الأربعاء, ديسمبر 18, 2024

احتمالية قيام الدولة الكوردية

نوزاد ئاميدي

إن إحتمالية قيام الدولة الكوردية تقوم على مدى فهمنا وإدراكنا وقرائتنا للوضع السياسي والتاريخي في المنطقة، وهو يعتمد على القراءة الصحيحة لمدى قوة المحتلين لكوردستان ومدى قوة الدول الاقليمية الاخرى وكيفية تعامل القيادات الكوردية والشعب الكوردي مع كل هذه القوى و الافكار ومصالح هذه القوى.
إن القراءة التاريخية للفكر القومي الكوردي، لهو من أهم هذه الاسس التي يجب علينا قرائتها وفهمها والتعامل معها، وإمكانية استخلاص العبر منها. وقد كتبت قبل أكثر من سنة دراسة عن هذا الامر في مجلة متين لمن يريد قرائتها*
وكي لا اعيد كتابة ما قلناه سابقاً سأدخل صلب الموضوع وأقول إن أهم الاسباب التي أدت لعدم وجود الوحدة الكوردية وبالتالي عدم قيام الدولة الكوردية هو في عدم وجود وعي قومي كوردي وعدم وجود نظرية ثورية فكرية قومية ووطنية تجمع الكورد على فكرة واحدة. وبالتالي عدم وجود مُنظر قومي يمكنه أن يكون أب هذه النظرية والفكرة. فقد كان الكورد يترنحون في فكرهم بين أفكار القوميين والثوريين الاوربيين والاشتراكيين العالميين وحتى القوميين العرب والترك والفرس واللذين هم في الاصل سبب عدم وجود الدولة الكوردية. وهذا ما سبب في عدم وجود أهداف مشتركة ومقدسة تجمع القوى الكوردية على طاولة واحدة، وعدم وجود فهم مشترك لابعاد القضية القومية والوطنية الكوردية. حتى أصبح بعض الكورد أكثر عدوانية لفكرة الدولة من المحتلين لارض الكورد. لذا فالنقطة الاولى هي حاجتنا نحن الكورد لنظرية فكرية قومية ووطنية وبأقلام كوردية تجعل من التاريخ والنضال والخصوصية الكوردية منطلقاً لهذه الفكرة والنظرية وليس أي شئ أخر.
ثانياً وأعتبر هذه النقطة من أهم مقومات قيام الدولة الكوردية في الوقت الراهن. وهي قراءة الواقع الكوردي الحالي والتعامل مع الدول الاقليمية مثل العراق وسوريا وتركيا وايران كدول محتلة وليست دولنا نحن الكورد. كما يجب علينا التعامل مع القوى الاقليمية والعالمية الموجودة على الساحة الشرق الاوسطية والتي يمكنها إحداث فرق في المنطقة، بجدية اكثر وبجرأة أكبر.
وإذا ما أردنا هذه الدولة فعلينا التعامل بشكل مباشر مع قوتين أساسيتين الان وليس في أي وقت أخر. القوة الاولى وهي الولايات المتحدة الامريكية. حيث إن التعامل مع هذه القوة ليست سهلة ولكنها في نفس الوقت سهلة. أي بمعنىً أخر يعتمد على كيفية التعامل معها. والكورد فشلوا في التقرب من هذه القوة على طول التاريخ، ولم يستطيع القادة الكورد الحصول على الدعم الامريكي إلا ما ندر، وفقط من أجل البقاء لا أكثر. فَسِرُ التعامل مع أمريكا هو من خلال إقناعها بأن الكورد يمثل الحليف الافضل والاوفي في المنطقة على المدى البعيد. ثانياً، جعل السياسيين الامريكيين يؤمنون بفكرة إن قيام الدولة الكوردية ستدر عليهم الكثير من الخيرات وستكون أرض هذه الدولة مفتوحاً أمام الامريكان دائماً. وهذا يعتمد على نهج سياسة واضحة وجريئة ومكشوفة، حتى يستطيع الشارع الكوردي هضم الفكرة والتعامل معها بأريحية،، ويطمئن الامريكان لمستقبل هذه العلاقة.
القوة الثانية وهي بإعتقادي أهم من القوة الامريكية بالنسبة للكورد، وهي إسرائيل. وهذه الخطوة تحتاج من الاحزاب والسياسيين الكورد أن يفصلوا بين الديانة والقومية، ويضعوا القومية الكوردية قبل الاسلام وأهداف الدول الاسلامية. وإعتبار دولة اسرائيل دولة صديقة وعلى جميع الاصعدة.
ويأتي أهمية اسرائيل في أنها القوة الموجودة في الشرق الاوسط بشكل مستمر وليست كالقوة الامريكية التي يمكنها أن تنسحب وتشتري وتبيع في الكورد حسب مصلحتها. وإسرائيل تعلم بإن الكورد هم القومية الوحيدة التي يمكن أن تمد يد الصداقة الحقيقية لإسرائيل في هذه المنطقة وذلك سواء أكان الكورد ضعفاءً أم أصحاب قوة. ويجب أن يمثل هذه السياسة نظرة ورؤية الكورد بشكل عام والسياسيين بشكل خاص.
وهذه العلاقة والصداقة لهو حجر الاساس والضمانة الوحيدة لقيام الدولة الكوردية، و حينها فقط لن تتجرأ الدول المحتلة لكوردستان في الاعتداء على الكورد كل يوم كما تفعل تركيا في كردستان الجنوبية والغربية.

١٠/١٢/٢٠٢٤
………..

https://www.facebook.com/100002655727442/posts/pfbid0qwX3mxh5nzzaYtBTzF6aakoexGJBWMrcuAUuDmLzfeGEWVkDJMCCAfBcx8eQeekDl/?app=fbl

شارك هذه المقالة على المنصات التالية