قالت «شبكة الصحفيين الكُرد السوريين» في تقرير لها صدر اليوم، الاثنين، إن الواقع القاتم للانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية، وأنماط استهداف وانتهاكات متعددة، في مواقع جغرافية متفرقة من شمال شرقي سوريا، والتي تقع تحت سيطرة أطراف مختلفة، تشير إلى أن جميعها متورطة في ارتكاب هذه الانتهاكات.
يصدر مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين في هذا التوقيت من كل عام تقريره السنوي، الذي يغطي فترة عامٍ كامل 2022، موثقاً فيه حالات الانتهاك التي تعرّض لها صحفيون/ات ومؤسسات إعلامية في المناطق الكُردية، وباقي المحافظات والمدن في شمال شرقي سوريا، التي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية الديمقراطية، ففي سياق الوضع السوري ما يزال الصراع قائماً بين الأطراف المتنازعة، وما تزال مدناً كُردية (عفرين، سري كانييه/رأس العين، گري سپي/ تل أبيض)، محتلة من قِبل تركيا، والفصائل المسلحة الموالية لها، مما زاد من انتهاكاتهم بسبب الإفلات من العقاب، الأمر الذي صعّب من مهمة الصحفيين/ات، وتعريضهم لمخاطر جمّة في ظل التهديدات التركية المستمرة باحتلالات جديدة من جهة، ووجود الآلاف من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي الموجودين في المعتقلات كقنبلة موقوتة من جهة ثانية، والانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها الجهات التابعة للإدارة الذاتية من جهة ثالثة، لتكون النتيجة اضطرار الصحفيين/ات لدفع أثمانٍ باهظة كنتيجة مباشرة لممارسة مهنتهم.
النص الكامل للتقرير:
التقرير السنوي لمكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين لعام 2022
مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرقي سوريا
مقدمة:
يتعرّض صحفيون/ات وإعلاميون/ات في أنحاء العالم لاستهداف في أماكن تغطيتهم سواءً لعمليات الاغتيال أو السجن أو الاعتقال والمنع من العمل، وحسب اللجان والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوقهم/هن، فإن العشرات يلقون حتفهم في مناطق النزاع والحروب، إذ أكدت التقارير الدورية أن العديد من هؤلاء تم استهدافهم للانتقام من عملهم، هذه الأرقام الصادمة تزداد وتتطور وتتباين من دولة لأخرى، وبنفس الوقت تختلف في البلد الواحد بين مناطق محلية وأخرى، حسب توزع القوى المسيطرة على الأرض لبلدان تشهد حروباً منذ سنوات، كما هو الحال في سوريا، والتي تؤكد أهمية الالتزام بالقرارات المتعلقة بسلامة الصحفيين/ات، التي اعتمدها مجلس حقوق الإنسان، إذ يتَّفق المدافعون عنها، على أن تطبيق الإعلان العالمي ما يزال حلماً أكثر من كونه حقيقة؛ وعلى الرغم من صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ أكثر من 60 عاماً؛ إلا أن الإحصاءات الرسمية والتقارير العالمية الصادرة عن الجهات المختصّة؛ مثل منظمة «مراسلون بلا حدود»، و«لجنة حماية الصحفيين»، تُشير إلى وجود انتهاكاتٍ كبيرةٍ بحق الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية؛ بمختلف تصنيفاتها (الاغتيال، القتل، التهديد، النفي، الطرد التعسفي، الضرب، المنع من العمل، التوقيف دون أيّ سند قانوني، استهداف المؤسسات الإعلامية، وأخيراً مصادرة المعدات الصحفية).
يخضع الوضع الحالي في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال شرقي سوريا، لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، وفق ما وقّعت عليه الحكومة السورية قبل سنوات الحرب، وبناء عليه فإنها ملزمة بما تقره القوانين الدولية، والمعاهدات الدولية في جميع مناطق سيطرتها بالمحافظات الثلاث (الحسكة، ديرالزور، الرقة) بالإضافة للمدن الكردية الواقعة في ريف حلب، ومهما كانت التسمية التي تطلقها بعض المنظمات الدولية من قبيل (سلطات الأمر الواقع) أو الإدارة الذاتية، فإن ما تقوم به من أعمال وممارسات، وفق الهيكلية الإدارية والتنظيمية، وما تقدمه من خدمات، شبيهة بوظائف أيّة حكومة حسب الصلاحيات الممنوحة لها، لذلك من الطبيعي أن توجه إليها الانتقاد في حالة ارتكاب أيّ انتهاك بحق حرية الصحافة، لأنها ملزمة باحترام وتنفيذ الضمانات الواردة في المعاهدات والقوانين الدولية كافةً. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن بعض الاتهامات التي وجهت للصحفيين/ات وتم تداولها من قبل بعض الجهات المحسوبة على الإدارة الذاتية الديمقراطية أو الأفراد، كانت منطلقة من تفسيرات خاطئة لحالة الانتهاك، واستخدام مصطلحات قانونية منافية لحقوق الإنسان قبل أن يكون الشخص المُرتكَب بحقه الانتهاك صحفياً، لذلك هذه الاتهامات أضرّت بالإدارة في فترات من العام 2022 بحالات كانت بغنىً عنها، وكان يمكن ضبط ذلك بإجراءات قانونية صريحة وعملية تنفي حالة الانتهاك، وتخفف من القيود المفروضة على حرية الرأي والتعبير.
أهمية التوثيق
تسببت العمليات العسكرية التركية الجوية والبرية، بوقوع مدن كُردية تحت سيطرة الاحتلال التركي، والفصائل المسلحة التابعة لها، والتي بدورها ارتكبت العديد من الانتهاكات بحق الصحفيين/ات، واحتجاز منازل وممتلكات تعود لهم/هن، بالإضافة إلى خسائر ضخمة في صفوف السكان المحليين، وكانت أخطر الانتهاكات حين استهدفت الطائرات التركية، الحربية منها والمسيّرة، بشكل مباشر الصحفيين/ات، أدت لمقتل وجرح العديد من الزملاء سواء في السنوات الماضية أو التي حدثت هذا العام، مما زادت واستمرّت بانتهاكاتها بسبب عدم المحاسبة والإفلات من العقاب. وعليه فإن حماية الصحفيين/ات والدفاع عن حقوقهم وتعزيزها تشكّل أحد الأهداف الرئيسة لشبكة الصحفيين الكُرد السوريين، لأن عدم التقيّد بالمعايير الدولية لحماية العاملين في الحقل الإعلامي، يُضعِف من جهود المنظمات المدافعة عنهم، وهذا ما يقوم به مكتب توثيق ورصد الانتهاكات في الشبكة من خلال رصد ما يقع من انتهاكات في المناطق الكُردية، وتقديم الحقائق والأدلة للمنظمات الدولية، والرأي العام، بغية تغيير السياسات والممارسات والسلوكيات المعززة للانتهاك من قبل جميع الأطراف، ويعدّ العمل التوثيقيّ للانتهاكات التي تحصل في سوريا، أو في أيّ مكانٍ، من أهمّ الأعمال التي تُبنى عليها درجة الحريات الصحفية، ويكشف هذا التقرير الذي يغطي فترة عامٍ كامل 2022، وتصدره شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، بشكل متواتر ومنذ سنوات الواقع القاتم للانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرقي سوريا، وخاصة المناطق التي يتواجد فيها أعضاء الشبكة وزملاءهم من الوسائل الإعلامية، التي يصعب الوصول إليها من باقي المنظمات الحقوقية والإعلامية، ويقيّد على نحو كبير عمل الصحافة فيها، بسبب اختلاف هوية أطراف السيطرة.
