الخميس, نوفمبر 21, 2024

الإدارة الذاتية تحذر من التداعيات الخطيرة لأي هجوم جديد على المنطقة

حذرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان من التداعيات الخطيرة لأي هجوم جديد على المنطقة مشيرةً إلى أنه  “وسيكون لهذه السياسة تداعيات خطيرة في مسألة التطهير العرقي وخلق صراع طويلة الأمد بين مكونات المنطقة”.

وتجمع العشرات من أعضاء المجلس التنفيذي، والمجلس العام، بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مقره في مدينة الرقة، اليوم، للإدلاء بالبيان حول التهديدات التركية الأخيرة بشن عملية عسكرية في شمال سوريا.

وقرأ البيان الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي عبد حامد المهباش.

وأشار البيان في بداياته إلى عمليات التغيير الديمغرافي والتتريك في المنطقة ” تسعى الدولة التركية إلى خلق المزيد من الفوضى في سوريا وفي المنطقة عموماً، حيث وبعد أكثر من 10 سنوات من التدخل التركي في الأزمة السورية، والذي  أدى إلى نشر الفوضى وتكريس الاحتلال ودعم الإرهاب والتقسيم، وكذلك فرض ثقافة تركية دخيلة على المجتمع السوري، اليوم تسعى تركيا إلى توسيع رقعة احتلالها من خلال التهديد المباشر  بالهجوم  والتوغل في مسافة 30 كيلو متر على الحدود السورية الشمالية في مناطق الإدارة الذاتية”.

وتابع البيان “بطبيعة الحالة، هذه الحجج الواهية التي تتحدث عنها تركيا من قبيل المنطقة الآمنة وإعادة اللاجئين، عملياً هي مخاطر حقيقية كبيرة ضد سوريا وضد شعبها وضد مستقبل الحل والتوافق السوري؛ كذلك يوضح هدف تركيا العلني في تغيير هوية المناطق التاريخية على الحدود السورية، وتفريغها من سكانها على غرار ما حدث في عفرين ورأس العين – سري گانيية وتل أبيض- گري سبي، وكذلك رغبة تركية في تغيير ديموغرافي على مستوى الهوية السكانية كلها”.

وحذر البيان من التداعيات الخطيرة لأي هجوم جديد على المنطقة “وسيكون لهذه السياسة تداعيات خطيرة في مسألة التطهير العرقي وخلق صراع طويلة الأمد بين مكونات المنطقة، ما يهدد مستقبلها دون شك ستجد كل التنظيمات الإرهابية وفروعها هذه المنطقة التي تريد تركيا التوغل فيها ملاذاً آمنا لنشاطاتها، كما هو الحال اليوم في مناطق الاحتلال التركي التي تحولت لمرتعٍ كبيرْ لكل المرتزقة والدواعش الذين هربوا وغيروا أسمائهم وهوياتهم”.

كما حذر البيان من مخاطر عودة داعش “أيضاً ستعطي هذه الممارسات التركية في المنطقة، فرصةً لهروب الآلاف من عوائل داعش وإرهابيها، وبالتالي سيتم تحقيق أهداف داعش في العودة من جديد، وتحقيق ما عجزت عنه في سجن الصناعة في الحسكة؛ ناهيكم عن حجمِ انتشارهِ وبالتالي تشكيل مخاطر كبيرة على العالم برمته”.

وأشار البيان إلى استهتار تركيا بالاتفاقيات الدولية “كذلك تخرق تركيا الاتفاقات الدولية ذات الصلة بالمنطقة، بينها وبين روسيا من جهة وبينها وبين أمريكا من جهة أخرى، وهذا يعطي إشارة في عدم إعطاء تركيا لأيةِ اعتباراتٍ للاتفاقْ، ما يؤكد خروجها قانونياً عن مساراتٍ عدة، وبالتالي لن تقف عند حدٍّ معين حال السماح لها بأي عمل عسكري، حيث سيكون هناك تداعيات أيضاً على مصادر العيش وعلى المياه والزراعة، لأن تركيا تمارس الإبادة بشتى الوسائلْ والدليلْ، بأنها ومنذ احتلال سري گانية- رأس العين مارست حرب المياه ضد أكثر من مليون إنسان يعيشون على أطراف الخابور وصولاً إلى الحسكة”.

