها عبر ( السورنة والكردنة ) ، واستقلالية القرار ، وعندما ينجح المؤتمر في تحقيق المشروع الكردي الموحد للسلام والتعايش ، سيسهل على العهد الجديد مابعد الاستبداد عملية التفاعل مع الحالة الكردية الخاصة ، ومعرفة من يمكن ان يمثل الإرادة الكردية من اجل الحوار حول التوافقات بشان القضية الكردية السورية والقضايا الوطنية عامة باعتبار الكرد شركاء في الوطن والمصير ، والبناء .
سمعت وتابعت تصريحات ، وكتابات لاتعد ولاتحصى في الاسبوعين الأخيرين ، ومبادرات بالعشرات فردية ، وفئوية ، وشللية ، من جانب حزبيين ، ومستقلين ، وشخصيات عامة ، تدعو من حيث الجوهر الى وحدة الصف ، ولم الشمل هكذا وضمن العموميات التي لايختلف عليها احد ، ولكن يظهر ان جميعها يكتب – الحروف بدون نقاط – كمايقال ، ونحن الان احوج مانكون الى الحسم ، والوضوح ووضع النقاط على الاحرف ، لقد ابلغنا أحزاب طرفي الاستقطاب بوجوب توضيح المواقف ، والرد بشفافية ودقة على مشروعنا المقدم اليها حول المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وسنظل نطالبهم حتى نصل الى نتائج ، ونطالب الاخرين خارج اطر الأحزاب بالوضوح أيضا ، ونسال الجميع : نحن في حراك ” بزاف ” طرحنا مشروعنا ، وخارطة طريق بدء من التوافق على تشكيل لجنة تحضيرية للاعداد للمؤتمر المنشود ، فهل تتفقون مع ذلك أي عقد المؤتمر ام لديكم مشروع اخر مختلف ، ووسائل وطرق مغايرة ؟ افيدونا فالوقت ضيق ، والتحديات كبيرة وخطيرة ، وكونوا واضحين ، ولامجال للمكر والخداع ، والمناورات ، والاضاليل فالمسالة تتعلق بالشعب والوطن والقضية .
كلمة أخيرة اوجهها الى – المهرولين – فرادى وجماعات الى دمشق وبعض ( المكوعين ) محاولة في خطف التمثيل الكردي السوري ، خذوها مني كلمة واحدة : انكم حتى لو اجتمعتم من أي كائن بدمشق فلن تنالوا شرف التمثيل الكردي الشرعي ، ولن تنالوا سوى المهانة ، والذل ، والندم ، فعودوا الى رشدكم .

في الحلقة السابقة ( ٧ ) كنت قد ناشدت جميع المعنيين بالحالة الكردية الخاصة – افرادا ، ومجموعاتا ، واحزابا – بالوضوح والشفافية حول مشروع حراك ” بزاف ” بشان الدعوة لمؤتمر كردي سوري ديموقراطي جامع ، يتمثل فيه الوطنييون المستقلون بالنسبة الاكبر ، ليس من اجل التوجه الى دمشق من بوابة – المحاصصات – كما يعتقد مسؤولو الأحزاب ، وتعودوا عليها حتى في وجودهم منذ اكثر من عقد من الزمن ،بل محاولة في التوصل الى موقف سياسي كردي موحد يعبر عن مصالح المجموع ولايخضع لرغبات الأطراف الحزبية ، لتوضيح الأمور ، واختيار فريق من الكفاءات العالية لاحاطة المعنيين علما بذلك الموقف عندما تدعو الحاجة من خلال المؤسسات الوطنية ، والراي العام السوري بشكل عام ووسائل الاعلام المحلية والخارجية ، وقد مهدت لجان تنسيق ” بزاف ” لهذا العمل الاستراتيجي بارسال مذكرة بتاريخ – ٧ – ١٢ – الى الأخ السيد مسعود بارزاني بسبب علاقات حزبه با ( المجلس الوطني الكردي ) ، ليكون عاملا مساعدا في عقد المؤتمر المنشود ، كما وجهت اللجان رسالتين بهذا الخصوص الى كل من (حزب الاتحاد الديموقراطي ، والمجلس الوطني الكردي ) وسلمتا باليد في مكتبهما بالقامشلي بتاريخ ١٩ – ١٢ ، أي قبل اكثر من عشرة أيام ( الرسائل الثلاث منشورة في بلاغ اللقاء الثاني والتسعون للجان تنسيق الحراك بتاريخ ٢٦ – ١٢ في صفحات التواصل الاجتماعي وموقع ولاتي مة ) .
