لدى اقتفاء أثر الأقوام الذين يعرفون اليوم باسم الكورد في أعماق الزمن حيث لعبوا ، وتحت أسماء مختلفة دوراً مهما في تأريخ جنوب غربي أسيا ، وبلاد الرافدين على الأقل منذ أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد ، والذين جاء ذكرهم لأول مرة في الكتابات السومرية ، وفي السجلات الاشورية ، ونجد مأثرهم في سجلات أخرى ، وفي العديد من كتابات المؤرخين بمن فيهم ( زنيفون ) وهيرودس ، وسترابو ( دبليو جي الفنستون ) وغيرهم ، تجد وطنهم كوردستان كان الموطن الأول للسلالة البشرية الثانية ( بعد فناء السلالة البشرية الأولى بالطوفان ) كما ورد في القرآن الكريم( ورست على الجودي )1 ، وفي الكتاب المقدس حيث يذكر ( مات الآخرون كلهم في الفيضان ، والحياة على الأرض ، وفدت من جديد مع نوح ، وعائلته . بدأ التاريخ كما نعرف في جبال كوردستان )2 ، ومن أرضهم كوردستان انتشرت البشرية الى جهات اخرى من العالم حسب الحادثات التاريخية ، فرحل عنها من رحل ، ومن بقي منهم في سلسلة جبال ( زاغروس ) وكوردستان الحالية هم نواة أصل الشعب الكوردي ، ونظراً لبعض المناسبات ، والمشابهات اللغوية نجد معظم الدراسات التأريخية الموضوعية تربط أصلهم بالشعوب القديمة التي تواجدت في جبال زاكروس مثل ( اللويين ، والكوتيين ، والميتانيين ، والكيشيين ، والعيلاميين ، ونايري ، وخالدي ، وسوبارتو ) سكان جبال زاكروس الأوائل الأصليين ، والذين اندمجوا جميعاً مع الميديين من الشعوب ( الهندو – أوربية ) المهاجرة الى كوردستان ليشكلوا جميعاً شعباً آرياً واحداً عرفوا بالكورد ، وقد أبدوا نشاطاً سياسياً كبيراً في عهد كل من السومريين ، والبابليين ، والأكديين ، وفي أوائل عهد الأشوريين .
كما تعد الإمبراطورية الميدية الكوردية ( التي تأسست عام 612 ق . م بعد استيلائهم على نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية ) ، من إحدى الإمبراطوريات العظمى في التاريخ القديم التي أقيمت على أرض كوردستان ، ولعبت دوراً كبيراً في نشوء الحضارة الإنسانية بصورة عامة في المنطقة التي كانت تعرف قديماً لدى اليونانيين باسم موزوبوتاميا التي أطلقت على الأراضي الواقعة بين نهري دجلة ، والفرات هذه البقعة التي تعتبر صغيرة بالمقارنة مع الأراضي التي شملتها الإمبراطورية الميدية ، أو الأراضي التي يطلق عليها اسم كوردستان منذ اليوم الأول من إطلاق التسمية عليها .
كتابنا هذا يتناول كيفية نشوء الإمبراطورية الميدية ، ومن ثم سقوطها في ثلاثة فصول ، يتناول الفصل الأول ، عصر الحكومات ، والإمبراطوريات الكوردية قبل الميلاد ، والفصل الثاني الميديون ، والفصل الثالث بدايات سقوط الأمبراطورية .
مهما حاولنا من جهد سيكون كتابنا هذا ناقصاً لأن الميدييون لم يخلفوا لنا كتابات تذكر للأعتماد عليها ، ناهيك عن قلة المصادر حول الموضوع نرجوا ان نكون قد وفقنا في هذا البحث ، وننال رضا بعض القراء
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=73060