جواد إبراهيم ملا
الاخوات والاخوة الاعزاء تحياتي لكم جميعا وخاصة للمداخلات التي لها وجهات نظر مختلفة… لذا وجدت انه من الضروري من توضيح بعض النقاط من وجهة نظري لكي نحرز تقدما في حياتنا النضالية من أجل قبول الايجابيات مهما كان مصدرها ورفض السلبيات مهما كان مصدرها ايضا…
لذا أرجو ان تسمحوا لي بأن أدلوا بدلوي عسى ولعل ان نرسم سوية مستقبلا مضيئا لشعبنا الكوردي البطل والمظلوم ولوطننا كوردستان المحتل والمنهوب…
مع اني لا أدعي الكمال فالكمال لله… ولكن يسرني ان أقدم لكم تجربتي المتواضعة في الحركة التحررية الكوردية وفي جميع أجزاء كوردستان منذ العام 1958 وسأسرد بعضها وخاصة إني تشربت الفكر القومي من قادة عظام كانت لهم بصمتهم في مراحل عديدة وفي أجزاء مختلفة من كوردستان وعرفتهم شخصيا وعن قرب ابتداء من والدي الذي كان أحد الكوادر المتقدمة في حزب خويبون بقيادة الامير جلادت بدرخان وكان شاعرا قوميا وبيشمركه في ثورة آغري في العام 1930… ومن العم أوصمان صبري والجنرال مصطفى البارزاني والدكتور جمال نبز رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته:
1. ان الانسان حتى يكبر ويعتمد على نفسه بحاجة الى عشرات السنين من الرعاية وان هذه الرعاية بالنسبة للشعوب بحاجة الى سنوات اكثر وهذا في حال اذا كانت هناك رعاية حقيقة وليس زرع الكراهية والحقد والفتن فيما بين الشعب الواحد كما هو قائم فعلا الى يومنا هذا ولو كانت الامور تسير في اتجاه استقلال كوردستان لكسرت قلمي ولم أكن بحاجة إلى كل هذا التعب والارهاق.
2. لقد تعرض شعبنا الكوردي منذ آلاف السنين الى عملية غسل دماغ بإتقان من قبل أعداء الكورد وكوردستان لكي يكره ويحقد الكوردي على أخيه الكوردي كأقاليم أو كعشائر أو كأحزاب… لأن العدو يعلم جيدا إذا توحد الشعب الكوردي فلن تستطيع جيوشهم البقاء في كوردستان ليوم واحد… ولن أذهب بعيدا ففي القرن التاسع عشر كانت عشيرة الاومرية من العشائر القوية وكانت الامبراطورية العثمانية تخاف منها فزرعت الشقاق فيما بين زعمائها محمود وعثمان فقسم من الاومرية اصبح من اتباع محمود وقسم اصبح من اتباع عثمان وسميت العشيرة من يومها بأسمائهم المحمودكية والعثمانكية وجرى بينهما اقتتال دامي طويل وهناك من الاومرية من رفض الاقتتال الداخلي فهاجروا بعيدا عن كوردستان وانتشروا في جميع انحاء العالم ومنهم الكورد في بيروت… وحينما ظهرت الحزبية كان الاعتقاد السائد اننا قد تخلصنا من العشائرية ولكن الاعداء استمروا بسياستهم القديمة وطبقتها مع الاحزاب الكوردية ايضا ونجح الاعداء في زرع الكراهية والحقد فيما بينهم… فمثلا كان الجنرال مصطفى البارزاني قائدا لأكثر من 150 ألف بيشمركه في جنوب كوردستان وكان عبد الرحمن قاسملو قائدا لأكثر من 90 ألف بيشمركه في شرق كوردستان وكان عبد الله أوجلان قائدا لأعداد مساوية أو أكثر من الكريلا في شمال كوردستان… فلو كانت القيادات الكوردية الآنفة الذكر بيد واحدة هل تستطيع أية قوة أجنبية الوقوف بوجه الكورد؟… ولكن مع الاسف الشديد ان هذه القوى الكوردية لم تتفق فحسب بل تقاتلت فيما بينها مما أدى الى تلاشي قوتهم في مؤامرات اقليمية وعالمية… نعم بقي شيئا من قواتهم ولكنها ستتلاشى مرة اخرى اذا لم يتحدوا ويواجهوا المؤآمرات الاقليمية والعالمية الجديدة.