في اقل من عشرة أيام تحررت سوريا على ايدي الثوار ، وبعد انقضاء مدة زمنية مماثلة تسلمنا اليوم الرسالة الجوابية من ( الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديموقراطي ) ، وفي الوقت الذي أتقدم فيه بالشكر الجزيل على تجاوب الاخوة في رئاسة ب ي د ، والاجابة على رسالتنا ، الا انها لم تتضمن بكل اسف الإجابات الكاملة حول مقترحنا بشان المؤتمر الكردي السوري ، واللجنة التحضيرية ، الى جانب ان اقتراحنا يتعلق أساسا بمرحلة مابعد سقوط الاستبداد ، واتخاذ موقف كردي سوري موحد ، في حين تدعونا الرسالة الجوابية الى ( حضور كونفرانسهم الذي سيعقد بالعشر الأول من العام القادم ،و المعلن منذ عام كضيوف لبحث القضية الكردية ،) ؟! ، وهذا مايثير الاستغراب فعلا ( الرسالتنان مرفقتان ) .
اما – المجلس الوطني الكردي – وخلافا لكل اخلاقيات العمل السياسي ، والسلوك السوي النزيه ، وقدسية الموضوع المقترح ، ودقة وخطورة المرحلة ، فلم نتلق من مسؤوليه حتى الان اية إجابة ، وهذا يعبر عن عدم الشعور بالمسؤولية التاريخية ، والاستهانة بالارادة الشعبية التي تطالب بإلحاح ضرورة وحدة الصف ، والموقف ، والقرار ، واذا ما ربطنا هذا السلوك الرافض للحوار الكردي – الكردي ، مع تصريحات ، وكتابات مسؤولي – المجلس – في الأسبوعين الأخيرين ، المليئتين بالمبالغات اللفظية ، والدعايات الحزبوية الفارغة من أي مضمون ، وادعاءات ومزاعم – التمثيل الشرعي الوحيد – نتوصل الى نتيجة مخيبة للآمال ، خصوصا والكل يعلم ان هذا المجلس لم يقم يوما بدور بناء ، وكان يعيش على – الصدقات – وشفاعات الاخرين ، وذهب مع رحيل – الائتلاف – الى غير رجعة .
موضوعنا هذا سيعرض على لجان تنسيق حراك ” بزاف ” لاتخاذ مايلزم وبما يخدم المصلحة العامة لشعبنا ، ووطننا ، كما سيتم عرضه على الراي العام الكردي السوري وعلى أوسع نطاق .
بقي ان نقول ان الساحة الكردية السورية ستبقى بخير حتى بغياب مساهمات أحزاب طرفي الاستقطاب ، وفيها من الطاقات ، والكفاءات ، وجموع الوطنيين المستقلين ، مايكفي لتحقيق الاجماع القومي والوطني ، عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع ، لان تلك الأحزاب تنطلق من فرضيات خاطئة عفا عليها الزمن ، وفات اوانها مثل الادعاء بالتمثيل الشرعي ، واعتمادها على مبدأ المحاصصة – الثنائية – التي اعلن قائد الإدارة الانتقالية عن بطلانها ، وعدم الاخذ بها ، وكما يظهر فان لهذه الأحزاب قضايا – خاصة – لاعلاقة لها لا بالقضية الكردية السورية ، ولا بالتحولات الثورية على مستوى البلاد ، وستكشف الأيام والاسابيع القادمة جوانب من تلك القضايا .

شارك هذه المقالة على المنصات التالية