البطل الكوردي سمكو آغا شكاك

جواد إبراهيم ملا
في التاريخ الكوردي بطولات ننحني أمام عظمتها والتي تمثل الإرادة الحرة.
الإرادة الحرة هي ان تقوم بما يمليه عليك ضميرك ووجدانك في الدفاع عن حقك وحق شعبك وبدون ان تكترث بالعواقب مهما كانت مأساوية.
وفي تاريخنا المجيد هناك العديد من أصحاب الإرادة الحرة فيما يلي إحدى الأحداث التي قام بها البطل الكوردي سمكو آغا شكاك كمثال للإرادة الحرة:
في العام 1912 إختطفت قوة عسكرية عثمانية الامير عبد الرزاق بدرخان من مدينة تبريز الواقعة ضمن الإمبراطورية القاجارية الإيرانية وأخذوه أسيرا إلى ما يسمى اليوم بتركيا والتي كانت في ذلك الحين الإمبراطورية العثمانية التي كانت تحكم نصف أوروپا والشرق الأوسط وشمال افريقيا.
ولمجرد وصول الخبر إلى الزعيم الكوردي الشهير إسماعيل آغا شكاك (سمكو آغا)، هب لنجدة الامير الكوردي عبد الرزاق بدرخان مع انه لا يمت بأية قرابة له وليس من منطقته ولا من حزبه، ولم يكن إسماعيل آغا رئيسا لدولة أو حكومة كوردية بل كان رئيسا لعشيرة كوردية، إلا ان الواجب القومي والإرادة الحرة فرضت عليه ان يخترق حدود الإمبراطورية العثمانية التي تخافها الدول الكبرى ومعه قوة لا تزيد على 40 فارسا من أبطال الشكاك ونصبوا كمينا للقوة العثمانية التي أسرت الامير عبد الرزاق بدرخان، واجبروها على الاستسلام، وكاد سمكو آغا ان يقتل جميع أفراد القوة العثمانية، إلا ان الامير عبد الرزاق بدرخان رجاه ان لا يفعل ذلك لأنهم جنود بسطاء لا حول ولا قوة لهم وينفذون الاوامر.
وعاد الامير عبد الرزاق إلى تبريز مرة أخرى حرا وسليما وذلك كما ذكرته الوثائق القيصرية الروسية التي أفرجت السلطات الروسية عنها بعد انهيار الإتحاد السوڤيتي.
وبعد مئة عام يقوم الأتراك بنفس العملية بإختطاف عبد الله أوجلان زعيم “پكاكا” من كينيا ولكن لا يوجد من يستطيع ان يحرره من الاسر كما تم تحرير الامير عبد الرزاق.
كم اننا في هذه الايام بحاجة إلى قادة احرار مثل سمكو آغا شكاك.
وكم إننا بحاجة إلى معرفة علوم الاستنتاج والاستنباط والاستقراء لكي نصل إلى الحقيقة ونعمل بما يمليه الوجدان والضمير.
عاشت كوردستان حرة مستقلة والتي لا يمكن تحقيقها إلا بالفكر القومي والإرادة الحرة.
Scroll to Top