إقليم تركماني في سوريا!
بير رستم
نشر الصديق؛ طه الحامد، منشوراً على صفحته بالفيسبوك تحت خبر هام، يقول فيه؛ “هناك توجه جاد للمكون التركماني في إعلان مجلس عسكري وإدارة ذاتية مركزها الراعي”. إن ما نشره العزيز طه ليس مستغرباً بالنسبة لي، بل أشرت إلى ذلك في العديد من كتاباتي وقلت؛ بأن تركيا عرفت بأنها أخطأت في التجربة العراقية وذلك عندما أمتنعت عن المشاركة في اسقاط النظام السابق هناك؛ نظام صدام البائد، وحتى منعت دول التحالف من استخدام قاعدة إنجرليك، وهي العضو بالناتو، لضرب القوات العراقية، كما منعت أي اجتياح بري للعراق إنطلاقاً من أراضي”ها”، وبذلك خسرت أي نفوذ وامتيازات لها في العراق الجديد وأخسرت التركمان كل دعم ممكن منها!
وذاك ما جعلت تركيا تعيد حساباتها بدقة في سوريا بحيث وقفت مع ما كانت تسمى بالمعارضة السورية وجيشها الوطني؛ مجموعة الميليشيات العسكرية، وبذلك باتت الدولة الأكثر نفوذاً في سوريا (الجديدة) بعد هروب أو تهريب وإخراج رأس النظام الأسد البائد.. وهكذا أصبحت الميدان لحديدان؛ تركيا، وبالأخص في المناطق الشمالية والغربية منها حيث نفوذ وسيطرة ميليشياتها الإسلامية والتركمانية الراديكالية والتي تريد أن تجعل منها ومن مناطقها منطقة نفوذ خاضعة للتركمان مركزها الراعي، كما يشير الخبر وكما يعلمها كل متابع للحدث السوري ويعلم بجغرافية وديموغرافية سوريا حيث المدينة الوحيدة الممكنة القول بأنها ذات غالبية تركمانية.
إن تركيا بهذه الحركة الخبيثة؛ تشكيل “مجلس عسكري وإدارة ذاتية مركزها الراعي”، تريد الضغط على إدارة دمشق والقول لها: أمامكم أحد خيارين؛ إما القبول بإدارة للتركمان في شمال وغرب سوريا، كما هناك واحدة للأكراد في شمال وشرق سوريا، أو الدخول في مواجهة عسكرية مع قوات سوريا الديمقراطية وإفشال الكرد من الحصول على إمتياز خاص بهم، يعني وبإختصار؛ إما سوريا واحدة مركزية وتحت نفوذها؛ تركيا، ودون إمتيازات للكرد أو سنأخذ الشمال الغربي ونجعل منها شمال قبرص جديدة ودويلة للتركمان، وقد لجأت تركيا لهذه الحركة خاصةً بعد أن تأكدت أن اللقمة السورية كبيرة على فمها وهناك من ينازعها عليها؛ إسرائيل، وبالتالي تريد ضمان نفوذ لها من خلال جماعتها أي تركمان سوريا!
طبعاً ما يجعل تركيا أن تلجأ لهذه الحركة عدة أسباب ومبررات بحسب قناعاتها، كما نعتقد؛ أولاً: عدم إعادة أخطائها في العراق، كما أسلفنا، بحيث لا تعيد تجربة فقدان دور لتركمان كركوك بالعراق فهي تدفع تركمان الراعي للواجهة والمطالبة بإدارة ذاتية. وتالياً الإبقاء على تلك المناطق مناطق ذات نفوذ تركي كما شمال قبرص والأخطر بأن يضم عفرين إليها وخاصةً بعدما هجرت نصف شعبنا الكردي منها ولذلك على القيادات الكردية التصدي بقوة لهذا المشروع الخطير.. نأمل أن لا تعيش عفرين كارثة جديدة تزيد من معاناة شعبنا!
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=63534