البرلمان العراقي يصوّت على استحداث حلبجة محافظةً رسمية.. خطوة نحو الإنصاف التاريخي للكُرد

صوّت مجلس النواب العراقي، يوم الاثنين، على مشروع قانون استحداث محافظة حلبجة، لتصبح المحافظة التاسعة عشرة في البلاد، في خطوة اعتبرها كثيرون إنصافًا تاريخيًا للمدينة الكردية التي تعرّضت لهجوم كيميائي مروّع في عام 1988.

وجاء التصويت خلال جلسة عقدها البرلمان برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس، محسن المندلاوي، وتضمّن جدول الأعمال المصوّت عليه مشروع القانون المقدم من لجنة الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم كوردستان، بالتعاون مع اللجنة القانونية، ويتألف القانون من أربع مواد.

وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد أعلن في 13 آذار/ مارس 2023، عن موافقة الحكومة على المشروع وتحويله إلى مجلس النواب، إلا أن التصويت تأخر لأكثر من عام بسبب تعثّر انعقاد الجلسات.

وتعود جذور هذا المشروع إلى العام 2013، حين قررت حكومة إقليم كردستان، في حزيران من ذلك العام، إنشاء محافظة حلبجة مقرها مدينة حلبجة، وضمت إليها أقضية حلبجة، وشهرزور، وبينجوين، وسيد صادق، والتي كانت تتبع إداريًا لمحافظة السليمانية. وعلى الرغم من إعلان حلبجة كمحافظة رابعة في الإقليم بقرار من نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم آنذاك، بتاريخ 13 آذار/ مارس 2014، لم تعترف بها الحكومة الاتحادية كمحافظة رسمية حتى التصويت الأخير.

وفي سياق متصل، قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، في تدوينة على منصة “إكس”:
“مبروك لأهالي حلبجة الجريحة وللعراق وشعب الإقليم تصويت البرلمان على استحداث محافظة حلبجة. وللتاريخ، عرضنا طلب رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في عام 2013 / 2014 خلال ولاية السيد المالكي، على اجتماع مجلس الوزراء الذي ترأسه د. حسين الشهرستاني، ونلنا الموافقة المبدئية على الطلب.”

وتحظى حلبجة بمكانة خاصة لدى الكُرد، إذ شهدت في 16 آذار/ مارس 1988 واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ العراق الحديث، عندما قصف نظام صدام حسين المدينة بالأسلحة الكيميائية، ما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة آلاف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة الآلاف بجروح وإعاقات لا يزال كثيرون يعانون منها حتى اليوم.

ومع اعتمادها محافظة رسمية، تنضم حلبجة إلى قائمة المحافظات العراقية البالغ عددها 18، لتصبح المحافظة التاسعة عشرة، في خطوة رمزية وعملية تحمل في طياتها الكثير من الاعتراف السياسي والمعنوي لمعاناة المدينة وسكانها.