السبت 23 آب 2025

استمرار الانتهاكات في منطقة عفرين.. “حرائق مفتعلة، استيلاء على ممتلكات، فرض إتاوات، واختطاف مواطنين”

كشفت تقارير صادرة عن “منظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا” و”مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” عن استمرار الانتهاكات بحق السكان الأصليين الكرد في منطقة عفرين المحتلة، تشمل حرائق مفتعلة، استيلاء على ممتلكات، فرض إتاوات، إقامة حواجز، واختطاف مواطنين بتهم واهية. فيما يلي تفاصيل التقارير:

حرائق مفتعلة تهدد جبال قرية درويش في ريف عفرين

تتواصل الحرائق التي اندلعت مساء الخميس 21 أغسطس 2025 في جبال قرية درويش (Dêwrîş) المقابلة لقرية حجيكلي (Ĥecîka) التابعتين لناحية راجو بريف عفرين، حيث “تلتهم النيران” المنطقة الجبلية، وفقاً لتقرير “منظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا”.

وأشار التقرير إلى مناشدات متكررة لفرق الإطفاء والدفاع المدني للتدخل العاجل، نقلتها “موقع عفرين الآن”، لكن صعوبة وصول الآليات إلى المنطقة بسبب طبيعتها الجبلية ووعورة الطرق أدت إلى انتشار النيران بشكل كثيف، حيث “صعدت ألسنة النيران إلى السماء”.

وأكد التقرير أن هذه الحرائق “عادة ما تكون مفتعلة من قبل بقايا المستوطنين والمسلحين من أجل التحطيب وصناعة الفحم للاتجار بها في الأسواق المحلية”، وفق تعبير المنظمة.

استيلاء على ممتلكات الكرد وفرض إتاوات تحت واجهة “الأمن العام

كشف تقرير “منظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا” عن استمرار “المكاتب الاقتصادية” التابعة لفصائل كانت تُعرف سابقاً بـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا في الاستيلاء على ممتلكات السكان الكرد وفرض إتاوات عليهم في منطقة عفرين، رغم إعلان حل هذه المكاتب واستبدالها بجهاز “الأمن العام”.

في ناحية بلبل: أفادت مصادر محلية بأن المدعو ربيع، وهو متزعم “اقتصادية فرقة الحمزات” وينحدر من ريف إدلب، يستولي على أكثر من 10 آلاف شجرة زيتون في قرى عبله، قريكول، بيباكا، وخليلكا. في قرية عبله وحدها، يستولي على أكثر من ألفي شجرة زيتون تعود لمواطنين كرد مهجرين قسراً، وهم: إسماعيل مدور، جمعة ولو، نوري أحمد، إحسان أحمد، قاسم نوري، خليل معمو، فؤاد مدور، ودار معمو. ورغم مطالبة الأهالي باستعادة ممتلكاتهم وتقديم الثبوتيات، رفض ربيع التسليم بحجة أنه “قام بفلاحة الحقول وكسح الأشجار منذ ثمانية أعوام” بعد احتلال عفرين في مارس 2018، مهدداً بمعاقبة من يتقدم بشكوى ضده.

في قرى شران وبلبل: يستولي المدعو أبو الشيخ زرباوي، 42 عاماً، من بلدة الزربة بريف حلب الغربي، وهو أحد متزعمي فصيل جيش النخبة، على أكثر من 50 ألف شجرة زيتون في قرى درقليا، آليجا، سعرنجكه، عبودان، والشيخ خورز. كما يحتل فيلا في قرية درقليا محاطة بحراس يمنعون مرور الأهالي، ويستولي على “مطحنة روكان” في القرية، محولاً إياها إلى زريبة لتربية الخيول. وعلى الرغم من تقديم الأهالي لوثائق ملكيتهم إلى المكتب الاقتصادي في شران، يماطل العناصر في تسليم الأملاك بانتظار جني المحاصيل، متجاهلين قرارات “الأمن العام” بإعادة الممتلكات لأصحابها.

في ناحية معبطلي: طالب المدعو أبو شادي، أحد قياديي فصيل صقور الشمال سابقاً، أهالي قرية آفرازه بتقديم وثائق ملكية أشجار الزيتون، في محاولة لـ”فرض السيطرة على المحاصيل ومصادرتها”، وفق التقرير. وتكرر الأمر في قرى بيكة، شنكل، وزعرة بناحية بلبل. كما حضر المدعو أحمد عبود، من “اقتصاديات الحمزات”، إلى المكتب الزراعي في معبطلي، مطالباً مخاتير قرى صاري أوشاغي، رحمانية، وحملورك بتسليم أسماء الوكالات الزراعية، وهو ما اعتبره الأهالي “خطوة لشرعنة النهب المنظم”.

وأكد التقرير أن هذه الممارسات تظهر أن “الأمن العام” ليس سوى “واجهة شكلية”، بينما تستمر “سياسة الاحتلال والفصائل المدعومة منها” في “النهب، الابتزاز، والتضييق الممنهج على السكان الأصليين”.

حواجز الفصائل مستمرة في ريف عفرين تحت اسم “الأمن العام”

أفاد تقرير “منظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا” باستمرار إقامة الحواجز من قبل مسلحي الفصائل التي كانت تُعرف بـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، والتي تعمل الآن تحت اسم “الأمن العام” في ريف عفرين.

ووفق مصادر محلية، نُصب حاجز جديد عند مفرق قرى جلمة، تل سلور، وديوان في ناحية جنديرس، حيث يدعي عناصر الحاجز انتماءهم لـ”الأمن العام” بينما هم تابعون فعلياً للفصائل المدعومة من تركيا. وأشار التقرير إلى أن العناصر يفتشون السيارات ويدققون في هويات الركاب، خاصة الشباب القادمين من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، ويوجهون إليهم “اتهامات باطلة” بالانتماء إلى “الحزب”، قبل إنزالهم من السيارات وإخضاعهم للتحقيق والشتائم بـ”ألفاظ غير أخلاقية”.

اختطاف شاب كردي في عفرين بتهم واهية

وثّق “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” حادثة اختطاف الشاب الكردي حسين كمال شيخو من أهالي قرية موساكو في ناحية راجو، بريف عفرين، يوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025، قرب دوار القبان في مدينة عفرين. وقع الاختطاف على يد مسلحين من الفصائل التي كانت تُعرف بـ”الجيش الوطني السوري”، والمنضوية حالياً تحت سلطة “الأمن العام” بدمشق.

وكان حسين، الذي عاد إلى عفرين قبل شهرين من تركيا، يعمل في مشروع مولدات كهرباء، وما زال مصيره مجهولاً حتى الآن. وأشار المركز إلى أن هذه الحادثة تأتي في إطار “تضييق الخناق على المواطنين الكرد” في المنطقة بـ”تهم واهية”.

تؤكد هذه التقارير استمرار الانتهاكات بحق السكان الكرد في عفرين، وسط اتهامات للفصائل المدعومة من تركيا بالسعي لتهجيرهم ومصادرة ممتلكاتهم تحت ذرائع واهية، رغم محاولات تقديم “الأمن العام” كواجهة إصلاحية.