السبت, أبريل 20, 2024

الدول العربية وكذبة “الثورة العربية الكبرى”

آراء

بالرغم من الدور الكبير لقضية وحدة الموقف، لكن دعونا نوضح لكم بأنها ليست وحدها التي تجعل حركة تحقق النجاح، بل ربما يكون الدعم والعامل الخارجي هو الأهم في نجاح تجربة وحركة ما وسنأخذ التجربة العربي، أو ما عرفت باسم “الثورة العربية الكبرى” والتي قادها الشريف حسين مثالًا حيث إنها الأقرب لنا نحن الكرد تاريخاً وتشابكاً في الحيثيات، إن كانت من جهة التقسيمات الجغرافية أو السياسية او حتى من جهة تعدد الولاءات والصراعات فيما بينها وبين تلك المشاريع المتعددة حيث سنجد بأن قضية “وحدة العرب” في ثورتهم الكبرى ليست إلا خدعة وكذبة تعيشها الأجيال، وبأن العرب أيضًا لم يتوحدوا فحتى تلك التي تسمى ب”الثورة العربية الكبرى” والتي قادها “الشريف حسين بن علي”، تم القضاء عليها حيث وسنضع في التعليقات فيديو توثيقي يوضح لكم بأن ما تعرف بالمنطقة العربية -القسم الآسيوي؛ أي السعودية مع سوريا الكبرى والعراق- وبحسب فهم الشريف حسين وثورته كانت مشروع دولة عربية واحدة، لكن تم افشاله ودعم خصمه الأصولي المتشدد ونقصد حركة عبدالعزيز بن سعود من قبل الانكليز وخاصةً بعدما رفض الشريف حسين المشروع الغربي الاستعماري، الفرنسي الانكليزي، فيما عرف لاحقاً ب”مشروع سايكس بيكو” و”وعد بلفور”.

وهكذا تم افشال مشروع الثورة العربية الكبرى واقتطعت سوريا ولبنان منها لتصبح تحت الانتداب الفرنسي وفلسطين طبقت فيها وعد بلفور، بل حتى السعودية نفسها ذهبت من يد الشريف حسين إلى عائلة آل سعود لتصبح المملكة العربية السعودية؛ أي دولة العائلة وبدعم إنكليزي طبعاً حيث أتفق عبدالعزيز بن سعود، أو بالأحرى وافق على شروط انكلترا وفرنسا، شروط سايكس بيكو، بخصوص المنطقة وتقسيمها وبالتالي دعمه في وجه كل من الشريف حسين في الحجاز وقبله في وجه دولة الرشيد بمنطقة حائل والتي كانت مدعومة من العثمانيين. وهكذا استطاع عبد العزيز أن يقضي على خصميه؛ دولة الرشيد والحجاز ويؤسس المملكة العربية السعودية، بالرغم من أن حركته والتي عرفت ب”حركة اخوان من أطاع الله” كانت حركة وهابية سلفية متشددة، لكن لكونه وافق على شروط الغرب من جهة ومن جهة أخرى كانت أكثر حركة قدرة على التنظيم والإدارة وحشدًا للرجال والتي كانت قادرة على خدمة المشروع الاستعماري الغربي، مما جعلت تكسب ثقة ودعم الانكليز والفرنسيين ومدها بالذخيرة والعتاد لتتغلب على خصومها الآخرين حيث قضت على دولة الرشيد ثم على الشريف حسين وثورته وطرد الأخير من السعودية، بل حتى سوريا سلبت من يد ابنه فيصل ابن الحسين لتصبح تحت الانتداب الفرنسي، وفقط بقيت ما تعرف اليوم بالأردن تحت يد أحفاد الشريف حسين وذلك بعد أن أنهي حكم أبنائه بالعراق عام ١٩٥٨م مع ما سميت بثورة القاسم وتأسيس الدولة العراقية الحديثة.

بالمناسبة نلاحظ بأن الغرب الأوروبي قام بدعم أكثر فصيل متشدد سلفي؛ حركة الوهابيين في وجه الشريف حسين ومشروعه القومي العروبي وذلك لسببين؛ أولاً لرفضه مشروع تقسيم المنطقة بحسب اتفاقيتي “سايكس بيكو” و”بلفور” وتالياً لكون الشريف حسين كان صاحب مشروع قومي عربي ابناء دولة عربية كبرى متحدة في كل الجزء الآسيوي وهذا ما لم يسمع به الغرب وبالتالي تم وأد المشروع في مهده وتدميره وبالتالي الاستعانة بعبدالعزيز بن سعود وحركته السلفية المتشددة وهذه رسالة أخرى لمن يعتقدون في يومنا هذا بأن الأمريكان سوف يتخلون عن حركة قسد والإدارة الذاتية، كون من يقف خلفهما أصحاب فكر ثوروي أو كما يصفونها؛ بأنها على “لائحة الإرهاب”، متناسين بأن الغرب يحتاج إلى من يكون قادرًا على إنجاح مشاريعهم السياسية وبأنها ليست منظمات وجمعيات خيرية لحقوق الانسان.. ويبدو أن التاريخ سيعيد نفسه معنا نحن الكرد مع الداعم الأمريكي، كما فعلها إخوتنا العرب قبلنا مع الداعم الإنكليزي وبالتالي اكون لنا “ثورتنا الكبرى”، كما كانت للأخوة العرب “ثورتهم الكبرى” وعاشت ثورات الشعوب في الحرية والاستقلال حتى وإن كانت على ظهر دبابة غربية؛ إنكليزية أو أمريكية.

​ 

بير رستم

شارك هذا الموضوع على