الجمعة 27 حزيران 2025

الخائن لا يفرق فيما بين قيمة الوطن وقيمة الحذاء

جواد إبراهيم ملا 

لقد لاحظت من اتصالاتي مع معظم فئات شعبنا الكوردي، فوجدت فيه من هم أهلا للقيادة بترويهم وعقلانيتهم وادراكهم العالي لحاضر ومستقبل شعبنا، إلا انهم يعيشون على هامش الحياة السياسية…

بعضهم من ابتعدوا بإرادتهم بعد أن فقدوا الأمل ومنهم من تم إبعادهم واهمالهم عن قصد بل تم بث الدعايات الكاذبة حولهم لكي لا يقوموا بأي نضال يهدف إلى إستقلال كوردستان لأن كل كوردي عقلاني لا بد وان يكون مؤمنا بإستقلال كوردستان وليس من باب التفاخر والفخفخة بأننا نملك دولة قومية بل لأن الدولة الكوردية هي الوسيلة الوحيد للمحافظة على ممتلكات الشعب الكوردي وحماية دمائه وتراثه وكرامته…

وهنا خطرت ببالي قصة حدثت في احدى المجتمعات والمشابهة إلى حد بعيد لما يحدث اليوم في كوردستاننا الغالية مع الأسف الشديد:
ان دخل أحد الغرباء إلى احدى المساجد ووجد ان معظم المصلين من كبار السن المتديين والمؤمنين وبذقون وشوارب بيضاء… إلا ان من كان يصلي بهم كان شابا لم تظهر شواربه وذقنه بعد…

وحين انتهت الصلاة قال الغريب لكبار السن وعقلائهم ألا يستطيع احدكم ان يكون إماما بدلا عن هذا الصبي… فقالوا له بالتأكيد أي واحد منا يستطيع ان يكون إماما وأفضل من هذا الصبي بكثير… ولكننا قررنا ان يكون هذا الصبي إمامنا لأن إحدى عاداته انه يسرق احذيتنا من المسجد لذا فأفضل حل لهذه المشكلة ان نجعله إمامنا ليكون امام انظارنا.

في القصة كان الامام يسرق أحذيتهم ولكن في قضية كوردستان الوطنية فإن الامام يسرق الوطن ويبيعه بقيمة حذاء ولكل من يدفع أكثر.

فقيمة جميع أموال الدنيا لا تساوي قيمة حذاء أمام قيمة الوطن، فالأموال يمكن تعويضها ولكن بيع الوطن لا يمكن تعويضه أبدا، لأن الوطن هو الأم التي لا يمكن تعويضها أو استبدالها على الإطلاق.

وكلامي هذا إلى كل من جعل سوريا والعراق وتركيا وايران وطنا مزورا لهم بدلا من أمنا الغالية كوردستان التي لا تباع ولا تستبدل.