3. لقد كانت تركيا والكيانات التي تحتل كوردستان في وقت من الاوقات تعتبر قوات الجنرال بارزاني ارهابية وظلت هذه التسمية حتى مشاركة البيشمركه للقوات الامريكية في اسقاط نظام صدام حسين عام 2003… واليوم تعتبر تركيا حزب العمال الكوردستاني في انه تنظيم ارهابي كما كانوا يعتبرون قوات الجنرال بارزاني سابقا… أما الحقيقة هي ان لا بيشمركه البارزاني ارهابية ولا كريلا أوجلان ارهابية… فكلمة الارهاب اصبحت شماعة الكيانات التي تحتل كوردستان للتخلص من كل من يعارضها أو كل من يسعى للحصول على حقوق الشعب الكوردي وحتى ولو كانت من فتات الحقوق.
4. الخطأ القاتل الذي ارتكبته الحركة التحررية الكوردية كان ولا يزال اتباع سياسة الدفاع عن النفس على ارض كوردستان مما أدى الى قتل ابناء الشعب الكوردي وهدم قراه ومدنه… كما حصل لشعبنا في كركوك وشنكال وخانقين ومندلي وعفرين وسريكانيه وكري سبي… كما ان الرد على تهمة الارهاب تم بصورة خجولة وغير لائقة بشعب تعداده 50 مليون نسمة يحارب من أجل حريته واستقلال وطنه كوردستان… وفي اعتقادي ان الرد العملي يكون في الهجوم ونقل المعركة من كوردستان الى ارض العدو وضرب رأس الافعى التي أعطت الاوامر بقصف حلبجه وسريكانية بالاسلحة الكيماوية والفسفورية… وهذا هو الحل الوحيد من أجل تخليص شعبنا من ويلات الحروب. كما علينا استعمال سياسة الهجوم الفكري امام تهمة الارهاب الباطلة… فهناك ألف دليل واثبات على ان تركيا وغيرها من الكيانات التي تحتل كوردستان هم اكثر الدول راعية للارهاب الدولي مثل تنظيم داعش والقاعدة والنصرة وغيرهم كما ان قتل وتعذيب الشباب الكورد في سجونهم هي اكبر العمليات الارهابية والابادة الجماعية للشعب الكوردي.
5. إن نظرتي الى الأحزاب والمنظمات الكوردية نظرة واحدة ومهما كانت أخطاؤهم وهفواتهم… فمن المستحيل ان نشجع الاحتراب والشقاق فيما بينهم لأن أي شقاق فيما بين الكوردي وأخيه الكوردي يصب مباشرة في مصلحة اعداء الكورد وكوردستان… وحتى ولو كانت تلك المنظمات ماركسية أو دينية أو علمانية أو ديمقراطية أو حتى من الجحوش والمرتزقة لا يجوز محاربتهم وسيأتي يوم ويعلموا ان ما قاموا به كان خطأ…
فالكوردي المؤمن بالفكر القومي يعتبر الانسان الكوردي رأسماله في النضال فلا يجوز قتل الكوردي لمجرد الاختلاف معه في الرأي… لأن قتل الكوردي يعني قتل الذات… كما حصل في الاتحاد السوفيتي حيث قتل ستالين ما يزيد عن 17 مليون روسي لأنهم كانوا من المعارضين للشيوعية… أما اليوم فحملة راية الشيوعية يقبعون في سجون موسكو… فهل سألوا أنفسهم لماذا تم قتل 17 مليون روسي… ولا أريد هذا الحدث الاليم ان يتكرر في كوردستان أيضا…
عاشت كوردستان دولة مستقلة.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=67919