الخميس, أبريل 18, 2024

ارتفاع مبيعات رواية “آيات شيطانية” بعد طعن على سلمان رشدي

القسم الثقافي

عزّزت عملية الطعن التي تعرّض لها الكاتب البريطاني سلمان رشدي اهتمام القراء برواياته وخصوصا “آيات شيطانية” التي أصدر على خلفيتها مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني في العام 1989 فتوى بهدر دمه، إذ ارتفعت مبيعاتها السبت، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويأتي هذ في وقت أكد وكيل أعمال الكاتب البريطاني سلمان رشدي الأحد أن الأخير “يتماثل للشفاء”، بعد يومين من تعرضه للطعن في بطنه ورقبته على يد شاب أميركي من أصل لبناني خلال مناسبة في الولايات المتحدة.

وعصر السبت تصدّرت ثلاث طبعات من الرواية مقياس مبيعات الكتب في موقع أمازون الذي يحصي المؤلفات التي سجّلت أعلى قفزة في المبيعات في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وحلّت رابعة روايته “أطفال منتصف الليل”.

وأثار الاعتداء الذي استهدف الكاتب البريطاني من أصل هندي الحائز الجنسية الأميركية الجمعة في نيويورك صدمة في أنحاء العالم واستدعى إدانات دولية.

ومنذ الاعتداء بيعت في مكتبة “ستراند بوكستور” الشهيرة في نيويورك نسخا كثيرة من رواياته، ناهيك عن تلك التي بيعت عبر الإنترنت.

وقالت كايتي سيلفرنيل وهي مديرة قسم في المكتبة لبيع الكتب الجديدة والمستعملة في تصريح لوكالة فرانس برس “أتى أشخاص يبحثون عن أي من نتاجاته الأدبية، أرادوا أن يعرفوا ما المتوافر منها لدينا”.

وأوضحت “بعض من موظفينا الأصغر سنا لم يسبق أن سمعوا عنه، وأمس كان من المثير للاهتمام التحادث معهم بعدما أتى زبائن يبحثون عن كتبه، حول هويته وتأثيره بالعالم الأدبي”.

وقالت “صدقا، أعتقد أن كثرا أتوا أمس فقط للتحدث عما يختلجهم من أحاسيس وعما حصل”.

وعلى تويتر دعا مستخدمون إلى شراء كتب سلمان رشدي تعبيرا عن التضامن معه.

وتروي “آيات شيطانية” مغامرات هنديين استُهدفت طائرتهما بهجوم إرهابي، ووصولهما إلى شاطئ في إنكلترا واتّخاذ أحدهما هيئة مخلوق شبيه بالشيطان والآخر هيئة مخلوق شبيه بالملاك.

وفي سياق الرواية، يطلق الكاتب على بائعات هوى أسماء زوجات النبي محمد.

وفي الرواية ظهور لنبي اسمه مهاوند يبيح بادئ الأمر الصلاة لآلهة غير الله، ليعود ويقر بعد ذلك بخطئه.

ويتعرض المؤلف سلمان رشدي لتهديدات بالقتل لسنوات طويلة منذ أن نشر كتابه “آيات شيطانية” عام 1988.

وكان سلمان رشدي مهدّدا بالقتل منذ أن أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته “آيات شيطانيّة” التي رأى بعض المسلمين أنها تنطوي على تجديف.

وفي مقابلة أجرتها معه مؤخرا مجلة “شتيرن” الألمانية، قال رشدي “منذ بدأت أعيش في الولايات المتحدة، لم يعد لديّ مشاكل (…) عادت حياتي إلى طبيعتها”، مبديا “تفاؤله” رغم “تهديدات القتل اليومية”، بحسب مقتطفات نشرتها المجلة على أن تصدر المقابلة كاملة في 18 آب/أغسطس.

بعد انتقاله إلى نيويورك، أصبح رشدي مواطنا أميركيا في 2016. ورغم التهديد المتواصل لحياته، شوهد بشكل متزايد في الأماكن العامة من دون مرافقة أمنية ملحوظة في كثير من الأحيان.

ولم تكن الإجراءات الأمنية مشددة خلال مناسبة الجمعة التي جرت في مؤسسة تشوتوكوا التي تستضيف برامج فنية في منطقة هادئة قرب مدينة بوفالو.

وأثارت عملية الطعن غضبا واسعا بما في ذلك في أوساط السياسيين والشخصيات الأدبية.

ووصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بـ”الهجوم الشرس” مشيدا بالكاتب “لرفضه الترهيب والإسكات”.

بدوره، دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الهجوم “المروّع”.

اعتبر الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي أنه يجب منح جائزة نوبل للآداب التي سيعلن عنها في تشرين الأول/أكتوبر، للكاتب سلمان رشدي الذي نقل إلى المستشفى في حالة خطرة بعد تعرضه للطعن في الولايات المتحدة.

وكتب ليفي في مقال نشرته صحيفة لو جورنال دو ديمانش متحدثاً عن الكاتب البريطاني الحاصل على الجنسية الأميركية “لا أستطيع تخيل أي كاتب آخر لديه الجرأة، حالياً، يستحقها أكثر منه. الحملة تبدأ الآن”.

لكن الاعتداء حظي بتأييد من متشددين إسلاميين في إيران وباكستان.

ولم تعلّق السلطات الإيرانية بعد على محاولة اغتيال سلمان رشدي (75 عاما) الذي ما زال في المستشفى في حالة خطرة.

ومنفذ الهجوم “هادي مطر”، وهو أميركي من أصول لبنانية في الرابعة والعشرين من العمر، ولد بعد سنوات عدّة من صدور رواية “آيات شيطانية”.

ومثل أمام المحكمة السبت حيث دفع ببراءته من تهمة محاولة القتل.

لم تقدّم الشرطة والادعاء معلومات كثيرة عن خلفية مطر أو دوافعه.

في لبنان، أشار علي قاسم تحفة رئيس بلدية قرية يارون في جنوب لبنان إلى أنّ هادي مطر “من أصول لبنانيّة”.

وتابع في حديث مع وكالة فرانس برس، “وُلد ونشأ في الولايات المتحدة، ووالده ووالدته من يارون”.

وقيل لمراسل فرانس برس الذي زار القرية السبت إن والدي مطر مطلّقان وما زال والده يعيش في القرية.

وطُلب من الصحافيين الذين قدموا إلى منزل والده المغادرة.

وكالات