اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان: بيان إلى الرأي العام الكردستاني حول زيارة تاتليس إلى إقليم كردستان

في الوقت الذي تتواصل فيه جرائم الإبادة بحق أمّتنا في كل مكان من قبل المحتل التركي ومرتزقته، لاسيما جرائمه الموثقة في روج آفايي كردستان، وعلى نحوٍ خاص في عفرين المحتلة و( سري كانييه وكري سبي)، قتلاً وإرهاباً وتهجيراً، ناهيكم بالاعتداءات اليومية وإراقة دماء مناضلي ومناضلات أمّتنا، وحملات الترهيب الفاشي والقسوة في باكور وباشور كردستان، ظَهَرَ بوق الطرب الفاشي ابراهيم تاتليس، هدهد أردوغان، في عاصمة كردستان، هولير الحبيبة، وهو يستقبل استقبال الأبطال القوميين، الأمر الذي أثار السخط والاستهجان والخيبة لدى عموم الكرد، واستذكر على الفور أهلنا الضحايا المهجّرين من عفرين الحبيبة صور ذلك المشعوذ وهو ينشد ويُطرب سيده وجنوده القتلة، وهم يرقصون على أشلاء أبطالنا المقاومين وجراح أمهاتنا الثكلى، و يعربدون على آلام أطفال عفرين في مخيمات النزوح، ويدنسون زيتونها وينابيعها وهضابها، منتشين بهذا النصر البربري.

إن استقبال تاتليس بتلك الحفاوة، ما إن دنست قدماه أرض هولير، من قبل البعض، الذين فقدوا حس الانتماء إلى الكردايتي وأرض كردستان، وبتلك الطريقة الاستعراضية المشينة، تعدّ أكبر إهانة لدماء شهداء الكرد في أجزاء كردستان الممزقة، يماثل تماماً استقبال أي مجرم أو قاتل( كصدام حسين) وهو يسير بخطاه الثقيلة فوق أشلاء المؤنفلين وضحايا حلبچة. ولعل هؤلاء لا يكترثون لتاريخ وجرائم هذا المرتزق بحق الثقافة والهوية الكرديتين، إذ قام طوال عقود من تاريخه بالاشتراك في جرائم إبادة ثقافية بحق اللغة والتراث الكرديين، حيث عمد خلال مسيرته الفنية بسرقة ونهب أحاسيسنا وعشقنا وملاحمنا وأغانينا وألحاننا وفولكلورنا وأحلامنا الكردية ليسطو عليها وبطريقة مشوّهة حوّلها إلى إرث تركي محض.

إن دعوة هذا المأجور الذي امتهن اللصوصية والإجرام بحق الثقافة الكردية، وزمّار القتلة في عفرين وطبّالهم، تعدّ أكبر إهانة بحق قيمنا القومية المشتركة ومشاعر ضحايانا، ومن المؤكد إن من هلّل لزيارته واحتفى به قد فقد الحياء والخجل إزاء دموع نساء وأطفال عفرين، وإزاء كل فتاة كردية تعرضت للخطف والقتل والاغتصاب وكل شجرة زيتون اقتلعت من جذورها. إنها إهانة للضحايا الكرد الذين سقطوا جرّاء الاعتداءات التركية المتكررة وتمثل دعماً صريحاً ومفضوحاً للمحتلين والمرتزقة في عفرين وغيرها.

إننا إذ نستنكر كل هذا الفعل الذي يتنافى مع قيم الانتماء للكردايتي، نستهجن في الوقت نفسه صمت المؤسسات الثقافية والمدنية وهيئات المجتمع المدني والمثقفين في باشور، إذ شكلت حالة اللامبالاة والصمت من قبل الكثير منهم خيبة أمل عميقة لدينا.

إن الانتماء لهويتنا القومية الكردية تقتضي منا الوقوف بحزم في وجه من يحاول النيل من كرامتنا بالانتماء القومي، ويزدري بقيمنا القومية المشتركة، فلا ينبغي المساومة أو التهاون مع أنماط السلوك هذه، التي تلحق ضرراً فادحاً بخطابنا الثقافي والقومي المشترك ووعينا بالمصير. وإن أيّ مثقف، أو أيّ صاحب ضمير، الذي يتهاون في مثل هذه المواقف، أو يدير ظهره لمثل هذه الانحرافات الخطيرة، إنما يرتكب أكبر خيانة بحق الثقافة القومية، ويفقد مبرر ادعائه بالعمل الثقافي، فالثقافة موقف ورؤية نحو مصير الإنسان قبل كل شيء.

اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان (HRRK)

قامشلو  19/04/2023

شارك هذه المقالة على المنصات التالية