الخميس, يوليو 4, 2024

البيان الختامي للأسبوع الأدبي في شمال وشرق سوريا

القسم الثقافي

انطلقت فعالياتُ الأسبوع الأدبيّ لهذا العام، يوم السبت الموافق 27.4.2024 في فندق عين ديوار بمدينة ديريك بمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا، والمنظّم من قبل ديوان الأدب، وذلك بمشاركة نخبةٍ من المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي.
تناولَ الأسبوع الأدبي ثلاثةَ محاورَ رئيسيةً، وكانت كالتالي:
آ- المحور الأول: قضايا النشر والتأليف، والذي جاء على مدى يومين، الأول: محاضرة حول (التأليف والنشر/ الآفاق والفرص والتحديات)، والثاني: ندوةٌ حوارية تحت عنوان (قضايا النشر والتأليف)، وتضمن المحور قراءاتٍ شعريةً باللغتين العربية والكردية.
تطرّقتِ المحاضرةُ إلى التحديات والمشاكل التي تواجهُ الأدباء بدايةً ابتداءً من مرحلة الكتابة وانتهاء بالطباعة والنشر. ثمّ تتابع النقاشُ والحوارُ في اليوم الثاني حول حركة التأليف في مناطق شمال وشرق سوريا، والتحديات التي تواجهُ دورَ النشر، كما تم التباحث حول المعايير الخاصة التي يجب الالتزام بها، سواء من قبل الناشر أو دار النشر.
ومن التوصيات التي وردت من قبل الحضور، والتي رأينا أهمية الوقوف عندها:
– العمل على إنشاء ورشاتٍ خاصة، لتعليم وتدريب جيل الشباب والناشئين على أصول الفنّ الكتابي والإبداعي.
– العمل على دعم وتشجيع نشر وطباعة الكتب اللغوية أو المعاجم باللغة الكردية، وذلك نظراً للحاجة الماسة إليها من قبل جيل الشباب.
– متابعة الرقابة أكثر على الضوابط والآليات التي من شأنها الارتقاء بالعمل الطباعي، سواء من حيث الشكل أو المضمون.
ب- المحور الثاني: وكان في موضوع أدب الطفل، والذي جاء على مدى يومين أيضاً، الثالث والرابع. حيث توزّعت الأفكار ما بين: محاضرة بعنوان: (أدب الطفل المصطلح والنشأة، خصائصه ومضامينه). وندوة حوارية بعنوان: (أدب الطفل التحديات والمقترحات). كما تضمن المحور كذلك قراءاتٍ شعرية وقصصية باللغتين الكردية والعربية.
تطرّقت المحاضرةُ إلى التعريف بأدب الطفل ومن ثم نشأته والتسلسل الزمني والتاريخي لتطور الاهتمام به وأدواته ومواضيعه وخصائصه في كل فترة زمنية. كما تطرق إلى كيفية التعامل مع الأدب والنص المكتوب والموجه للأطفال بحسب خصوصية كل فئة عمرية.
وتم استكمالُ الحديث في اليوم التالي بندوة حوارية حول مجمل التحديات التي تواجه أدب الطفل في مناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص، والتي تمحورت بالمجمل حول عدم وجود استراتيجية من قبل المؤسسات المعنية بهذا الجانب، وعدم دعم المشاريع والمبادرات الخاصة. بالإضافة إلى قضايا تتعلق بمشاكل وآليات الوصول إلى الأطفال. وأخرى تتعلق بتقنيات المادة الأدبية المخصصة للأطفال من حيث النصوص والألوان والأشكال بحسب الفئات العمرية.
ومن المقترحات والتوصيات التي وصلتنا من قبل جميع المشاركين كانت:
– الاهتمام بأدب الطفل في المناهج الدراسية.
– عدم الاقتصار على المواضيع الأدبية بل إيلاء الاهتمام بمختلف العلوم.
– وضع استراتيجيات طويلة الأمد فيما يخلص أدب الطفل.
– إصدار مجلات محكمة ومن جهات موثوقة تستطيع إغناء شخصية الطفل.
– إنشاء مكتبات للأطفال. وإنتاج أغاني مصورة للأطفال.
أما المحورُ الثالثُ والأخير، والذي كان في اليومين الخامس والسادس، فجاء مخصصاً لقضايا النقد الأدبي. حيث تم الاستماع إلى محاضرة بعنوان: (غياب النقد وأثره على الحياة الثقافية والأدبية). تطرقت المحاضرةُ إلى عدة محاور منها: النقد الأدبي ووظائفه ومهمته وأهمية النقد والناقد الأدبي وصفاته ودوره، ومهمته الحقيقية فيما يخص المنهجية والموضوعية المجرّدة من النوازع الشخصية والأسباب الرئيسية التي أدت إلى غياب الممارسة النقدية الفاعلة عن الساحة الأدبية والنتائج المترتبة على غياب النقد.
وفي اليوم الأخير، فُتح باب النقاش حول النقد الأدبي، ومن القضايا التي تناولها الحضور: الفراغ الكائن ما بين الكاتب والناقد، وافتقارنا إلى صور النقد التخصصي، كالمسرح والرواية مثلاً، وقلة الدراسات النقدية عموماً، والعلاقة غير الصحيّة بين الناقد والمنقود وضعف ثقافة تقبّل الرأي عندنا والانطباع السلبي حول العملية النقدية عموماً، بالإضافة إلى التكتلات الأدبية والمجاملات النقدية، وافتقارنا إلى النقد التطبيقي وحاجتنا إلى مدرسة نقدية تخص واقعنا وهويتنا وقضايانا.
ومن التوصيات التي وردت من الحضور:
– التخلص من حالة النقد الانطباعي، عبر دعم النقّاد من خلال مؤسسة أو مشروع، لوضع قواعد تخص النقد الأدبي وأسسه المنهجية.
– التبنّي الرسمي لعملية النقد الأدبي في المؤسسات الثقافية والإعلامية، ومنح النقد الأدبي مساحةً مناسبة في الوسائل الإعلامية المختلفة.
– تشجيع ودعم جلسات القراءة النقدية التي يعقدها ديوان الأدب، ودعم كل المبادرات النقدية في سبيل الارتقاء بالعمل النقديّ.
– منح جائزة نقدية لأفضل عمل نقدي محلي.
مرةً أخرى، باسم ديوان الأدب، نشكرُ كلّ من حضر معنا، من أهالي مدينة ديريك، التي كنا ضيوفاً عندهم هذا العام، كما نشكر كلّ من تعنّى الحضور وتحمّلَ تعب السفر و المجئ إلينا، راجين أن نكون قد وفّقنا في تناول بعض القضايا التي رأيناها هامةً في المجال الأدبي، ومتأملين الوقوف بجديةٍ عند كل التوصيات والمقترحات التي قُدّمت إلينا. على أمل اللقاء مجدداً في العام القادم.
Dîwana wêjeyê ya bakur û rojhilatê Sûriyê – Dêrik 2024
ديوان الأدب في شمال وشرق سوريا – ديرك 2024

شارك هذا الموضوع على