وثق التقرير وقوع 36 انتهاكاً، بحق الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية، بينهم ثلاث حالات قتل لصحفيين /ات وتسع حالات اعتقال، وحالتيّ احتجاز مؤقت وثلاث حالات توقيف مؤقت عن العمل، وستة حالات منع من التغطية الصحفية وإغلاق مكتب وسيلة اعلامية، وثلاث حالات اعتداء بالضرب، وثلاث حالات خطف، وجرح ثلاث صحفيين، وحالة تهديد وحيدة، وحالة تحطيم زجاج سيارة صحفي، وحالة وحيدة لاستهداف الطواقم الصحفية، و وثَّقت الشبكة وقوع هجمات جوية عبر طائرات حربية ومسيّرة أو الاستهداف بالصواريخ وقذائف المدفعية للطواقم الصحفية من قبل الجيش التركي، الذي يحتلّ ثلاثة مدنٍ كُردية سورية (عفرين، سري كانييه/رأس العين، گري سپي/ تل أبيض). كما قام مكتب توثيق الانتهاكات وفق عمله في السنوات الماضية بتحليل جميع البيانات والبلاغات التي صدرت سواء عن دائرة الإعلام أو الاتحادات الصحفية التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية المتعلقة ببعض الانتهاكات التي وقعت، ومدى الدور الذي لعبته بالتخفيف من حجمها، أو الإفراج عن بعض المعتقلين الذين اعتقلوا لفترات محددة ومتفاوتة بشكل تعسفيّ وغير قانوني، ودون توجيه تُهمٍ رسمية وخارج أيّة عملية قضائية.
كما تنوه الشبكة إلى أنه لم يجرِ أيّ تقدم في ملف الانتهاكات التي ارتكبت بحق الزملاء الصحفيين/ات والإعلاميين/ات الذين هُجّروا من مدنهم قسراً، وتم حجز ممتلكاتهم، والتي تأتي ضمن خطة الشبكة المتعلقة بتوثيق الانتهاكات السنوية، والمختلفة عن باقي الأطر المدافعة عن حقوق الصحفيين/ات، وحرية العمل الإعلامي، خاصةً وأن النزاع السوري ما يزال قائماً، وما تزال هناك مدن كُردية محتلة من قِبل تركيا والفصائل المسلحة التابعة لها، ورغم إصرارنا على أن الحقوق لا تسقط بالتقادم، إلا أن إفلات تركيا من العقاب ساعدها بالتمادي أكثر في ارتكاب انتهاكاتها بحق الجميع، وخاصة العاملين في الصحافة لإخفاء الحقيقة، وما يزال معدل الإفلات من العقاب على هذه الجرائم على المستوى العالمي مرتفعاً إلى حد غير مقبول حسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، ويبلغ 86% في الفترة 2020-2021 وفق تقريرٍ لمنظمة «مراسلون بلا حدود».
معدو التقرير
يَتْبعُ مكتب توثيق ورصد الانتهاكات لشبكة الصّحفيين الكُرد السّوريين، التي تعد إطاراً تنظيمياً إعلامياً مُستقلاً؛ يهدف إلى الدفاع عن الحريات الصحفية في مناطق تواجدها بعيداً عن الجنس أو الطائفة أو العرق أو خلفية المؤسسات، التي يعملون لديها أو الجهة المعتدية، يضم بين صفوفها إعلاميين/ات كُرد سوريين، وغيرهم من صحفييّ باقي المكونات داخل سوريا وخارجها.
تأسّست الشبكة 10/3/2012 حيث اتخذت في البداية اسم «اتحاد الصحفيين الكُرد السوريين»، بعد أن ارتأى مجموعة من الجامعيين/ات الكُرد من خريجي كلية الإعلام بجامعة دمشق؛ إلى ضرورة الارتقاء بالواقع الإعلامي الكُردي وتناول الواقع السوري عامة؛ والكُردي خاصة، بحيادية ومهنيّة بعيداً عن أيّ تحيّزٍ سياسي؛ أو حزبي. وتحوّل الاسم من «الاتحاد» إلى «الشبكة» بناء على مقررات المؤتمر الرابع الذي عقد في 8 آب 2020 بموافقة أكثرية الأعضاء، وبذلك تعتمد الشبكة في إعداد تقريرها السنوي، على أعضائها الموزّعين في مختلف المناطق، من خلال معايير محددة وفق القوانين والأعراف الدولية الخاصة بحماية الصحفيين/ات، والتي ترتكبها مختلف أطراف النزاع في سوريا، وأطراف وجهات أخرى خارجها، إضافةً إلى الأخبار والتقارير الصحفية التي تنشرها وسائل إعلامٍ محلّية لحظة وقوع الانتهاك، ومراكز رصد وتوثيق الانتهاكات، بعد تحليلها والتأكد منها بكل مهنية وشفافية، واللجوء إلى الشهادات التي يُدلي بها الصحفي المعتدى عليه إذا توفر؛ أو يمكن الوصول إليه.
منذ سنوات أخذ المكتب على عاتقه الدفاع عن الحريات الصحفية بشكل حياديّ ومستقل لحماية حقوقهم/هنّ، والعمل مع المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بعدم إفلات المنتهكين والمجرمين من العقاب، لتحقيق العدالة في ظلّ إعلامٍ حرٍّ ومهني، خاصة وأن أرقام السنوات السابقة تؤكد أن الانتهاكات تزداد طرداً مع العمليات العسكرية، بسبب التغطيات الإعلامية الميدانية على الأرض من جهة، والاحتجاجات والاعتصامات المنددة بها من جهة أخرى، والتي تمنع من التغطية في معظم الأحيان، هذا ناهيك عن الانتهاكات الأخرى التي تنافي حرية الرأي والتعبير، وتتنافى مع الحقوق التي تقرها القوانين الدولية في هذا الشأن للإعلاميين في العالم أجمع، مثل الاعتقال والاحتجاز والاعتداء بالضرب وصولاً لحجز المعدات الصحفية.
الانتهاكات على المستوى العالمي
وفق التقرير السنوي الذي أصدرته منظمة «مراسلون بلا حدود»، فإن رقماً قياسياً جديداً تم تسجيله في حصيلة الصحفيين/ات المحتجزين/ات في العالم، والانتهاكات المرتكبة بحقهم، حيث بلغ عدد المحتجزين في أوساط الفاعلين الإعلاميين/ات 533 حالة خلال عام 2022، بينما قُتل 57 صحفياً، لترتفع الحصيلة في هذه الفئة مرة أخرى. كما وثَّقت المنظمة ما لا يقل عن 65 رهينة و49 من الصحفيين/ات في عداد المفقودين. تم تجاوز الرقم القياسي المسجل العام الماضي، إذ كانت السجون تعج بما لا يقل عن 533 صحفياً بسبب عملهم بحلول 1 كانون الأول/ ديسمبر 2022، أيّ بزيادة قدرها 13.4٪ مقارنة بالعام الماضي. كما سجلت «مراسلون بلا حدود» رقماً قياسياً آخر في حصيلة 2022، حيث تقبع حالياً 78 صحفية خلف القضبان، إذ ارتفع العدد بنسبة غير مسبوقة بلغت نحو 30% على مدار العام، علماً أن النساء أصبحنّ يشكلنّ 15% من إجمالي الصحفيين/ات المحتجزين/ات، بينما لم تكن هذه النسبة تصل إلى 7% قبل خمس سنوات.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن الأنظمة الديكتاتورية والسلطوية تعمل على ملء سجونها بالصحفيين على نحو متسارع، إذ يؤكد هذا الرقم القياسي الجديد لعدد الصحفيين/ات المحتجزين/ات الحاجة الملحة للصمود أمام السلطات عديمة الضمير وإظهار تضامن فعّال مع كل من يحملون مشعل حرية الصحافة واستقلاليتها وتعدديتها، مؤكدة أنها ومنذ عام 1995 تقوم على إصدار التقرير الخاص بالانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين/ات، اعتماداً على بيانات دقيقة يتم جمعها على مدار السنة، حيث تستقي المنظمة بعناية فائقة المعلومات التي من شأنها أن تؤكد بشكل مطلق، أو على الأقل من خلال قرينة قوية جداً، أن احتجاز الصحفيين/ات أو المعاونين الإعلاميين/ات المعنيين، أو اختطافهم/هنّ أو اختفاءهم/هن نتيجةٌ مباشرة لممارسة نشاطهم الإعلامي.
على المستوى السوري
تراجعت حصيلة الانتهاكات على مساحة الجغرافية السورية مقارنة بالأعوام الماضية، وتعود نسبة التراجع هذه بسبب توقف حدة الاشتباكات والقتال بين الأطراف المتصارعة من جهة، وتراجع نسب الاعتقال ومقتل الصحفيين/ات تحت التعذيب في سجون النظام ومعتقلاته من جهة أخرى، حيث كانت الحرب الدائرة بين النظام والمعارضة، والتنظيمات الراديكالية أحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع عدد الانتهاكات في السنوات التي مضت، ووفق التقارير الدورية للمركز السوري للحريات الصحفية، الذي يتبع لرابطة الصحفيين السوريين، فإن عدد الانتهاكات في عام 2022 وصل لـ54 انتهاكاً، بينما العدد الكليّ للانتهاكات الموثقة منذ عام 2011 تاريخ انطلاق الاحتجاجات الشعبية السلمية قد سجّل 1475 انتهاكاً، هذا الرقم المهول الذي وضع سوريا من بين أكثر الدول التي قُتل فيها صحفيون/ات، في مناطق الصراع سابقاً، فيما لم تعد بين الدول الأكثر خطراً في عاميّ 2021-2022، لكن ومع ذلك فإن هذا التراجع لا ينفي أن سوريا تبقى بين ثلاثيّ الدول التي تتصدر القائمة إذا ما أحصينا الصحفيين/ات القتلى فيه منذ السنوات التي سبقت العامين الماضيين، وإن كانت أخطر الاعتداءات تعود بشكل لافت إلى فترة عامي 2012-2013 أيّ في بداية الحرب عند تحوّل الاحتجاجات السلمية إلى العسكرة، ثم إلى عامي2014-2015 مع ظهور تنظيميّ «داعش، وجبهة النصرة»، فإن هذه الأرقام ما تزال في الواقع أقل من الحقيقية، ذلك أن عدداً من الصحفيين/ات اختفوا بعد توقيفهم من قبل القوات الموالية للحكومة السورية، أو بعد خطفهم من قبل «داعش»، وفي غياب شهادات الوفاة، فإن عائلات كثيرة ما تزال تأمل في أن يكونوا أحياء رغم مرور سنوات على الخطف والتعرّض لأسوأ أنواع التعذيب، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن معظم الصحفيين/ات الذين تعرّضوا للاغتيال 65% منهم يتمّ استهدافهم والتخلّص منهم عمداً وبشكل مباشر.
ومع انخفاض حدّة القتال في مختلف المحافظات السورية، فإن الفصائل المنضوية تحت مسمى «الجيش الوطني السوري» الموالية لتركيا لم تكن أقل انتهاكاً من باقي المجموعات المسلحة بسبب ما ارتكبته من انتهاكات في مناطق شمال شرقي سوريا بشكل عام؛ والمدن المحتلة من قبل تركيا (عفرين، سري كانييه/رأس العين، گري سپي/ تل أبيض) على وجه الخصوص، وهذه الأرقام، وما جرى -ويجري- كانت كفيلة أن تبقي سوريا في المرتبة 171 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي أصدرته منظمة «مراسلون بلا حدود» منتصف العام.
الانتهاكات في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية
وثّق مكتب توثيق الانتهاكات في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، وقوع 36 حالة انتهاك لعام 2022، توزعت في المدن ذات الغالبية الكُردية، وغيرها من مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك في المدن الكُردية التي أصبحت تحت سيطرة الاحتلال التركي والفصائل المسلحة الموالية لها، بالإضافة لوقوع ثلاثة انتهاكات خارج الجغرافية السورية.
1- أوقفت دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، مصور وكالة «فرانس پرس» الصحفي دليل سليمان، عن العمل قرابةَ 70 يوماً بدءاً من تاريخ 9 كانون الثاني 2022 بحجة استخدام طائرة الدرون لتصوير مخيم «سهلة البنات» في الرقة دون الحصول على موافقة الجهات الأمنية.
2- اختطاف مراسل موقع «يكيتي ميديا» جيندار بركات، صباح يوم الثلاثاء ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٢ من محله الكائن بحي المفتي بمدينة الحسكة شمالي سوريا، من قبل مجموعة ملثمة، كانوا يستقلون سيارة جيب دون لوحة الأرقام الخاصة بها، والذي عاد بعد ساعات عقب تعرضه للضرب المبرح والاعتداء، وكسر أحد أصابعه، والاستيلاء على جواله ومبلغ مالي كان بحوزته بالقوة.
3- منع مسؤول دورية في قوى الأمن الداخلي في حي «حلكو» التابع لمدينة القامشلي شمالي سوريا، الإعلامي بشار إدريس خليل، مراسل إذاعة «آرتا» ظهيرة يوم الثلاثاء ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٢، أثناء تغطيته إضراباً لأصحاب سيارات الأجرة «التكاسي» على خط الكورنيش مطالبين برفع سعر الأجرة، وحجز هاتفه وتوقيفه بالقرب من مكان الإضراب، ليطلقَ سراحه لاحقاً في نفس المكان وإعادة هاتفه إليه أيضاً.
