الدروز في سوريا يطالبون بحق تقرير المصير وكيان مستقل

السويداء، 4 سبتمبر 2025 – أكد الرئيس الروحي للموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري، تمسك الطائفة الدرزية بحقها في تقرير المصير وإقامة كيان مستقل يضمن العيش بكرامة تحت مظلة القانون الدولي.

وشدد في بيان له على أن “حق تقرير المصير هو حق مقدس تكفله المواثيق الدولية، ولن نتراجع عنه مهما كانت التضحيات”.

وأشار الهجري إلى قدرة الطائفة على إدارة شؤون منطقتها بما يحقق الأمن والاستقرار، مؤكدًا أن “كوادرنا وكفاءاتنا جاهزة لضمان العدالة والتنمية لشعبنا الصامد”. وأضاف أن الدروز أثبتوا وحدتهم وتكاتفهم رغم الصعوبات وشح الموارد، وأنهم “شعب لا يساوم على قضيته وكرامته”.

وندد البيان بانتهاكات الحكومة المؤقتة، مشيرًا إلى توثيق الجرائم من حرق وقتل وتدمير، واستخدام مواد محرمة دوليًا. وأكد الهجري استمرار العمل لمحاسبة المرتكبين وإعادة المخطوفين، داعيًا إلى “ضغط دولي حقيقي لضمان عدم إفلات المجرمين من العدالة”.

ووجه الهجري الشكر للولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، وإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ودول التحالف الأوروبي، بالإضافة إلى الأكراد والعلويين في الساحل السوري، على دعمهم. كما دعا إلى فتح المعابر الدولية لفك الحصار عن السويداء، مؤكدًا مواصلة النضال “حتى يتحقق لشعبنا مستقبل آمن وكريم”.

نص البيان كامل:

الرئيس الروحي للموحدين الدروز
حكمت الهجري

بسم الله الرحمن الرحيم
نقف اليوم أمامكم باسم الكرامة والحق والحرية، حاملين صوت شعبٍ أنهكته المعاناة، لكنه لم يفقد الأمل. شعبٌ قدّم الشهداء، وداوى الجراح، وواجه الخذلان بصبرٍ لا يُقهر وإرادة لا تُكسر.
نستهل حديثنا بالترحم على شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا ليكتبوا بدمائهم الطاهرة فصولاً مشرقة من البطولة والفداء. إنّ أرواحهم ستظل حاضرة في وجداننا، تُنير لنا دروب الصمود حتى يتحقق النصر.
كما نرفع الدعاء بالشفاء العاجل لجرحانا، وبالصبر والثبات لأهلنا الذين ذاقوا مرارة القهر والغدر، وواجهوا خذلانًا ممن كان يُفترض بهم أن يكونوا سنداً وعوناً.
نؤكد اليوم، وبصوتٍ واحد، تمسّكنا بقضية المخطوفين، ونطالب بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط. فهذه قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية، وهي جرح نازف في قلوبنا جميعاً.
ونعلن بوضوح أنّ قرانا وأراضينا المسلوبة يجب أن تعود إلى أهلها الأصليين، وأنّ الحق لا يسقط بالتقادم ولا بالمساومات. كما ندعو الدول المعنية والمنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان إلى المساهمة الفورية في إعادة إعمار قرانا المنكوبة، بعد عودة أبنائها إليها، وقبل حلول فصل الشتاء.
ورغم الجراح، أثبت أبناء الطائفة الدرزية في مختلف أنحاء العالم أنهم جسدٌ واحد، يعملون بتنظيم وتكاتف، ويلملمون جراحهم، ويستعدون لمواجهة التحديات بروح جماعية لا تنكسر. لقد أثبتوا قدرتهم على العمل والإنتاج رغم كافة الصعوبات والمعوقات وشح الموارد، تأكيدًا على أنهم شعبٌ لا يساوم على قضيته و كرامته، وحقه في تقرير مصيره، مهما اشتدت الظروف.
نؤكد أنّ كوادرنا وكفاءاتنا جاهزة لإدارة شؤون منطقتنا بما يضمن الأمن والاستقرار، ويحقق العدالة والتنمية لشعبنا الصامد.
لقد عبّر شعبنا بإرادته الحرة عن مطلبه بكيانٍ مستقل، يضمن له العيش بكرامة تحت مظلة القانون الدولي ومعايير الدول المتقدمة. وقد وثّقت ورشات العمل معظم الانتهاكات التي ارتُكبت بحق أبنائنا، وننتظر انسحاب الإرهاب من قرانا المحتلة لتوثيق المزيد، رغم محاولات الحكومة المؤقتة طمس آثار جرائمها من حرق وقتل وتدمير، واستخدام مواد محرّمة دوليًا.
وسنواصل العمل بلا كلل لفرض ضغط دولي حقيقي يضمن إعادة المخطوفين ومحاسبة المرتكبين، كي لا يفلت المجرمون من العدالة.
نرفع شكرنا وامتناننا إلى الولايات المتحدة الأميركية والرئيس دونالد ترامب، وإلى إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وإلى دول التحالف الأوروبي، وإلى إخوتنا الأكراد، وإلى إخوتنا العلويين في الساحل السوري الذين عانوا من بطش هذه الحكومة الإرهابية. كما ندعو إلى استمرار المساندة والعمل على فتح المعابر الدولية لفك الحصار الممنهج عن أبنائنا في السويداء.
وعليه، نؤكد أنّ حق تقرير المصير هو حقٌ مقدّس، تكفله جميع المواثيق الدولية، ولن نتراجع عنه مهما كانت التضحيات. سنواصل النضال حتى يتحقق لشعبنا مستقبلٌ آمن، كريم، وعادل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قنوات ٤ / ٩ /٢٠٢٥

Scroll to Top