الاحتلال التركي يمنع أهالي القرى الحدودية من الذهاب لأراضيهم الزراعية

يشتكي الأهالي في قرى مقاطعة الجزيرة (روج آفا / شمال شرق سوريا) القريبة من الشريط الحدودي مع تركيا، من استهداف قوات الاحتلال التركي المستمر لهم، ما يمنعهم من الذهاب إلى أراضيهم الزراعية ورعي مواشيهم في تلك السهول، لا سيما مع اقتراب الموسم الزراعي، ما يهدد تأمين لقمة عيشهم.

مع عودة بداية الموسم الزراعي الجديد (الشتوية)، عادت معها معاناة أهالي قرى منطقة آليان، الواقعة على الشريط الحدودي مع شمال كردستان في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، حيث تزداد مخاوف الفلاحين من حراثة أرضهم وتهيئتها للموسم الزراعي الجديد، وذلك نتيجة استمرار انتهاكات ومضايقات جيش الاحتلال التركي لهم.

وفي شهادة على استمرار عمليات استهداف جيش الاحتلال التركي على مدار العقود الماضية، تحدث المزارع رمضان سليمان من أهالي قرية “باترزان” المحاذية للشريط الحدودي لوكالة هاوار، قائلاً إن والده فقد حياته في سبعينيات القرن الماضي، برصاصة في قلبه أطلقت من قبل جيش الاحتلال التركي، عندما كان جالساً أمام منزلهم.

وأوضح أنه يملك أرضاً زراعية مساحتها 100 دونم، تقع على الشريط الحدودي مباشرة، مشيراً إلى أنه منذ سنوات لا يستطيع الاقتراب منها بسبب مضايقات جيش الاحتلال التركي.

ويقول المزارع رمضان وهو يستقبل هذا الموسم الزراعي بحسرة، إنه “منذ أعوام لم أزرع أرضي”، مشيراً إلى أن سكان قرى آليان يعتمدون على الزراعة في تأمين قوت عيشهم.

وأضاف: “جيش الاحتلال التركي يحرمنا من أراضينا نتيجة استمرار مضايقاته على مدار سنوات الماضية”، وطالب بإيقاف هذه المضايقات، داعياً دولة الاحتلال التركي لإيقاف ممارسات قواتها الموجودة على الحدود، وطالب المنظمات الدولية بالتدخل لوضع حد لهذه الممارسات.

أما المزارع أشرف حسني من قرية “باترزان” نفسها، فقد أكد عدم استطاعتهم الخروج ولو لمتر واحد في محيط قريتهم القريب من الشريط الحدودي للتنزه في طبيعتها، كون جيش الاحتلال يطلق النيران على كل من يقترب من هذه المنطقة.

وقال: “هذا ليس عدلاً دولة الاحتلال التركي تستمر بمضايقتنا وقتل مواشينا وتحرمنا من أراضينا”.

بدوره، أوضح المواطن حسن مراد الذي يملك قطيعاً من المواشي، من قرية “قاصتبان” أن جيش الاحتلال التركي يمنعهم من رعي مواشيهم في مراعي قريتهم، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص خلال شهر أيار الماضي على قطيع للأغنام لأهالي قرية ديرونا آغي وقرية خربلك، ما أدى لنفوق بعض منها.

وذكر المواطن أن ما يقوم به الاحتلال التركي “تصرفات لا إنسانية ولا أخلاقية”، مشدداً على أن ما تقوله دولة الاحتلال حول حماية حدودها هي مجرد “ادعاءات”، وأكد أنهم لن يتركوا أرضهم مهما اشتدت المضايقات عليهم.

المواطن سليمان حجي عباس من قرية “باكروان” الحدودية، يؤكد أنه نتيجة استمرار مضايقات الاحتلال التركي وإطلاق الرصاص على مواشيهم، يُجبر الرعاة على تركها بين الحين والآخر، لافتاً إلى أن تصرفات الاحتلال التركي بحق الناس وأرزاقهم ومواشيهم “تصرفات همجية”، وهو ما دفعه إلى عرض مواشيه للبيع.

ANHA

Scroll to Top