4- أصيب الإعلامي باسل رشيد، مراسل وكالة «هاوار» للأنباء، برصاصتين إحداها في الصدر وأخرى في منطقة البطن بعد أن استهدفه مسلحو تنظيم «داعش» بتاريخ 21 كانون الثاني 2022 أثناء تغطيته للأحداث الجارية في محيط سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة، بين قوات سوريا الديمقراطية، وتنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» عقب عصيانٍ قام به المعتقلون الإرهابيون من عناصر التنظيم، بالتزامن مع هجومٍ لخلاياه النائمة.
5- أصيب مدير المركز الإعلامي للمجلس العسكري السرياني، فايز الأملح، في يده بعد أن استهدفه قناص من تنظيم «داعش» بتاريخ 21 كانون الثاني 2022، أثناء تغطيته للأحداث الجارية في محيط سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة، بين قوات سوريا الديمقراطية، وتنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» عقب عصيانٍ قام به المعتقلون الإرهابيون من عناصر التنظيم، بالتزامن مع هجومٍ لخلاياه النائمة.
6- مقتل مصور مكتب إعلام الدفاع الذاتي، أحمد الناصر، أثناء تغطيته الاشتباكات الجارية بين قوات سوريا الديمقراطية وما يسمى بتنظيم «داعش» في محيط سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة، عقب عصيانٍ قام به المعتقلون الإرهابيون من عناصر التنظيم، بالتزامن مع هجومٍ لخلاياه النائمة.
وقال الإعلامي باران محمد، بأنه كان يتواجد مع زميله أحمد الناصر، فوق مبنى المصرف التجاري عندما أصابته طلقة قناص من تنظيم «داعش» كان يتواجد فوق مبنى كلية الهندسة المدنية بالقرب من سجن الصناعة.
7- استهدفت الخلايا النائمة المرتبطة بتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» الطواقم الصحفية التي كانت تغطي أحداث سجن غويران، بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة الشبه الكاملة على سجن الصناعة، وكانت الفرق الصحفية تتبع للقنوات التالية: (سكاي نيوز عربية، العربية، قناة الآن، قناة الغد)، تم إنقاذهم وحمايتهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
8- منع فريق شبكة «رووداو» الإعلامية المؤلف من (فيفيان فتاح، برزان فرمان، عيسى خلف، آرا بيجو) من تغطية الاشتباكات الدائرة بين قوات سوريا الديمقراطية، ومسلحي «داعش» في محيط سجن الصناعة، من قبل قوى الأمن الداخلي في مدينة الحسكة شمالي سوريا، وتم طردهم من المدينة، ووضعت أسماؤهم على نقاط التفتيش عند مداخل المدينة للتأكد من عدم عودتهم إليها مجدداً.
9- منعت مجموعة أمنية ظهيرة يوم الأربعاء 2 شباط 2022، الإعلامية فيفيان فتاح، مراسلة شبكة «روداو» الإعلامية، من تأدية عملها، واقتيادها بطريقة غير لائقة إلى مركز قوى الأمن الداخلي في قامشلو/القامشلي وتم سحب بطاقتها الشخصية، خلال مراسيم دفن 12 من شهداء قوات سوريا الديمقراطية في مقبرة الشهداء بقامشلو، وأطلق سراحها في اليوم ذاته، مع اعتذار من الرئاسة المشتركة في المركز لسوء التعامل، إلا أنه لم يتم إعادة بطاقتها الشخصية لغاية إعداد هذا التقرير حسب ما أكدته المراسلة.
10 – اعتدى خمسة أشخاص على مصور شبكة «روداو» الإخبارية، عيسى خلف، والسائق عبد الله مجدل، بعد اقتيادهم إلى مكان خارج قامشلو، ومصادرة الكاميرا وجهاز البث المباشر للشبكة، ومن ثم أطلقوا سراحهم بعد تعرّضهم للتعذيب والاعتداء بالضرب والتهديد، وذلك أثناء مراسم دفن 12 شهيداً من قوات سوريا الديمقراطية في مقبرة شهداء قامشلو بتاريخ 2 شباط 2022. وأكد المصور أن المعتدين لم يكونوا من قوات الأمن؛ أو الشرطة رغم ارتدائهم الزيّ العسكري.
11- أوقفت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بتاريخ 5 شباط 2022 عبر قرار رسمي ترخيص مكتب شبكة «روداو» الإعلامية في مناطقها، وسحبت مهمات العمل الصحفية من جميع العاملين في مكتبها بمدينة القامشلي شمالي سوريا، بحجة إثارة النعرات، وتشويه صورة المؤسسات العاملة في شمال وشرق سوريا.
12- اعتقال الإعلامي باور ملا أحمد، مراسل موقع «يكيتي ميديا» بتاريخ 5 شباط 2022، من مدينة قامشلو، ثم تم إطلاق سراحه بعد أيام من الاحتجاز دون توجيه أيّة تهمة له.
13- اعتقال الصحفي صبري فخري، مراسل قناة «آرك» الكُردية، بتاريخ 5 شباط 2022، من مدينة قامشلو، واقتياده إلى جهة مجهولة، ثم إطلاق سراحه بعد نحو شهرين و10 أيامٍ من الاعتقال.
14- اختطفت مجموعة ملثمة الإعلامي أحمد صوفي، المراسل السابق لقناة «آرك» الكُردية، من منزله في مدينة ديريك/ المالكية، بتاريخ 19 شباط 2022، ولم تتمكن عائلته من معرفة مكانه أو سبب الاعتقال إلى حين الإفراج عنه، بعد ما يقارب الشهرين.
15- اختطفت مجموعة ملثمة الصحفي دارا عبدو، المراسل السابق لقناة «آرك» الكردية، بتاريخ 19 شباط 2022، من مدينة الحسكة، واقتياده إلى جهة مجهولة، ولم تتمكن عائلته من معرفة مكانه، حيث لم تعلن أيّة جهة أمنية تابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية عن اعتقاله، لحين الإفراج عنه بعد غياب وصل ما يقارب الشهرين.
16- احتجزت الشرطة العسكرية التابعة للفصائل المسلحة الموالية لتركيا، في 10 أيار 2022، الناشط الإعلامي محمود محمد خير فواز المعروف بـ«محمود الدمشقي»، في مدينة عفرين المحتلة من تركيا، بتهمة التشهير ببعض الجهات التابعة للفصائل على صفحته في الـ«فيس بوك»، وتم الإفراج عنه لاحقاً.
17- أوقفت دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال و شرق سوريا، بتاريخ 13/7/2022 الإعلامي هوگر مجيد، الذي يعمل مقدماً للبرامج في مؤسسة «حكايا الناس» لمدة 36 يوماً بدعوى أنَّه اعتدى على عناصر قوى الأمن الداخلي، لأكثر من مرة بشكل لفظي غير لائق، وتجاوزه لوظيفته بشكل بعيد عن الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي.
وقال الإعلامي هوگر مجيد، إنَّ: «مشادة كلامية حصلت بينه وبين دورية لقوى الأمن الداخلي في سوق القامشلي أواسط شهر تموز 2022، وقبلها بأسابيع كان قد حصلت مشادة كلامية أخرى بينه وبين دورية للبلدية في سوق المدينة»، مُضيفاً أنَّه عادَ إلى عمله بعد أن قدم اعتذاراً رسمياً لقوى الأمن الداخلي بتاريخ 18/8/2022.
