الخميس, فبراير 20, 2025

إلهام أحمد: سلامة سوريا مرتبطة بسلامة شمال وشرقها.. نريد سوريا قوية بجيشها الموحد ولكن بنظام لا مركزي يحقق التوازن

أكدت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، أن سلامة سوريا بأكملها مرتبطة بسلامة  شمالها وشرقها، مشددة على أن الحل الأمثل لسوريا هو تبني نظام لا مركزي يمنح المناطق صلاحيات واسعة.

جاء ذلك خلال ندوة حوارية نظمها تحالف منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا، بحضور ممثلين عن 50 جمعية ومنظمة مدنية، وذلك في قاعة سمرقند بمدينة الحسكة، وفقاً لوكالة هاوار الكردية.

وفي مستهل كلمتها، قالت إلهام أحمد: “نجتمع اليوم في مرحلة جديدة، والجميع يتابع ما يجري على الساحة السورية والإقليمية. الحدث الذي شهدته سوريا كان تاريخياً”.

سوريا الجديدة لم تتضح ملامحها بعد

وأضافت: “عملية التغيير في سوريا لا تزال جارية، وملامح سوريا الجديدة لم تتضح بعد. نحن نعيش مرحلة انتقالية، وهي مرحلة مهمة جداً لرسم مستقبل سوريا الجديدة، ويبقى السؤال: من سيرسم هذه الملامح، وكيف سيتم ذلك؟”.

وأشارت إلهام إلى أن هناك سلطة جديدة في دمشق، لكن الوضع الميداني لم يشهد تغييراً جذرياً. وأضافت: “المجتمع الدولي مهتم بالملف السوري، ويسعى لرؤية سوريا جديدة تعددية ومتنوعة تحتضن جميع ثقافاتها. كما أن هناك اهتماماً خاصاً بدور المرأة في المجتمع وإدارة سوريا، وهذا مطلب أساسي لكل السوريين”.

وأكدت أن الزيارات من قبل دول إقليمية مستمرة يومياً، معبرة عن أملها في أن تساهم هذه التحركات في تصحيح المسار نحو بناء سوريا تمثل جميع السوريين وتحقق تطلعاتهم. وتابعت: “الأزمة الإنسانية والأمنية لا تزال مستمرة في مختلف المحافظات السورية، مما يعني أن الواقع الميداني لم يشهد تغييرات كبيرة، باستثناء أن الناس باتت لديهم حرية أكبر في التنقل بين المدن والمحافظات”.

سوريا الجديدة بحاجة إلى مؤسسات تمثل كافة مكوناتها.. لا نلقي باللوم على الإدارة السورية الجديدة

وفي هذا السياق، شددت إلهام أحمد على أن سوريا لا تزال بحاجة ماسة إلى مؤسسات سياسية واجتماعية وثقافية فاعلة، قادرة على تمثيل السوريين وتلبية احتياجاتهم من مختلف النواحي.

وأوضحت: “لا نلقي باللوم على الإدارة السورية الجديدة، إذ نرى أنها لا تزال في بداياتها، وتحتاج إلى إمكانيات وطاقات بشرية لدعمها. سوريا بحاجة إلى عملية انتقالية حقيقية، وهذا لم يتحقق بعد. الانتقال السياسي الفعلي يتطلب صياغة دستور جديد، إلى جانب عملية انتخابية ديمقراطية تجري بإشراف الأمم المتحدة، وبمشاركة جميع أطياف المجتمع السوري”.

المرحلة الأصعب لا تزال تنتظر السوريين

وأردفت: “المرحلة الأصعب لا تزال تنتظر السوريين. حتى الآن، لم يتم الإعلان عن تشكيل لجنة أو مجلس انتقالي يضم جميع مكونات المجتمع السوري دون إقصاء، رغم أن هذا الأمر بالغ الأهمية”.

وتابعت: “إعادة بناء سوريا مرحلة حاسمة تتطلب توافقاً وقناعة بضرورة مشاركة جميع السوريين في هذه العملية. ومع ذلك، ما زال الحديث يتركز على فئة واحدة فقط لتولي إدارة العملية برمتها، وهذا النهج سيؤدي إلى أزمة جديدة، لذا من الضروري تجنب مثل هذه التوجهات”.

وأكدت أنه من المقرر عقد مؤتمر في باريس بمشاركة وزراء من عدة دول لمناقشة سبل تخفيف العقوبات عن سوريا، وبدء إعادة الإعمار، وتحديد القطاعات التي سيتم التركيز عليها أولاً. وأشارت إلى أن بعض العقوبات المفروضة على سوريا قد تم تخفيفها، لا سيما في قطاع الطاقة، وذلك ضمن شروط فرضها المجتمع الدولي لضمان تقدم عملية الانتقال السياسي.

استمرار هجمات الاحتلال التركي

وحول الوضع العسكري، أوضحت إلهام أحمد أن هجمات “الاحتلال التركي ومرتزقته” لا تزال مستمرة، خاصة ضد مناطق مثل سد تشرين ومنبج، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في شمال وشرق سوريا.

سوريا لا مركزية بصلاحيات واسعة لكل منطقة

وأكدت أن الحل الأمثل لسوريا هو تبني نظام لا مركزي يمنح المناطق صلاحيات واسعة، مضيفة: “نريد سوريا قوية بجيشها الموحد، وسياساتها ودبلوماسيتها الفاعلة، ولكن بنظام لا مركزي يحقق التوازن. إن الإصرار على نظام مركزي جديد يعني إعادة إنتاج الديكتاتورية من جديد، وهذا ما نرفضه”.

الفتنة القومية ودور الإعلام المغرض

كما حذّرت إلهام أحمد من محاولات إشعال الفتنة بين العرب والكرد في سوريا، مشيرة إلى أن هناك جهات وأطرافاً تعمل على استغلال هذه القضية لتحقيق أجنداتها الإقليمية.

وأوضحت: “هناك قنوات إعلامية عربية تلعب على هذا الوتر، وتحاول تأجيج النزاعات العرقية بهدف زعزعة الاستقرار وإشعال الحرب مجدداً في سوريا”.

أهمية الوحدة الكردية ودور منظمات المجتمع المدني

وشددت إلهام أحمد على ضرورة توحيد الصف الكردي، مؤكدة أن هناك محاولات جادة في هذا الاتجاه، وأن بعض الخطوات التي تم اتخاذها مؤخراً قد تؤتي ثمارها قريباً.

كما أكدت على الدور الحيوي لمنظمات المجتمع المدني في دعم عملية السلام والاستقرار، قائلة: “يجب أن تؤدي منظمات المجتمع المدني دورها الفاعل، لا سيما في ظل عجز القوى السياسية عن احتواء المشكلات الاجتماعية والاقتصادية”.

وأضافت: “هناك أزمة إنسانية متفاقمة في المنطقة، خاصة بعد إيقاف الدعم الإنساني من قبل بعض المنظمات، مما أثر بشكل كبير على أوضاع المخيمات”.

ختام الندوة ومناقشة التحديات المستقبلية

واختُتمت الندوة بحوار مفتوح بين الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، إلهام أحمد وممثلي منظمات المجتمع المدني، حيث جرى النقاش حول التحديات التي تواجه هذه المنظمات، ودور المرأة في بناء سوريا الجديدة، بالإضافة إلى أهمية تحقيق وحدة الصف الكردي لمواجهة التحديات المستقبلية.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية