الأحد, ديسمبر 29, 2024

الأكراد في وثائق الحرب العالمية الثانية-1- خالد عيسى

 

أثناء الحرب العالمية الثانية، تجدد الصراع على مناطق غرب كردستان التي كانت تحت الانتداب الفرنسي. ففي الوقت الذي كانت السلطات الفرنسية تحاول التمسك بنفوذها في سورية، كانت المناطق الكردية تمتاز بأهمية إستراتيجية و اقتصادية بالغتين. كانت السلطات الانكليزية تطمع في هذه المناطق و تريد إلحاقها بمنطقة نفوذها في العراق، و كانت تركية من طرفها تحاول استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، و تسعى لاستعادة هذه المناطق.
كانت تحاول النخبة العربية الاستفادة من هذا التنافس بين القوى الإقليمية و تساومها جميعاً بغية توكيلها بادرة المناطق التي كانت تحت الانتداب، و منها المناطق الكردية.
كل قوة من هذه القوى كانت تحاول إيجاد مراكز إسناد محلية لمناوراتها و صراعاتها على المناطق الكردية، و يمكن فهم التحالفات و الصراعات بين مختلف المكونات الدينية و القومية في المناطق الكردية على ضوء هذه الصراعات الإقليمية.
سنحاول عرض بعض الوثائق التي كانت سرية، و التي تتعلق بالشعب الكردي و بالمناطق الكردية في سورية، كما سنلجأ إلى عرض بعض الوثائق التي تتعلق ببقية أجزاء كردستان للمساهمة في توضيح إحدى مراحل تاريخ هذا الشعب.
في هذه الحلقة نترجم لكم مذكرة تتعلق بالحركة الكردية في سورية، و هي مكتوبة و موقعة من قبل قائد الفصيلة لاكروا، رئيس المكتب السياسي للممثلية العامة لفرنسه في المشرق. نرفق في هذا العدد الصفحة الأولى من هذه المذكرة.
****
الممثلية العامة للحكومة المؤقتة
للجمهورية الفرنسية في المشرق
————-
إدارة المكتب السياسي
رقم: 9167/ س. ب
سري
بيروت، في 20 تشرين الأول 1945
مذكرة
===
بخصوص الحركة الكردية
-:-:-:-:-:-:
الأب جوزيف عبد اله، القس السرياني-الكاثوليكي، المقيم في الحسجه، تفضل بقبول إعطائي، في 11 الجاري، بعض المعلومات الإضافية بخصوص المسألة التي كان قد سبق و أن عرضها مساء المقابلة التي كانت قد أعطيت للمطران حبي من قبل السيد جنرال الجيش، الممثل العام مطلق الصلاحية لفرنسه في المشرق.
يذكر بأنه في آذار الماضي، تم توجيه عريضة تتضمن المطالبة بالحكم الذاتي تحت الحماية الفرنسية، وقد تم إرسالها إلى الممثل العام مطلق الصلاحية لفرنسه في المشرق، و الذي نقلها الى باريس. وأنها (العريضة-المترجم) حملت تواقيع 105 زعيماُ و وجيهاً و مختاراَ كردياً من الجزيرة، من بينهم:
– سعيد آغا دقوري – زعيم عشيرة الدقوري، نائب (في البرلمان-المترجم)
– بدرخان آغا دقوري – شقيق المذكور سابقاً
– عبدي آغا خلو – زعيم عشيرة ميرسنيه
– نواف آغا الخلو – زعيم قبيلة ملية، و ثلاثة من أبناء أعمامه و هم: – سلانيش آغا (سلانيك –المترجم) و سليمان آغا و جميل آغا
– عيسى آغا القطنه – زعيم قبيلة كيكية
– محمود بك إبراهيم باشا – زعيم عشيرة الملليين
جميل حاجو آغا – من عشيرة هفيركية، رئيس بلدية قبور البيض
و حدد الأب جوزيف بدقة بأنه ذهب شخصياً من الحسجه إلى رأس العين ليعمل على توقيع هذه الوثيقة من قبل أبناء إبراهيم باشا.
ويذكر، بعد ذلك، بأنه قبل حوالي شهر وصل إلى الجزيرة مبعوثان من قبل الملا مصطفى زعيم العصيان الكردي في منطقة السليمانية (العراق)، و يقال بأنهما قد اتصلا بالعديد من زعماء مناطق ديريك و عاموده، و ذلك لمعرفة ما ذا سيكون موقفهم فيما إذا عقد زعماء التمرد العراقي اتفاقاً مع السلطات البريطانية. حسب الأب جوزيف، كان الجواب ” أرسلنا إلى السلطات الفرنسية عريضة للمطالبة بالحكم الذاتي للجزيرة و ننتظر نتيجتها”
من بعد ذلك، يُزعم بأن الزعماء الكرد في الجزيرة، هم بالذات، أرسلوا مبعوثين اثنين إلى بيروت، حيث التقيا مع الدكتور كاميران بك بدرخان و الأب جوزيف، و ذلك بهمة معرفة إمكانية الاعتماد على المساعدة الفرنسية التي قد تكون على شكل تقديم السلاح و العتاد أو المال الذي سيسمح لهم بشراء السلاح من تركية، فيما إذا قرروا حركة عصيان ضد الحكومة السورية في الجزيرة.
يذكر الأب جوزيف بأن أحد هذين المبعوثين كان المدعو عبدي تيللو أحد المقيمين في عاموده، و بأنه يجهل اسم الثاني الذي هو من منطقة ديريك.
و يشير، من جهة أخرى، بأنه انعقد في حزيران الماضي اجتماع في القامشليه حضره العديد من زعماء الكرد و المسيحيين في الجزيرة، و كان بهدف تحقيق الاستقلال في هذه المقاطعة بضمانة فرنسية. حسب وجهة نظره، كانت اللحظة مناسبة جداً لاتخاذ عمل سريع و حاسم، وذات خطة مدروسة بإتقان، و كانت تتكون من:
– الإقدام على توقيف الموظفين السوريين و إرسالهم إلى دمشق.
– و ضع جميع أنصار الحكومة السورية، في كل مركز، في حالة عدم القدرة على الأذى.
– رفع العلم الفرنسي فوق جميع المباني الرسمية، و إعلان الحكم الذاتي للجزيرة.
****
يتبع

شارك هذه المقالة على المنصات التالية