18- مقتل الإعلامية منال صالح المزعل، العاملة في لجنة المرأة بمجلس دير الزور المدني، ذبحاً… بتاريخ 15/7/2022، حيث عثر الأهالي على جثتها في منزل مهجور قرب مخيم بلدة «محيميدة» غرب دير الزور. ووفق شهادات من المنطقة فإن عمليات القتل من هذا النوع تقوم بتنفيذها خلايا نائمة تتبع لتنظيم «داعش».
19- حطّم مجهولون الزجاج الخلفي لسيارة الصحفي سلام حسن، المركونة أمام منزله الكائن في مدينة القامشلي شمالي سوريا، بتاريخ 21/7/2022، والذي يعمل مراسلاً مع موقع «العربي الجديد»، وقبل الحادثة بأيام عدّة كُتبت عبارات مسيئة على السيارة بآلة حادة، كما تم تخريب الكاميرا الخلفية للسيارة والإضرار بها قبل نحو ثلاثة أشهر من الحادثة. وقدم الصحفي بلاغاً بواقعة الاعتداء إلى قوى الأمن الداخلي.
20- اعتقلت قوة أمنية في مدينة الرقة شمالي سوريا، بتاريخ 30/7/2022 الإعلامي عمار الخلف، الذي عمل قبل أشهر من اعتقاله في موقع «تراث الفرات» بدعوى أنَّه يعمل مع وسائل إعلام خارجية غير مرخصة في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وما يزال قيد الاعتقال.
21- اعتقلت قوة أمنية في مدينة الرقة شمالي سوريا، بتاريخ 30/7/2022 مراسلة وكالة «هاوار» للأنباء رُبى العلي، لمدة 24 ساعة أثناء حملة اعتقالات طالت بعض الصحفيين/ات ومن ثم تم الإفراج عنها.
22- اعتقلت قوة أمنية في مدينة الرقة شمالي سوريا، بتاريخ 30/7/2022 الإعلامي خالد الحسن، الذي يعمل في مكتب «إعلام لجنة التربية» ضمن مجلس الرقة المدني، بدعوى أنه يعمل مع وسائل إعلام خارجية غير مرخصة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وما يزال قيد الاعتقال.
23- احتجزت قوة أمنية في مدينة الرقة شمالي سوريا، بتاريخ 30/7/2022 الإعلامية بتول الحسن، العاملة في «مجموعة إعلام الشبيبة» ومنظمة «غدٍ أفضل» مدة 24 ساعة أثناء حملة اعتقالات طالت بعض الصحفيين/ات.
24- اعتقلت قوة أمنية في مدينة الرقة شمالي سوريا، بتاريخ 30/7/2022 الإعلامي عبدالكريم الرحيل، بدعوى أنه يعمل مع وسائل إعلام خارجية غير مرخصة في مناطق الإدارة الذاتية، وما يزال قيد الاعتقال.
25- اعتقال الإعلامي برزان فرمان، الذي كان يعمل مراسلاُ لشبكة «روداو» الإعلامية، من قبل مجموعة ملثمة بتاريخ 2/8/2022، واقتياده إلى جهة مجهولة، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد 21 يوماً من الاعتقال. علماً أن مكتب الشبكة كان ممنوعاً من العمل بقرار من دائرة الإعلام لشمال وشرق سوريا حين اعتقاله.
26- منع مسؤول في قوى الأمن الداخلي بمدينة قامشلو/القامشلي بتاريخ 5/8/2022 الصحفي دارا بركات، مراسل قناة «كُردسات نيوز» من تغطية حادثة انفجار أسطوانات الغاز بالقرب من شارع منير حبيب وسط مدينة قامشلو، وتم تهديده بالاعتقال إن لم يتوقف عن التصوير، وطُلبَ منه الابتعاد عن مكان الانفجار.
27- اعتدى عناصر من قوى الأمن الداخلي بتاريخ 6/8/2022 على مراسل وكالة «فرانس پرس» المصور الصحفي جهاد درويش، بالضرب أثناء تغطيته لحادثة استهداف سيارة من قبل مسيّرة تركية في المنطقة الصناعية بمدينة قامشلو/ القامشلي، وتم منعه من التصوير.
28- اعتقلت السلطات التركية بتاريخ 29/8/2022 الصحفي عثمان علي، وأصدرت قراراً بترحيله قسرياً، ومنعه من الإقامة على أراضيها تحت طائلة المسؤولية ضمن المهلة المحددة له.
29- اعتقلت قوة أمنية في مدينة الرقة شمالي سوريا، بتاريخ 19/9/2022 مراسل وكالة «نورث پرس» الإعلامي عمار عبد اللطيف، بدعوى أنه يعمل مع وسائل إعلام خارجية غير مرخصة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وما يزال قيد الاعتقال.
30- اعتدت مجموعة من حركة «الشبيبة الثورية» بتاريخ 29/9/2022 على مراسل وكالة «رابتلي» الروسية، الإعلامي إيفان حسيب، أثناء تغطيته للاعتصام الذي أُقيم أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة قامشلو/القامشلي، حيث نظم العشرات من سكان القامشلي مظاهرة احتجاجية ضد قرار إلغاء تدريس المناهج الحكومية في المدارس والمعاهد الخاصة في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية.
31- وثق المكتب انتهاكاً آخر وهو الثاني خارج الجغرافيا السورية، وقع في شهر أيلول، بحق الصحفي مكسيم العيسى، مراسل تلفزيون «العربي» في ألمانيا، إذ رفضت قاعدة «رامشتاين» الأمريكية، في ألمانيا، منحه بطاقة الموافقة لتغطية اجتماعٍ تحت اسم «مجموعة دعم أوكرانيا»، بحجة أنه من أصل سوري، ولا يسمح له بدخول القاعدة، رغم تقديمه جميع الأوراق اللازمة المهنية والشخصية كمراسل ومقيم خارج سوريا لأكثر من 20 عاماً.
32- هددت الاستخبارات التركية الإعلامي والباحث الكُردي السوري، نواف خليل، المقيم في ألمانيا للتهديد بـ«الاغتيال» بتاريخ 18/10/2022، وهو الانتهاك الثالث على النطاق الخارجي، وذلك خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني بث على قناة «العربية الحدث» إلى جانب الباحث التركي بكير آتاجان، الذي هدده بالاغتيال بقوله: إن «المخابرات التركية توجد في مكتبك وتراقبك ويعرفون ماذا تقول وماذا تدعي؟ وأنها سوف تقوم بواجبها عند اللزوم وليس الآن».
33- منع عناصر من قوى الأمن الداخلي في مدينة قامشلو/ القامشلي بتاريخ 4/11/2022 مراسل «الوكالة الأوربية للصور الصحفية» أحمد ماردلي، من تصوير تجمع أعضاء مؤتمر المجلس الوطني الكُردي أمام صالة «زانا» للاجتماعات، حيث لم تسمح قوى الأمن الداخلي للمشاركين بالدخول إلى قاعة المؤتمر، وتم سحب المهمة الصحفية من الإعلامي أحمد، وتم منعه من العمل قرابة شهر كامل بدعوى تصويره نشاطاً غير مرخص من قبل قوى الأمن الداخلي، وعاد بعد ذلك إلى عمله الصحفي.
34- منع عناصر من قوى الأمن الداخلي في مدينة قامشلو/ القامشلي بتاريخ 4/11/2022 مراسل وكالة «رابتلي» الروسية الإعلامي إيفان حسيب، من تصوير تجمع أعضاء مؤتمر المجلس الوطني الكُردي أمام صالة «زانا» للاجتماعات، حيث لم تسمح قوى الأمن الداخلي للمشاركين بالدخول إلى قاعة المؤتمر.
35- مقتل الزميل الصحفي عصام عبدالله، مراسل وكالة «هاوار» للأنباء، بتاريخ 20/11/2022، بعد أن استهدفت طائرة حربية تركية محطة الكهرباء في قرية «تقل بقل» بأطراف مدينة ديريك/المالكية، حيث كان الصحفي عصام، يقوم بتصوير الدمار الذي لحق بالمحطة التي كانت قد تعرضت للقصف التركي.
36- أُصيب مراسل قناة «ستيرك» الإعلامي محمد جرادة، بشظايا عدة بتاريخ 20/11/2022 جراء قصف طائرة حربية تركية مشفى «كوفيد 19» في أطراف مدينة كوباني، حيث كان الزميل محمد، يقوم بتصوير الدمار الذي طال المنطقة جراء القصف التركي.
مصير مجهول
تقرّ شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، وبأسف عميق، وللسنة التاسعة على التوالي أن مصير الزميل الإعلامي «فرهاد حمو» مراسل قناة «رووداو» والذي اُختطِف على يد إرهابيي تنظيم «داعش» في 15/12/2014 ما يزال مجهولاً، وما تزال قضيته عالقة ودون حل، على الرغم من سقوط آخر معاقل ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، في بلدة الباغوز بريف ديرالزور الشرقي. كما أن الشبكة كانت قد تضامنت مع نداء عائلته العام الفائت بعد مرور ثماني سنوات على اختطافه، والتي ناشدت فيه قوات سوريا الديمقراطية، والتحالف الدولي، ببذل قصارى جهدها لمعرفة مصيره، ووضع حدٍ لهذا الانتهاك المستمرّ الذي أرهقنا- وأرهق- عائلته من الانتظار.
التهجير القسري والاستيلاء على ممتلكات الصحفيين/ات
وثقت الشبكة وعلى مدار السنوات التي احتلت فيها تركيا والفصائل الموالية لها، الانتهاكات بحق الصحفيين/ات والإعلاميين/ات والتي اقترفت عمداً وعن سابق إصرارٍ وتصميم، وما تزال مستمرّة سواءً بالتهجير القسري أو الاستيلاء على الممتلكات، ضاربة بعرض الحائط المواثيق الدولية والحقوقية والإنسانية كافةً، الأمر الذي جعل من عودة الصحفيين/ات المهجرين قسرياً، تتراجع من عامٍ لآخر نتيجة استمرار الإجراءات التركية اللا شرعية، واحتلالها لمدنٍ كُردية عدّة، والتي تقوّض أيّ حل، معتمدة في ذلك على الفصائل المسلحة التابعة لها التي احتجزت ممتلكات الصحفيين/ات ومنازل أهاليهم، هذه الانتهاكات التي لعبت دوراً أساسياً في منع حق شعوب المنطقة ومكوناتها العيش بأمن وسلام، كما أن استمرار الانتهاكات في مدن (عفرين، سري كانييه/رأس العين، گري سپي/ تل أبيض)، يمثل خرقاً لالتزامات تركيا القانونية «الكاذبة» في اللقاءات والاجتماعات الدولية الخاصة بسوريا، وذلك بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، وما قصفها اليومي لهذه المناطق وأريافها إلا استفزازاً يدفع باتجاه التصعيد. إذ لم تلتزم أيّة جهة دولية بمسؤوليتها القانونية في معاقبة المنتهكين، وهذا ما ساعد بإفلات الجميع من العقاب.
و حسب التقارير السنوية لشبكة الصحفيين الكُرد السوريين، في أعوام 2019 و2020 و2021, وثق مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات في الشبكة 50 حالة استيلاء على بيوت وممتلكات الصحفيين/ات من قبل الجيش التركي والفصائل السورية الموالية لها، وتوزعت حالات الاستيلاء على الشكل التالي: في مناطق عفرين 20 حالة، وسري كانييه/رأس العين 29 حالة، وگري سپي/تل أبيض حالة واحدة، حيث تم توزيعها على عائلات المسلحين وبعض العائلات العراقية، وسننشر هنا العدد الذي استطاعت الشبكة توثيق أسمائهم ونشرتها في التقارير السنوية السابقة، كما لا بد من التذكير أن هناك بعض الأسماء الذين هجروا قسرياً لم يتم ذكرها خوفاً على حياة أقارب لهم من الفصائل المسلحة، ولضمان تجنب ملاحقتهم من قبل تركيا، كما أن بعض الذين هجروا تم وضع اليد على بعضٍ من ممتلكاتهم وأيضاً تم تجنب ذلك حفاظاً على باقي الممتلكات.
احتجزت الفصائل السورية الموالية لتركيا المعروفة بـ«الجيش الوطني» منازل وممتلكات غالبية الصحفيين/ات في مدينة سري كانييه/ رأس العين، وتم توزيعها على عائلات المسلحين وبعض العائلات العراقية، شبكة الصحفيين الكُرد السوريين تمكنت من توثيق أسماء الصحفيين/ات الذين استولت فصائل الجيش الوطني على ممتلكاتهم وهم:
– استولت فرقة «السلطان مُراد» احدى فصائل (الجيش الوطني) على منزل عائلة الصحفية شيرين محمد علي شاكر في مدينة سري كانيه وحولتهُ لثكنة عسكرية بتاريخ 17 تشرين الأول 2019.
– منزل الصحفي سردار ملا درويش، المدير العام لشبكة «آسو» الإخبارية.
– منزل الإعلامي محي الدين عيسو، الذي يعمل مع العديد من المواقع المحلية والعربية والدولية، إذ تم تحويل منزله لمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بحضور والي أورفه التركي.
– منزل المصور الصحفي رودي سعيد، مصور وكالة «رويترز» للأنباء.
– منزل الصحفي عبدالحليم سليمان عبدالحليم، مراسل القسم العربي في صحيفة «الإندبندنت» و مقدم برامج في اذاعة ارتا.
– منزل الإعلامي أورهان كمال، مراسل موقع أيزدينا.
– منزل الصحفية آلاء الربيعي، مراسلة شبكة «آسو» الإخبارية ومحررة في مؤسسة «تاء مربوطة».
– منزل الإعلامي عزالدين صالح، الذي عملَ كمراسل سابق لإذاعة «آرتا».
– منزل المصور الصحفي هيثم حجي، مصور قناة «كردستان24» والذي تعرض للتهديد المباشر والابتزاز.
– منزل الإعلامي حسن عبدالله، الذي كان يعملُ مراسلاً لقناة “KNN”، وبعدها لجأ إلى إقليم كردستان العراق قسريّاً، بعد أن خسر جميع ممتلكاته، بعد ان استولت الفصائل المسلحة على كل ما تملكه عائلته وحرق جزء منها.
