تستمر الانتهاكات بحق السكان الأصليين الكرد في منطقة عفرين، وفقًا لتقارير صادرة عن “منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا”. وتشير التقارير إلى استمرار “احتلال منطقة عفرين من قبل تركيا” وارتكاب فصائل ما يُعرف سابقًا بـ”الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا” و”المستوطنين” انتهاكات تشمل اعتقالات تعسفية، سرقة ممتلكات، وتهجير قسري، إلى جانب غياب مصير مئات الشبان الكرد منذ عام 2018.
الحواجز الأمنية وتدقيق الهويات في معبطلي
تؤكد المنظمة في تقريرها أن الحاجز الأمني المحصّن في مفرق قرية “كوكان” بناحية معبطلي بريف عفرين، الذي تشرف عليه الاستخبارات التركية بشكل مباشر، لا يزال قائمًا. ويُجري ضابط تركي تفتيشًا للسيارات والآليات العابرة، خاصة أيام الجمعة، مع تدقيق بطاقات الركاب الشخصية والتحقيق مع البعض. كما سُجلت حالات اعتقال مواطنين كرد بناءً على طلب الاستخبارات التركية، وفقًا للمنظمة.
اعتقالات تعسفية ومحاولات خطف في راجو
في ناحية راجو، أفادت المنظمة بمحاولة خطف المواطن علي أحمد إسماعيل، ابن مختار قرية مماللي، يوم السبت 23 أغسطس 2025، حوالي الساعة العاشرة صباحًا. ووفق التقرير، “اعترض طريقه شخصان ملثمان بلباس عسكري مسلحين ببارودة روسية وقنابل وجعبة بالقرب من قرية علطانيا أثناء توجهه من قرية بلاليكو إلى راجو”. وقد وجّها السلاح نحوه وطلبا منه الوقوف، لكنه تمكن من الفرار على دراجته النارية بأقصى سرعة رغم محاولتهما اللحاق به.
انتهاكات في قرية معرسكه: سرقة وتهجير
في قرية معرسكه التابعة لناحية شران، التي تضم حوالي 80 منزلًا، أشارت المنظمة إلى أن 15 عائلة من “المستقدمين” ترفض العودة إلى مناطقها الأصلية. وقبل عشرة أيام، تم إسكان ثلاث عائلات إيغورية في منازل المواطنين “المحامي بشير حاج يوسف، وفيق طوبال حمو، فاروق طوبال حمو”، بعد إخلائها من عوائل عربية استولت عليها منذ عام 2018. وأوضحت المنظمة أن المذكورين يقيمون حاليًا في مدينة حلب و”لا يجرؤون على العودة إلى قريتهم لعدم توفر ظروف آمنة”، حيث يُطلب من المختار الإبلاغ عن العائدين إلى المكتب الأمني المرتبط بالاستخبارات التركية.
كما سجّل التقرير سرقة عائلة مستقدمة لمحتويات منزل المواطن “حمو طوبال حمو”، بما في ذلك الأبواب والنوافذ، عند مغادرتها القرية.
وفي أواخر يوليو 2025، أفادت المنظمة أن أربعة مسلحين ملثمين اختطفوا المواطن “محمود خليل بن محمد رشيد، 42 عامًا” وزوجته ليلًا من حقل زراعي قرب بئر ماء وتجهيزات طاقة كهرضوئية. وقد “كبّلوهما وضربوا الزوج، ونقلوهما إلى منزلهما في القرية، وسرقوا منهما مبلغًا ماليًا وغيره” قبل أن يلوذوا بالفرار.
وفي حادثة أخرى، داهم مسلحون منزل المواطن “عارف حجي يوسف، 45 عامًا”، و”طمشوا عينيه وكبّلوه وضربوه”، ثم اختطفوه إلى مكان مجهول، وأُفرج عنه بعد أربعة أيام مقابل فدية مالية. وأوضحت المنظمة أن الضحايا لم يفصحوا عن تفاصيل ما حدث ولم يتقدموا بشكاوى للسلطات المحلية “خشية التعرض لاعتداءات أسوأ”، حيث تقع القرية ضمن نفوذ فصائل “القوة المشتركة (العمشات، الحمزات)”، دون تدخل جهاز الأمن العام للتحقيق أو القبض على المعتدين.
