الخميس, أبريل 18, 2024

البيت الثقافي بالحسكة.. فناء ثقافي مُتكامل وفسحة للحوار والتبادل المعرفي

القسم الثقافي

 

الحسكة/ حسام الدخيل ـ

أطلقت مجموعة من المثقفين في مدينة الحسكة مشروع البيت الثقافي، ليكون أول فناء ثقافي متكامل يجمع جميع المثقفين والفنانين من مختلف الثقافات والشعوب في مدينة الحسكة وريفها، وتم إطلاق هذا المشروع كفضاء معرفي حيوي، لاحتضان المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب في الفنون المختلفة، كما يساهم لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية وتحويل مواسم المبدعين إلى فرص واعدة للأفكار والأعمال غير التقليدية.

ويسعى البيت الثقافي إلى توفير وجهة للاستكشاف وفسحة للحوار بين الثقافات، ومساحة للتبادل المعرفي والثقافي الإنساني، الأمر الذي يصب في تكوين مجتمع متنوع من المفكرين المبدعين.

وفي الصدد قال مدير مركز البيت الثقافي الكاتب والمخرج دحام السطام لصحيفة “روناهي”: “تأسيس وافتتاح البيت الثقافي حصل في شهر حزيران من عام 2022، أي ما يقارب قبل عام من الآن، وجاء التأسيس على يد نخبة من الشباب المثقف المهتمين بالثقافة والقضايا الثقافية، والذين يملكون مشروعاً ثقافياً حقيقياً من فنانين وأدباء وموسيقيين من أبناء مدينة الحسكة”.

وأضاف: “لاقت هذه الفكرة إعجاب الكثيرين من أبناء مدينة الحسكة، حيث حضر الافتتاح حشد غفير من الأهالي، واستمر الافتتاح لمدة ثلاثة أيام متتالية، كما ساهم باستقطاب كل المثقفين في المنطقة وفي كل مكان”.

ولفت السطام إلى أن أهم أهداف البيت الثقافي في الحسكة، بناء نسيج ثقافي ووعي عند المجتمع بشكلٍ عام، من أجل أن يكون هذا المجتمع مُحصناً من الأفكار السوداء سواء الغلو والتطرف وحتى العنصرية.

احتضان الفعاليات

وتابع: “أيضاً نحاول في البيت الثقافي بناء ذائقة عامة بين الأهالي بشكلٍ عام، كما نسعى لاحتضان الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية المختلفة، ونسعى لنكون منصة للتبادل المعرفي، وجسر للتواصل الفني بين عناصره ورواده”.

وعن أبرز النشاطات التي قام بيها البيت الثقافي بالحسكة أشار السطّام أنه نظم البيت الثقافي بنشاطات متعددة منها أمسيات أدبية، الأدب بأجناسه المتعددة، بالإضافة إلى الشعر الفصيح والشعر الشعبي، فضلاً عن التراث والموروث الشعبي في المنطقة، فضلاً عن القصة القصيرة والقصيرة جداً، والعروض المسرحية والموسيقية، بالإضافة إلى الندوات والحوارات، وهذا يعتبر جزءاً من الأنشطة التي قام بها البيت الثقافي بالحسكة.

ولفت إلى أن البيت الثقافي قد أطلق مهرجان بندر عبد الحميد الأول في الحسكة، وهذا المهرجان جاء لتكريم الكاتب والشاعر والصحفي والناقد السينمائي ابن مدينة الحسكة بندر عبد الحميد الذي وافته المنية قبل عامين في العاصمة السورية دمشق، لما قدّم من إرث ثقافي وأثرى الوسط الثقافي، حيث استطاع تغيير وجه الثقافة في سوريا بشكلٍ عام، وهذا المهرجان جاء تكريماً لهذه القامة الثقافية. وضم المهرجان ندوات حوارية وأمسيات شعرية وجلسات موسيقية.

وأضاف: “بالإضافة إلى ذلك البيت الثقافي بالحسكة أقام عدة أمسيات وندوات كبيرة، وعدة أنشطة نوعية وحوارية بين فئات المجتمع من مختلف الثقافات ومن مختلف الفئات العمرية”.

وأردف: “آخر الأعمال والنشاطات التي يقوم بها البيت الثقافي في الفترة الحالية تصوير برنامج ثقافي من عدة حلقات تحت إشراف القائمين على البيت الثقافي، ويتم عرضه على محطة شوفي مافي، وهذا البرنامج له علاقة بالتماسك المجتمعي، فضلاً عن أنه برنامج فني، حيث يضم مجموعة من الشباب من ثقافات وقوميات مختلفة من أبناء مدينتنا جمعهم البيت الثقافي ووحدتهم الموسيقى باعتبارها هي غذاء الروح وهي لغة الشعوب كافة، وخاصةً أن منطقتنا منطقة متنوعة وتضم فسيفساء وتنوع جميل ومتميز، وهذا التنوع أعطى غنى ثقافياً لمنطقتنا وجعلها متميزة جداً عن باقي المناطق الأخرى، ويعتبر هذا المشروع من المشاريع المهمة التي يقوم بها البيت الثقافي لتعزيز التماسك المجتمعي في منطقتنا”.

وأكد أن البيت الثقافي هام؛ لأنه يربط الفنانين والمهتمين والمسؤولين وأفراد المجتمع بعضهم ببعض، وذلك بطرق عفوية وغير متكلفة تشجع وتحفز الفنان للخروج والاحتكاك بالمجتمع وتبادل الفكر والإنتاج الإبداعي، كما يساعد على تشكيل حالة وعي لدى المجتمع لمواجهة التطرف والغلو والتهميش وجميع أشكال الإلقاء والإقصاء، كما إن البيت الثقافي كان بيتاً جامعاً لجميع أبناء الجزيرة السورية من مختلف الشعوب.

​الثقافة – صحيفة روناهي

شارك هذا الموضوع على