– منزل الصحفي حسين زيدو، مراسل سابق لقناة “KNN”، ووكالة «نورث برس»، حيث لجأ أيضاً إلى إقليم كردستان العراق قسريّاً، بعد أن استولت الفصائل المسلحة على جميع ممتلكاته.
– منزل الصحفي هشام عرفات، الذي يعمل منسقاً إخبارياً مع العديد من وسائل الإعلام الدولية، بالإضافة إلى عمله كمحرر أخباري باللغة الإنكليزية في موقع قناة «كردستان 24».
– منزل الصحفي شيار محمد، في سري كانييه/ رأس العين، مراسل قناة «زاغروس» في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق.
– منزل الإعلامي سلمان مانو، مراسل شبكة «آسو» الإخبارية.
– منزل الإعلامي آلان عثمان، في سري كانييه/ رأس العين، الذي عمل في العديد من الوكالات المحلية والدولية.
– منزل الإعلامية ليلوز هكاري، في سري كانييه/ رأس العين، مقدمة برامج في راديو «واشو كاني».
– منزل عائلة الإعلامية شيرا أوسي، مقدمة برامج في راديو “von fm” ومراسلة سابقة في تلفزيون «روجافا».
– منزل الإعلامية شيرين نعمان، مراسلة سابقة في إذاعة “ARTA FM”
– منزل سيبان موسى، مراسلة إذاعة “ARTA FM”
– منزل الإعلامي نوري خليل، مراسل القسم الرياضي في إذاعة “ARTA FM”
– منزل الإعلامي رودي أيو، إذاعة “ARTA FM”
– منزل المصور الصحفي يوسف برو.
– منزل المصور الصحفي والسينمائي آزاد عفدكي.
– منزل المصور الصحفي شيخ حمو.
– منزل الإعلامي سليمان الطويل، مراسل قناة «روناهي» في سري كانييه/ رأس العين.
– منزل المصور الصحفي ديار معو.
– استولت الفصائل السورية الموالية لأنقرة ممتلكات معظم الإعلاميين في راديو «واشوكاني».
– استولت فصائل «الجيش الوطني» على منزل الزميل رضوان رشيد عثمان، «رضوان بيزار»، ومنزل عائلته في مدينة تل أبيض/ كري سبي، بالإضافة إلى منزل آخر لهم في قرية «سوسك» وتم تحويله إلى مقر عسكري، يعمل الصحفي رضوان بيزار مراسلاً لقناة «كردستان24» وسبق أن تلقى تهديدات عدّة بالقتل والتصفية بسبب عمله الصحفي.
– الاستيلاء على منزل الزميل سلمان سلمان، عضو شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، بتاريخ 10/10/2019، في قرية الدادودية التابعة لمدينة سري كانييه/ رأس العين المحتلة، وتهجيره قسرياً مع عائلته من قبل الفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي.
• استمرار التهجير القسري تحت تهديد الاعتقال والقتل من قبل فصائل «الجيش الوطني السوري» المحتلة لمدينة عفرين للزملاء التالية أسمائهم:
– التهجير القسري للإعلامي محمد بلو، مراسل سابق لفضائية «كردستان24»، وإذاعة «روزنة» بسبب تلقيه تهديدات من الفصائل المسلحة والاستيلاء على منزله في عفرين، وما يزال يتلقى تهديدات بالتصفية من حسابات تركية بشكل مستمرّ.
– استمرار التهجير القسري للإعلامي جهاد عبدو، مراسل وكالة «هاوار» للأنباء من عفرين بعد تعرّض حياته للخطر.
– استمرار الانتقال القسري للإعلامي روج موسى، مراسل وكالة «هاوار» للأنباء بعد تلقيه تهديدات من عناصر تابعة للفصائل.
– استمرار التهجير القسري القسري للصحفية نوروز رشو، مراسلة «صوت أمريكا» ومراسلة قناة «الحرة» الأمريكية، بعد تلقيها تهديدات.
– استمرار التهجير القسري للإعلامي أحمد قطمة، مراسل سابق لوكالة «سمارت» إلى كردستان العراق، بسبب تلقيه تهديدات من الفصائل السورية الموالية لأنقرة.
– استمرار الانتقال القسري للإعلامي أحمد شفيع بلال، الذي كان يعمل مع إحدى وكالات الأنباء الروسية.
– استمرار التهجير القسري للإعلامي نورهات حسن، مراسل وكالة «هاوار» للأنباء.
– استمرار التهجير القسري للإعلامي سيدو إيبو، مراسل وكالة «هاوار» للأنباء.
– استمرار التهجير القسري للإعلامية مزكين غورسيه، مراسلة قناة «روناهي» والاستيلاء على منزلها في مدينة عفرين.
– استمرار التهجير القسري للصحفي جعفر جافو، مراسل وكالة «هاوار» للأنباء، والاستيلاء على منزله من قبل بعض المستوطنين.
– استمرار التهجير القسري للإعلامي تيراست جودي، مراسل وكالة «هاوار» للأنباء والاستيلاء على منزله من قبل المسلحين.
– استمرار التهجير القسري للصحفي منذر شيخو، مراسل سابق لقناة «روناهي» والاستيلاء على منزله من قبل المسلحين.
– استمرار التهجير القسري للصحفي ممو حسن، الذي كان يعمل لصحيفة «روناهي» سابقاً.
– استمرار التهجير القسري للصحفي صلاح إيبو، الذي كان يعمل لصحيفة «روناهي» سابقاً.
– استمرار التهجير القسري للصحفي جيان حاجي، الذي كان يعمل في وكالة «هاوار» سابقاً، وحاليا مع شبكة «روداو» الإعلامية.
– استمرار التهجير القسري للصحفي إدريس حنان، الذي يعمل لصحيفة «روناهي».
– استمرار التهجير القسري للصحفي حسن تحسين ناصر، الذي كان يعمل لصحيفة «روناهي» سابقاً.
– استمرار التهجير القسري للمصور الصحفي زكريا شيخو، الذي يعمل مصوراً لفضائية «روناهي».
– استمرار التهجير القسري للصحفي شريف محمد، الذي كان يعمل لفضائية «روناهي» سابقاً.
– استمرار التهجير القسري للصحفي حسن قوشو، الذي يعمل مع تلفزيون «روج آفا».
الحماية وفق القوانين الدولية
بعد مرور 11 عاماً ما يزال الصحفيون/ات والمؤسساتُ الإعلامية يتعرضون للاستهداف المباشر- وغيرِ المباشرِ- في إطارِ سعيِهم لنقلِ الحقيقة وتوثيق الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، رغم بعض المحاولات التي بُذلت للتعتيم الإعلامي، عالمياً وإقليمياً ومحلياً، كما حصل مع الغارات التركية الأخيرة التي قتلت صحفياً وجرحت آخر بشكل مباشر، دون الاكتراث من أنهم يتمتعون بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني كمدنيين، وأن أيّة هجمات بحقهم قد ترقى إلى جرائم حرب، حيث ترفع الأمم المتحدة سنوياً شعاراً جديداً لحماية الصحفيين/ات، عند إحيائها اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين/ات المصادف لـ2 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، هذا اليوم الذي يعتبر تأكيداً صريحاً على أن سلامة الصحفيين/ات على رأس قائمة القضايا الحقوقية ومن الأولويات نظراً لدورهم الكبير والحيويّ في الكشف عن الحقيقة ومساءلة أطراف النزاع وتقديمهم للعدالة على ما اقترفوه من انتهاكات، خاصة وأن أيّ استهداف للصحفيين/ات ووسائل الإعلام ومراكزها، خرقٌ واضح للمادة 19 من الإعلام العالمي لحقوق الإنسان في حالات السلم، والتي تنص على أن «أنَّ لكلِ إنسانٍ الحقَ في اعتناق ما يشاء دونَ مضايقةٍ، ولكلّ إنسانٍ الحقَ في حريةِ التعبير، ويشملُ هذا الحق حريتَه في التماس مختلف ضروب المعلوماتِ والأفكارِ، وتلقيها ونقلِها إلى الآخرين في أي قالبٍ وبأي وسيلةِ يختارها، ودون اعتبارٍ للحدود»، بالإضافة إلى اعتبار ذلك انتهاكاً صارخاً لمبادئِ المادة 79 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 في القانونِ الدولي الإنساني، والقرار 1738 لمجلسِ الأمنِ الدولي، والتي تنص على أن «الصحفيين والمراسلين مدنيين يجبُ احترامُهم وحمايتُهم، واعتبار المنشآت والمعدات الخاصة بوسائلِ الإعلام أعياناً مدنيةً لا يجوزُ أن تكونَ هدفاً لأيّة هجماتٍ أو أعمالٍ انتقامية».
وانطلاقاً من هذه القوانين، فإن مكتب التوثيق في شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، ومنذ تأسيسه يعتمد جميع الانتهاكات التي تتوزع بين (الاغتيال، القتل، الاعتقال، الاحتجاز، التهديد، النفي، الطرد التعسفي والترحيل، الضرب، المنع من العمل، التوقيف دون أيّ سند قانوني، استهداف المؤسسات الإعلامية، وأخيراً مصادرة المعدات الصحفية) وهو التصنيف المعتمد في معظم مراكز رصد الانتهاكات في العالم، فيما تفردت الحالة السورية أيضاً بالنزوح والتهجير القسري للصحفيين/ات، والاستيلاء على ممتلكات الإعلاميين/ات من قبل الفصائل السورية المسلحة الموالية لأنقرة. ولهذا طالبت الشبكة على الدوام بضرورة تطبيق القوانين الدولية الخاصة بالعمل الصحفي أثناء النزاعات، والاستعانة بنظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، التي بموجبه تعد الجرائم الواقعة على المدنيين والأعيان والتي تشمل أيضاً مقرات وسائل الإعلام جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق بنود المادتين السابعة والثامنة. هذه القوانين الكفيلة بتأمين حقوق الصحفيين/ات وسلامتهم، ومنع وقوع أيّ شكل من أشكال العنف بحقهم، مع تمكينهم من حق الوصول للمعلومات، ضمن حقهم في حرية الرأي والتعبير، والنشر بأيةّ وسيلة يختارها، والتنقل وفق الرخصة الممنوحة له دون اعتراض، هذه الحقوق التي تندرج جميعها ضمن حرية العمل الصحفي.
التوصيات
تأتي أهمية حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، باعتبارهما حقين أساسيين من حقوق الإنسان، وحين نؤكد الالتزام بهما، لأننا بحاجة لتطبيقهما في كل الأوقات، من هنا جاء تعريف حرية الصحافة الذي وضعته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنها «الحق في تداول المعلومات والآراء بحرية، ودون أيّة رقابة أو تحريف أو قيود من السلطات. ولكن في نفس الوقت يتحتم على الإعلام أن يبقى محايداً وصادقاً. عندما تتمتع الصحافة بالحرية، فإنها تحمي الديمقراطية والمواطنين على حد سواء». وعلى الرغم من أن حرية الصحافة في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية تطبق بشكل أفضل مقارنة بمناطق السيطرة الأخرى سواء لدى النظام أو المعارضة بكل تسمياتها، فإنها ما تزال دون تحقيق تطلعات الصحفيين/ات المهنيين ومؤسساتهم.
إن كل ذلك يتطلب وضع آليات أكثر فعالية من أجل حماية الصحفيين/ات، وفي مقدمتها تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الاتحادات والروابط النقابية الصحفية، وممثلين عن كبرى المؤسسات الإعلامية، والمجتمع المدني، وذلك ضمن شروط وضوابط تتفق عليها الأطراف المشاركة، من أجل تنفيذ مهامها والتوصيات الموكلة لها باستقلالية ودون ضغوطات، بحيث تكون عملية «محاسبة الصحفيين/ات» بشأن أيّ خرق «مفترض» لأخلاقيات مهنة الصحافة متروكة للمهنيين في هذه اللجنة بالدرجة الأولى، بعيداً عن أيّ توجه خارج نطاق الإعلام، والدوائر الأمنية الأخرى، وتعزيزاً لميثاق الشرف الصحفي لأخلاقيات مهنة الصحافة. ولعلّ اهم التوصيات في هذا المجال ألا يتم الاستناد إلى أحكام وقوانين أخرى غير قانون الإعلام حين النظر في المخالفات المرتكبة أو المرتبطة بحرية التعبير، ويندرج ضمن هذه التوصية ضرورة إلغاء «البلاغات الشفوية» من قبل دائرة الإعلام في شمال وشرق سوريا، المتعلقة بضرورة الانتساب إلى اتحاد الإعلام الحر، ليتمكن من ممارسة عمله الصحفي -وإن كان الصحفي/ة يمتلك مهمة إعلامية تخوله بالعمل- وفق مبادئ الحريات الصحفية، وثانياً وضع حد لملاحقة الصحفيين/ات قضائياً، وتوجيه اتهامات لهم/هنّ من دون أدلة دامغة، بسبب ممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير، أو حقهم في الوصول إلى المعلومات، وثالثاً ننهي بذلك حالات الاعتقال بحق أيّ صحفي/ة، لمجرّد ممارستهم حقهم في التعبير، مما يعرقل عملهم وينتهك حقوقهم الأساسية. لذا ستبقى شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، مستمرّة في نهجها برصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين/ات، سواءً بالبيانات أو التوضيحات والتعاميم، والتقارير السنوية، وتقديم التوصيات اللازمة للجهات المعنية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، المتعلقة بواجباتهم والتزاماتهم بموجب القوانين والمعايير الدولية، لضمان حماية الصحفيين/ات والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتمكينهم من ممارسة عملهم ومهامهم، ضد أعمال الترهيب والاعتداءات والاحتجاز التعسّفي، وسحب المعدات، وانتهاكات أخرى رغم صغر حجمها وتأثيرها، والمرتكبة من مختلف أطراف النزاع.
شبكة الصحفيين الكُرد السوريين
مكتب رصد وتوثيق الانتهاكات الصحفية
قامشلو في 16/1/2023
التقرير كملف