مداهمات وسلب في كفرصفرة
في بلدة كفرصفرة التابعة لناحية جنديرس، وخلال أقل من شهر، داهم مسلحون لصوص عدة منازل ليلًا وسكانها نائمون، وفقًا للمنظمة. وأثارت هذه المداهمات حالة من الرعب، حيث وُجهت إهانات وقُيّد الرجال وضُربوا، وسُرقت أشياء منزلية ومبالغ مالية ومصاغ ذهب وهواتف جوالة. وشملت المنازل المستهدفة منازل “حسن حاج عبدو بن مراد، محمد حاج عبدو بن عبدو، محمد أمين حسن، المرحومة زينب مراد حج عبدو، زينب محمد حسين آغا، خالد حمو/عائلة عدو”. وأشارت المنظمة إلى أن السلطات المحلية لم تجرِ تحقيقات جدية.
كما أبلغ رئيس بلدية كفرصفرة في 21 أغسطس 2025 أصحاب صهاريج نقل المياه والآبار بمنع تشغيلها، بحجة أنها تؤثر على تدفق مياه بئر “الدولة” في قمة البلدة، رغم أن هذا البئر لا يلبي احتياجات الأهالي. ونتيجة لذلك، سيضطر السكان إلى جلب المياه من آبار بعيدة، مما يترتب عليه تكاليف إضافية.
حجز ممتلكات في بعدينا
في بلدة بعدينا بناحية راجو، ونقلًا عن موقع حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، منع المدعو “عبسي الحمد”، المسؤول الأمني السابق لفصيل “اللواء 112″، المواطن “أحمد خليل عطو” من استثمار محل أحد أقربائه المهجّرين، المواطن “رشيد عزت آلي”، بحجة أن الأخير كان على علاقة مع “الإدارة الذاتية السابقة”. كما وضع إشارة حجز على المحل وعلى منزل المواطن “شكري مصطفى جعفر” المهجّر أيضًا بنفس الحجة.
غياب الحلول واستمرار التهجير
وفقًا للمنظمة، “ما دامت سطوة الاحتلال التركي وبقايا فصائل مدعومة منه قائمة في عفرين، ولم تُحلّ القضية الكردية في سوريا على نحوٍ عادل من قبل السلطة الانتقالية في دمشق، ستبقى الحلول المجتزأة والمنفذة من قبل الأخيرة مبتورة وناقصة، من الناحية الأمنية وحتى في القضايا الحياتية اليومية”. وأضافت أن معظم المهجّرين قسرًا إثر “العدوان على المنطقة عام 2018” لن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم في ظل هذه الظروف.
مصير مجهول لشبان كرد بعد ثماني سنوات
في تقرير منفصل، أكدت المنظمة أن “مصير مئات الشبان الكرد ما يزال مجهولًا بعد مرور ثماني سنوات على فقدانهم في ريف عفرين”، رغم ادعاءات بـ”تبييض السجون” مثل سجن صيدانا. وأشارت إلى أن سجون عفرين ومناطق أخرى مثل الراعي وحور كلس “ما تزال مكتظة بمئات الشبان الكرد بتهم الإرهاب وغيرها” لأنهم “دافعوا عن مدينتهم إبان العدوان التركي عليها في بداية عام 2018”.
ومن بين هؤلاء الشاب مصطفى زهردين داغلي، 24 عامًا، من أهالي ناحية شيه بريف عفرين، والذي انقطعت أخباره خلال “العدوان التركي على عفرين عام 2018”. وتناشد عائلته المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والجهات المعنية الكشف عن مصيره، “أسوة بعشرات الشبان الذين أُطلق سراحهم مؤخرًا”، وفقًا للمنظمة.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=74489