بيان:
في التحالف السوري الديمقراطي، وانطلاقًا من مسؤوليتنا تجاه الذاكرة الوطنية السورية، نؤكد أنّ تاريخ هذا الوطن لم يكن يومًا مسارًا أحاديًا، بل نتاج صراع أفكار وتعدد سياسي امتد لعقود طويلة. فقد ضمّت سوريا مفكرين وسياسيين سعوا—كلٌ بطريقته—لتحسين أوضاع شعبهم وتحرير البلاد من القهر، سواء اختلفنا مع خياراتهم أم توافقنا معها.
وعليه، نرفض القرار الحكومي الأخير بإلغاء عطلة عيد الشهداء (6 أيار)، والتغييرات التي طالت المناهج الدراسية عبر إعادة تصنيف شهداء السادس من أيار كـ“عملاء” بدل وضعهم في سياقهم السياسي والتاريخي الحقيقي. إن وصف نخبة من مثقفي وسياسيي سوريا في مطلع القرن العشرين بالعمالة، لا يطعن بتاريخهم فحسب، بل يمسّ شرعية نشأة الدولة السورية نفسها، ويحوّل أي نضال وطني لاحق إلى “خطيئة أصلية”.
كما نرفض نهج استبدال سردية أيديولوجية بأخرى نقيضة، فالتاريخ ليس منصة للولاء السياسي، ولا مادة لتصفية الحسابات بين مشاريع متنافسة. الاختلاف السياسي الذي عاشته سوريا في نهايات العهد العثماني حقيقة تاريخية يجب تعليمها للأجيال بوصفها تجربة سياسية إنسانية متعددة الرؤى، لا صراعًا بين “أبطال” و“خونة”.
إن تحميل المناهج التعليمية نظرة واحدة للتاريخ يشجع على الإقصاء، ويُعلّم الأطفال أن التعدد خيانة، ما يشكل خطرًا مباشرًا على أي مستقبل ديمقراطي نطمح إليه. المطلوب تعليم أبنائنا النقد والتحليل وفهم اختلافات الماضي، لا التلقين والاستقطاب.
وعليه، ندعو إلى:
١- إعادة الاعتبار لعيد الشهداء باعتباره رمزًا وطنيًا جامعًا
٢- تشكيل لجنة مستقلة من مؤرخين ومختصين تربويين وممثلين عن المجتمع المدني لمراجعة المناهج بعيدًا عن الأدلجة
٣- احترام التعددية السياسية في السرديات التاريخية وطرح الوقائع من مصادر متعددة
التحالف السوري الديمقراطي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=78719





