بيان:
تستمر عمليات القتل والإعدامات الميدانية على أساس طائفي، رغم الصرخات الدولية والوعود الحكومية بإيقافها لتجنب الصراعات الطائفية التي تهدد السلم الأهلي في سورية.
ومنذ يوم الاثنين 31 آذار الذي يوافق اليوم الأول لعيد الفطر، قتل الطفل ابراهيم شاهين بدم بارد في قرية حرف بنمرة في ريف بانياس بمحافظة طرطوس.
ويحذر المرصد السوري من التحريض الطائفي في سورية لأنه يخلق بيئة خصبة للعداوات المستمرة بين مكونات الشعب السوري.
ورغم مطالبة المرصد السوري لحقوق الإنسان، بإصدار فتوى وتجريم التحريض على القتل والعنف الطائفي إلا أن الحكومة لم تستجيب.
وأثارت حادثة قتل الطفل ابراهيم بعد تداول صورته التي عكست الحالة المعيشية التي كان يعيشها وهو يستخدم حبلا بدلا من الحزام على محيط بنطاله غضبا شعبيا واسعا، ووثق المرصد السوري مقتل 22 مواطن بينهم طفلين من الطائفة العلوية، توزعوا كالآتي:
-11 بينهم طفل في طرطوس.
-8 بينهم طفل في حمص
-3 في حماة.
وفيما يلي التفاصيل، كما وثقها المرصد السوري منذ أول أيام عيد الفطر31 آذار، قُتل 6 مدنيين بينهم مختار قرية والطفل ابراهيم شاهين، كما أُصيب آخرين من الطائفة العلوية في هجوم مسلح نفذته مجموعة مسلحة في قرية حرف بنمرة بريف بانياس، محافظة طرطوس.
ووفقا لمصادر أهلية فإن المسلحين انطلقوا من قاعدة الديسنة المعسكر السابق للقوات النظام في ريف بانياس، والذي تتمركز ضمنه قوات تابعة لوزارة الدفاع والداخلية، ونفذوا العملية وعادوا إلى القاعدة، وردد المهاجمون شعارات طائفية وأطلقوا تهديدات مباشرة قبل تنفيذ الجريمة، ما أثار موجة من الذعر في المنطقة.
كما تسبب الهجوم في نزوح العديد من العائلات، وسط مناشدات لإنقاذ المدنيين وتأمين المنطقة من تهديد المسلحين.
-1 نيسان، عثر أهالي على جثة شاب من أبناء قرية بارمايا بريف بانياس عليها أثر عيار ناري نافذ في الرأس “إعدام ميداني”، ملقاة بالقرب من نقطة الرابية التابعة لجهاز الأمن العام، بعد فقدانه.
-2 نيسان، قُتل مواطن من الطائفة الشيعية بطريقة مروعة، في قرية الكاظمية في ريف حمص، حيث عُثر عليه مذبوحاً ومصاباً بعدة طلقات نارية، وذلك بعد تلقيه تطمينات من جهات مسلحة تابعة لإدارة العمليات العسكرية.
وفي حادثة أخرى، عُثر على جثة شاب يبلغ من العمر 19 عامًا من قرية خربة التين مقتولًا بعد فقدانه لعدة أيام بظروف لا تزال غير واضحة.
-3 نيسان، قُتل شاب وطفل دون سن الثامنة عشر على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارة “سنتافيه” فضية، وذلك أثناء توجههما على دراجة نارية لنقل الحليب من قريتهما قبة الكردي إلى تل الدرة بريف سلمية الواقعة في ريف حماة. حيث اعترضهما المسلحون قبل تنفيذ الجريمة وتركهم مرميين على الطريق.
-3 نيسان، قُتل شاب جراء تعرضه لطلقات نارية على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارة “سنتافيه” فضية اللون في قرية غور العاصي بريف حماة.
-3 نيسان، عثر أهالي على جثتين لشابين من مدينة دريكيش بريف طرطوس، تحملان آثار عيارات نارية “إعدام ميداني”، ملقاتان بالقرب من تلة الخضر في منطقة صافيتا بريف طرطوس، بعد أن تم اختطافهما من قبل مسلحين مجهولين.
-3 نيسان، قتل مواطن من أهالي قرية أم السرج شرق حمص أثناء ذهابه إلى عمله صباح اليوم قرب مفرق قرية دنحة بعد أن اعترض طريقه مسلحون مجهولون يستقلون سيارة “جيب” فضية اللون بعد أن حاولوا اختطافه وعند فراره أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلا.
-4 نيسان، عثر على جثث 5 أشخاص من عائلة واحدة من “الطائفة العلوية” بينهم طفل في مشفى الوعر بحمص كانوا قد اختطفوا من قبل مسلحين مجهولين.
وأشار المرصد السوري إلى أن مسلحين مجهولين اقتحموا منزل العائلة الواقع بين حي السبيل وحي البياضية في مدينة حمص.
ووفقاً للمصادر كان المسلحون يستقلون سيارة نوع “بيجو” عليها آثار كدمات في الجهة الأمامية.
-4 نيسان، قتل شقيقان من قرية حريصون بريف بانياس التابعة لمحافظة طرطوس، بعد رميهما بالرصاص المباشر من قبل مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية، أثناء تواجد الشقيقين على طريق عرب الملك بالقرب من سور الشركة السورية لنقل النفط بريف بانياس.
وفي حادثة أخرى، اختطف مسلحون مجهولون 4 شبان من الحطانية بريف بانياس وأفرجوا عنهم لاحقا بعد أن تعرضوا للضرب.
ووثّق المرصد مقتل أكثر من 1700 مدني أعزل خلال شهر آذار/مارس الماضي، غالبيتهم من العلويين، حيث نُفذت عمليات الإعدام بتهم طائفية مجردة، وكُتب لبعضها أن تُسجل بالصوت والصورة كدليل على فظاعة الجرائم.
ويحذّر المرصد من خطورة استمرار الخطاب الطائفي المُحرِّض على العنف، لاسيما مع انتشار مقاطع مرئية تظهر عناصر مُنتسبة إلى هيئات أمنية وعسكرية وهي تتبنّى فتاوى تكفيرية تُبرر القتل، أو خطباء في مساجد يُحرضون على الانتقام. وفي هذا السياق، يؤكد أن إصدار هيئة الإفتاء لفتوى تحرّم الدم السوري وتدعو إلى الوحدة الوطنية سيكون الحجر الأساس في وقف نزيف الدماء، ورسالةً قويةً لتجفيف منابع الفتنة التي تُغذّيها أجندات خارجية وداخلية.
وتتعدد مظاهر الإبادة الجماعية المُنفذة ضد أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، فلا تقتصر على القتل الممنهج فحسب، بل تشمل انتهاكات جسدية مروّعة، واعتقالات تعسفية، وتصفيات قسرية، وإحراقاً متعمَّداً للممتلكات الخاصة والعامة كالمنازل والسيارات والمرافق الحيوية، في مشهد يُجسد حملة تطهير عرقي مُمنهجة.
وتتفاقم المأساة مع عجز المنظمات الإغاثية عن الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب تعقيدات لوجستية وأمنية، مما يحرم الناجين من أبسط مقومات الحياة ويُحول مناطق بأكملها إلى ساحات معزولة متروكة للرعب والموت.
ختاماً، يُذكّر المرصد المجتمع الدولي بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية للضغط على الأطراف كافة لوقف هذه الجرائم، ويطالب بتحرك عاجل لحماية المدنيين وإنقاذ ما تبقى من نسيج اجتماعي سوري.
المرصد السوري
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=66726