تبنى جهاز الاستخبارات التركية، عملية استهداف القيادي البارز في المجلس العسكري لمدينة منبج “هيثم محمد عطو” ومرافقه وسائقه “حسن محمد نور وصالح محمد ربيع مصطفى” والتي جرت عبر استهداف سيارة كانت تقلهم في 8 تموز 2023 أثناء تجولهم في مدينة منبج بريف حلب.
ويعرف عن “هيثم محمد عطو” إنّه من القادة البارزين الذين شاركوا في معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية انطلاقا من منبج وحتى الباغوز.
برر جهاز الاستخبارات التركية الجريمة عبر تحميل “هيثم” مسؤولية انفجار جرى وسط مدينة عفرين وخلف مقتل وإصابة العشرات.
روايات متناقضة:
التزم جهاز الاستخبارات التركية الصمت طيلة الأيام الماضية وبعد أسبوع خرج عبر وسائله الاعلامية يتبنى “العملية الإرهابية” التي جرت وسط مدينة منبج وخلفت مقتل ثلاثة أشخاص.
وزعمت الاستخبارات التركية أنّ “هيثم” كان يقف وراء تفجير “صهريج مفخخ” في مدينة عفرين شمالي سوريا في 28 أبريل 2020، والذي أودى حينها بحياة 40 شخصاً إضافة إلى إصابة 49 آخرين، كما وحمل جهاز الاستخبارات التركية “هيثم” مسؤولية تفجيرات أخرى بعدها تم في مدينة جرابلس عبر دراجات نارية مفخخة وعبر سيارات في 2919. وزعمت أنّ اسمه “هيثم جمعة”، ويلقب ب “هيثم أبو دحام”.
الحقيقة
شهدت مدينة عفرين، في 28 أبريل/نيسان 2020، حادثاً دموياً، وبعد التدقيق كشف فريق “مركز التوثيق” وقتها بعد مراقبة الفيديو المصور من كاميرة مراقبة، أنّ السيارة التي انفجرت وهي (فان) التي عادة ما يمتلكها قادة وعناصر “الجيش الوطني”، ويظهر أيضاً أنّ السيارة لا تحمل أيّة (لوحات رقمية)، بينما السيارات المدنية تكون ملزمة بوضع اللوحات الرقمية، ويتم مصادرتها ومخالفة واعتقال مالكها إن تجولت بدون اللوحة الرقمية.
انفجار سيارة الفان البيضاء نفذ في وقت الذروة، في شارع دوار السياسة ودوار السرايا عند مدخل السوق الشعبي، إذ كانت المنطقة مكتظة بسبب شراء الناس لحاجياتهم قبل وقت الإفطار في رمضان، وتصادف أنّ شاحنة وقود كانت تسير خلف الفان المفخخ لتنفجر هي الأخرى متأثرة بالحريق من سيارة “الفان المفخخ” مما زاد من حجم وحدة التفجير وضرره وبالتالي سقوط المزيد من الضحايا.
كان من بين الضحايا العديد من النساء والأطفال، وأثار التفجير حينها إدانات واسعة، بما في ذلك إدانة من الولايات المتحدة، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الذي طالب بلجنة تحقيق دولية في الجريمة.
ولم تمض دقائق على التفجير حتى سارعت العديد من وسائل الاعلام الموالية لتركيا والحكومة السورية المؤقتة وميليشيا الجيش الوطني لاتهام “قسد” بالوقوف ورائها.
الاسراع في اتهام قسد دون أيّة تحقيقات يأتي من أجل التهرب من تحمل مسؤولية التفجير وفشلهم الأمني في حماية المدنيين متجاهلين تماما أنّ مدينة عفرين تخضع لسيطرة القوات المسلحة التركية، وميليشيا الجيش الوطني السوري وعدة أجهزة أمنية أخرى وهنالك مئات الحواجز العسكرية في مداخل عفرين وريفها وفي كل حي وحارة وشارع. وإنّ السيارة التي انفجرت بيضاء من نوع فان لا تحمل أيّة أرقام، فكيف دخلت عفرين وكيف تم تفخيخها وأين كانت تلك تلك الأجهزة والحواجز والقوات لتعرقل مسار توجه السيارة وتوقفها وهي تتجول بحرية تامة دون لوحة أرقام مرور.
بعد مرور يومين من التفجير ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معلنا عن اعتقال منفذ تفجير عفرين في بلدة هاتاي التركية، ووعد بكشف كل التفاصيل خلال وقت قريب وهو ما لم يتم بعد أشهر وسنوات، لم يتم ذكر اسم القيادي العسكري هيثم محمد عطو، في أيّة من سجلات التحقيق أو وسائل الاعلام سابقاً، وأنّه يقف وراء أيّة هجمات وبعد تنفيذ عملية استهدافه تم تحميلة مسؤولية عملية، سبق وأنّ اردوغان بنفسه ذكر اعتقال من يقف وراءها وهي رواية تتناقض تماما مع ما أعلنه جهاز الاستخبارات التركية في 15 تموز 2023 أي بعد ثلاث سنوات.
خلاصة:
– هجوم منبج الذي تسبب في فقدان القيادي في المجلس العسكري لمدينة منيج هيثم عطو جرى في 8 تموز وليس 9 تموز كما زعم جهاز الاستخبارات التركي.
– تفجير عفرين 15 تموز 2020 نفذ باستخدام سيارة من نوع فان وليس بصهريج مفخخ كما زعم جهاز المخابرات التركي -الفيديو يوضح ذلك-
– الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في 30 أبريل 2020 اعتقال مدبري هجوم عفرين ووعد بكشف التفاصيل خلال أيام وهو مالم يتم، ليعود جهاز مخابراته بعد ثلاث سنوات ويلفق التهمة ضد قيادي في المجلس العسكري لمدينة منبج لتبرير اغتياله.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=27733