وسلط البيان الضوء على الوضع الداخلي في تركيا “هذه الأهداف التركية تلتقي مع حالة الوضع الداخلي التركي المتأزم، بالإضافة إلى السياسة التركية التي أدت حتى الآن إلى المزيد من الضغط على تركيا، بفعل ممارساتها التي تتعارض بشكل عام مع الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، لذا يعمل أردوغان اليوم إلى إلهاء الرأي العام التركي وتوجيه أنظاره إلى مخاطر افتراضية”.

 

ولفت البيان إلى الخطر الذي تشكله دولة تركيا على وحدة الأراضي السورية “كما يتحدث أردوغان عن حماية الأمن القومي التركي؛ دون شك، الدور التركي في سوريا وبشكل علني أدى إلى تفاقم الوضع السوري وكان واضحاً في دعم الإرهاب واليومْ، العمليات التركية التي يلوح بها أردوغان لا تصب إلا في مصلحة داعش، وجميع المرتزقة المدعومين من تركيا، وتعتبر تهديداً كبيراً على وحدةِ سوريا”.

وأدان البيان “في الوقت الذي ندينُ نحنُ الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هكذا تهديداتْ”، وطالب “المجتمع الدولي بضرورة التحرك لمنع هذه التهديداتْ، وهذه اللهجة التركيةْ كذلك، نطالب مؤسسات الأمم المتحدة بأن تقوم بمسؤولياتها حيال الانتهاكات والممارسات التي تفعلها تركيا في سوريا”.

واقترح بيان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نشر قوات أممية لردع تركيا “وكذلك نؤكد على ضرورةِ أن تقوم الجهات الضامنة لعمليات وقف إطلاق النار، بمسؤولياتها في سوريا، والعمل على وضعِ حدٍ لهذه الممارسات التركيةْ، مع ضرورة وجود قوات أممية بقرار أممي تردع تركيا عن استفزازاتها”.

وتوجه البيان إلى عموم أبناء الشعب السوري وإلى مكونات شمال وشرق سوريا “بضرورة التكاتف والتماسك والوحدة في وجه مخاطر العدوان التركي على سوريا، وكذلك الوقوف صفاً واحداً أمام العدوان التركي والسياسة التركية، والعمل معاً على تحرير المناطق المحتلة من تركيا ومنعها من تمرير سياساتها العدوانية والإبادية بحق الشعب السوري”.

وأكد البيان على أن “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ستقوم  وبكلِّ إمكانيتها في الدفاع عن مكاسب الشعب ومبادئ ثورته الديمقراطية، ولن تقبل هكذا سياسات احتلالية من تركيا ومرتزقتها، وستستمر في الدفاع عن مناطقها، ولن تسمح بأن تقوم تركيا بتوفير المناخ من جديدْ، من أجل عودة داعش وتهديد الأمن والاستقرار في مناطقه”.

واختتم البيان “نهيب بأبناء شعبنا بمختلف مكوناته على تبني خيار المقاومة، ضدَّ كلِّ منْ يريد الاعتداء على ما حققه شعبنا بفضل تضحياته الكبيرة مؤكدين بأن تركيا خطراً كبيراً على ما تحقق من نصر على داعشْ، لذا فإن الخطر لن يتوقف عند حدود شمال وشرق سوريا، بل سيكون حزاماً نارياً يُعيد عهد العثمانيين من جديد وبالتالي خطراً واضحاً على سوريا والمنطقة والعالم بأسره”.

 

 

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية